ثم كانوا يقعون في عثمان فغلظ ذلك على سعيد فكتب إلى عثمان فكتب اليه أن يسيرهم إلى الشام، وكانوا: الأشتر ومالك بن كعب الأرحبي والأسود بن يزيد النخعي وعلقمة بن قيس النخعي وصعصعة بن صوحان وغيرهم إلى آخر الخبر. ويظهر مما مر سوء حال الأسود بن يزيد ونصبه وما يفيده صوم الدهر والصوم في الحر الشديد وذهاب عينه من الصوم ومحافظته على الصلاة في وقتها وحجه واعتماره المرار الكثيرة وكثرة ختمه القرآن وهو يكثر الوقيعة في أخي رسول الله ص ويفرط في سبه ويموت مصرا على ذلك غير تائب منه وإنما يتقبل الله من المتقين ومسبة علي مسبة رسول الله ص ولا يبغضه الا منافق بنص الرسول ص كما لم ينفع الخوارج كثرة صومهم وصلاتهم واسوداد جباههم من السجود، ولا أعجب من بعض أمهات المؤمنين التي كان يجري هذا عندها وفي بيتها، ولا أعجب من قولها ما بالعراق رجل أكرم علي منه، ولا أعجب ممن وثقه ومدحه بعد هذا كله ممن تقدم. وأبو عبد الرحمن السلمي الذي تقدم أنه عانقه لما عرفه كان منحرفا عن علي ع فكأنه لذلك عانقه وأحبه لما بينهما من الجامع، قال ابن أبي الحديد: ومن المنحرفين عن علي ع أبو عبد الرحمن السلمي القارئ وذكر ما يدل على ذلك. ثم يظهر مما مر أنه كان منحرفا عن عثمان أيضا والظاهر أنه لذلك لم يرو عنه وروى عن الخلفاء الثلاثة وكان يقع فيه فهو أقرب إلى رأي الخوارج وكونه في شرطة عمرو بن حريث يهون عند وقيعته في علي ع. ثم إن الظاهر أن هذا هو الأسود بن برير أو بريد المتقدم الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع فلا يكون من موضوع كتابنا كما مر وعادة الشيخ في رجاله أن يذكر من يكون من أصحاب أحدهم ع من غير التفات إلى فساد نحلته ولا تنبيه على ذلك. 1252:
أسيد بن أبي العلاء.
ذكره الشيخ في رجاله في رجال الكاظم ع وتقدم أسد بن أبي العلاء. 1253:
أسيد بن ثعلبة الأنصاري.
في أسد الغابة: أسيد بضم الهمزة وفتح السين وفي الاستيعاب شهد بدرا وشهد صفين مع علي بن أبي طالب انتهى وذكره في أسد الغابة والإصابة نقلا عن الاستيعاب بغير زيادة. 1254:
أسيد بن حبيب الجهني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. 1255:
أسيد بن حضير بن سماك بن عتبك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي.
هكذا ساق نسبه في طبقات ابن سعد والاستيعاب الا أنه قال ابن رافع بن امرئ القيس.
توفي في شعبان سنة 20 في رواية ابن سعد في الطبقات وفي أسد الغابة وعن البغوي وغيره أو 21 عن المدائني.
أسيد في رجال ابن داود بالفتح والكسر وفي أسد الغابة والإصابة وتهذيب التهذيب بالضم وحضير بحاء مهملة مضمومة وضاد معجمة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وراء وسماك بسين مهملة وميم وكاف بوزن كتاب وعتيك بعين مهملة ومثناة فوقية ومثناة تحتية وكاف بوزن أمير.
كنيته في أسد الغابة: يكنى أبا يحيى بابنه يحيى وقيل أبا عيسى كناه بها النبي ص وقيل كنيته أبو عتيك وقيل أبو حضير وقيل أبو عمرو. وفي الاستيعاب اختلف في كنيته على خمسة أقوال: أبو عيسى، أبو يحيى، أبو عتيك، أبو الحضير، أبو الحصين بالصاد والنون. قال وأخشى أن يكون تصحيفا والأشهر أبو يحيى وذكر له الدارقطني كنية سادسة أبو عتيق مع أبو عتيك.
أقوال العلماء فيه قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص: أسيد بن حضير بن سماك أبو يحيى سكن بالمدينة يقال له حضير الكتائب قتل يوم بعاث آخى رسول الله ص بينه وبين زيد بن حارثة انتهى وذكره في الخلاصة في القسم الأول بنحو ما في رجال الشيخ. والذي يقال له حضير الكتائب هو الأب. ويوم بعاث: في القاموس بعاث بالعين وبالغين كغراب ويثلث موضع بقرب المدينة ويومه معروف انتهى وفي النهاية يوم بعاث مضموم الباء يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج وبعاث اسم حصن الأوس وبعضهم يقول بالمعجمة وهو تصحيف انتهى وقال أبو علي في رجاله ذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة وهو عجيب بعد ما اشتهر عنه في كتب العامة فضلا عن الخاصة من اعترافه بكونه ممن حمل الحطب إلى بيت فاطمة لاضرامه انتهى ولم أجد لذلك أثرا في كتب الفريقين. وهو الذي قوى بيعة أبي بكر لما بايعه بشير بن سعد والد النعمان وهو خزرجي حسدا لسعد فبادرت الأوس إلى البيعة وفيهم أسيد بن حضير خوفا من أن يتم أمر سعد بن عبادة رئيس الخزرج. روى الطبري في تاريخه ما حاصله:
أنه لما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليولوا سعد بن عبادة فخطبهم سعد وهو مريض وبعض ولده يبلغ عنه فذكر فضل الأنصار ونصرتهم الدين وأن النبي ص أقام بمكة بضع عشرة سنة لم يؤمن به إلا قليل لا يقدرون أن يمنعوه ولا أنفسهم وقال لهم استبدوا بهذا الأمر فإنه لكم فاتفقوا على توليته وقال بعضهم إن أبت مهاجرة قريش نقل منا أمير ومنكم أمير فقال سعد هذا أول الوهن وجاء إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، وعلي دائب في جهاز رسول الله ص فخطب أبو بكر فذكر فضل المهاجرين وأنهم أول من آمن وأنهم أولياء الرسول وعشيرته وأحق بالأمر من بعده لا ينازعهم ذلك الا ظالم وذكر فضل الأنصار وأنهم في الدرجة الثانية من المهاجرين وقال فنحن الامراء وأنتم الوزراء فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فحث الأنصار على اتفاق الكلمة وبين منعة الأنصار وأن الناس في فيئهم وظلهم وقال منا أمير ومنهم أمير فقال له عمر هيهات لا يجتمع اثنان في قرن ولا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم فقام الحباب وحث الأنصار على طلب هذا الأمر وقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب وأمرهم بجلاء المهاجرين إن أبوا وقال لئن شئتم لنعيدنها جذعة فقال له عمر إذا يقتلك الله فقال بل إياك يقتل فقام أبو عبيدة فقال لا ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بالجهاد والسابقة واحتج بان محمدا من قريش وقومه أحق به وأولى فقال أبو بكر هذا عمر وهذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا فقالا لا نتقدم عليك وذكرا فضله في الغار والصلاة فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما اليه بشير بن سعيد الخزرجي فبايعه فناداه الحباب أنفست على ابن عمك الامارة قال لا ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله