الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص: انس بن أبي مرثد كلنان بن حصين الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وقيل أنيس وهو أصح انتهى، وكان هو واخوه مرثد وأبوه أبو مرثد حلفاء حمزة بن عبد المطلب كما يفهم من كتب أسماء الصحابة، وفي رجال ابن داود كلنان بفتح الكاف وتشديد اللام والنونين وخضير بالخاء المضمومة والضاد المفتوحة المعجمتين انتهى. أقول: الصواب ان اسم أبيه كناز كما مر واسم جده حصين أو حصن لا خضير كما ضبطه في رجال ابن داود ورسمه بالراء ولا حضين بالضاد المعجمة كما رسم في رجال الميرزا. وفي أسد الغابة: انس بن أبي مرثد الغنوي الأنصاري يكنى أبا يزيد كذا قال ابن منده وأبو نعيم وليس بأنصاري وانما هو غنوي حليف حمزة بن عبد المطلب وأبو مرثد اسمه كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني بن اعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر واسم اعصر منبه، وكان يلقب دخانا فيقال باهلة وغني ابنا دخان، وانما قيل له دخان لأن بعض ملوك العرب أغار عليهم ثم انتهى بجمعه إلى الكهف وتبعه بنو معد فجعل منبه يدخن عليهم فهلكوا فقيل له دخان، وانما قيل له اعصر ببيت قاله وهو:
قالت عميرة ما لرأسك بعد ما * فقد الشباب اتى بلون منكر أ عمير ان أباك غير رأسه * مر الليالي واختلاف الأعصر قال: لأنس ولأبيه صحبة وكان بينهما في السن عشرون سنة، ثم روى بسنده في حديث ان رسول الله ص قال ليلة حنين: من يحرسنا الليلة؟
قال انس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله! قال فاركب! فركب فرسا له فجاء إلى النبي ص فقال له رسول الله استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة، فلما أصبحنا خرج رسول الله ص فركع ركعتين، إلى أن قال: فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله ص فقال:
اني انطلقت حتى إذا كنت في اعلا هذا الشعب حيث امرني رسول الله فلما أصبحت اطلعت الشعبين كليهما فلم أر أحدا فقال رسول الله ص هل نزلت الليلة؟ قال الا مصليا أو قاضي حاجة الحديث وذكر: أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب في أنيس وجعله ابن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، قال ويقال انس والأول أكثر، والحديث المذكور يرد عليه انتهى أسد الغابة ولم يعلم أنه من شرط كتابنا. 1483:
انس بن مالك بن النضير بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار خادم رسول الله ص.
وفاته ومبلغ عمره ومدفنه في أسد الغابة اختلف في وقت وفاته بين سنة 91 أو 92 أو 93 أو 90 وفي مبلغ عمره بين 103 سنين أو 110 أو 107 أو 99 أو بضع وتسعين وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة وكان موته بقصره بالطف ودفن هناك على فرسخين من البصرة انتهى وفي الاستيعاب يقال إنه آخر من مات بالبصرة من الصحابة وما اعلم أحدا مات بعده من الصحابة الا أبا الطفيل.
أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال: انس بن مالك أبو حمزة خادم رسول الله ص الأنصاري انتهى وحديث الطير يدل على انحراف انس عن علي ع وكان أنس في مجلس ابن زياد في قصر الامارة بعد قتل الحسين ع حين أذن للناس إذنا عاما وأمر باحضار رأس الحسين ع وجعل يضرب ثناياه بالقضيب فبكى انس وقال: كان أشبههم برسول الله. وفي الاستيعاب: يكنى أبا حمزة أمه أم سليم بنت ملحان الأنصارية، كان مقدم النبي ص المدينة ابن عشر سنين وقيل ابن ثمان سنين، ثم روى بسنده عنه أنه قال: قدم رسول الله ص المدينة وانا ابن عشر سنين وتوفي وانا ابن عشرين سنة، وانه خرج معه إلى بدر وهو غلام يخدمه، وبسنده عن إسحاق بن يزيد: رأيت انس بن مالك مختوما في عنقه ختمه الحجاج أراد أن يذله بذلك. وزاد في أسد الغابة: وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي وذكر في ترجمته أنه طال عمره حتى أدرك الحجاج بن يوسف وامتحن معه، أرسل الحجاج سنة 74 إلى سهل بن سعد وقال: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان؟ قال قد فعلته! قال كذبت ثم أمر به فختم في عنقه وختم أيضا في عنق انس بن مالك حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه، وختم في يد جابر بن عبد الله يريد إذلالهم بذلك وان يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم انتهى. فليهنأ المشيدون بفضل بني أمية لا سيما من أهل هذا الزمان بهذه الفضائل والمناقب التي من أهمها: الحجاج بن يوسف عامل عبد الملك بن مروان يختم أعناق أصحاب رسول الله ص ويذلهم، وما كتب عبد الملك إلى الحجاج في انس بن مالك إلا لانحرافه عن علي بن أبي طالب. وفي الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن أنس في حديث: خدمت رسول الله ص في السفر والحضر والله ما قال لي لشئ صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشئ لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا. وفي رواية خدمته تسع سنين فما قال لشئ صنعته قط أسأت أو بئس ما صنعت انتهى وذكر له ابن حجر في تهذيب التهذيب ترجمة طويلة وذكر جماعة كثيرة ممن رووا عنه وممن روى عنهم لا نطيل بذكرهم. وأنس ليس من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه. 1484:
أنس بن مالك القشيري ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال: أنس بن مالك القشيري وقيل العجلاني وهو الكعبي أبو أمية انتهى وفي الاستيعاب أنس بن مالك القشيري ويقال الكعبي وكعب أخو قشير روى عنه أبو قلابة وعبد الله بن سوادة القشيري حديثه عن النبي ص انه سمعه يقول إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة انتهى وفي أسد الغابة أنس بن مالك أبو أمية القشيري وقيل الكعبي قالوا وكعب أخو قشير له صحبة نزل البصرة ونسبه ابن منده فقال: أنس بن مالك الكعبي وهو كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري وكعب أخو قشير ثم روى بسنده عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب اخوه قشير ثم قال قولهم أن كعبا أخو قشير فكعب هو أبو قشير فإنه قشير بن كعب بن ربيعة فكيف يقولون أنه أخوه وإنما الذي جاء في هذا الاسناد أنه من بني عبد الله بن كعب اخوه قشير فصحيح لأن قشيرا وعبد الله اخوان وكعب أبو قشير فقولهم