وفي سنة 1330 ألفت شركة تجارية في النجف لشراء آلة بخارية رافعة توضع على نهر الكوفة واستحضر لذلك أنابيب ضخمة ثم جاءت الحرب العامة وأهمل ذلك وفي أيام الثورة العراقية أتلفت جملة من هذه الأنابيب وبقي الكثير مكدسا في طريق الكوفة وبعد احتلال الإنكليز للعراق نصبت آلة بخارية رافعة على نهر الحيرة تصب الماء في الجدول المقدم ذكره وفي سنة 1342 بذل الحاج محمد علي الشوشتري الملقب رئيس تجار عربستان والد الحاج مشير نزيل دمشق ثلاثمائة ألف روبية على أن تصرف في حفر جدول من محل يعرف بالمزيديات ينتهي مصبه إلى بحيرة النجف القديمة غربي المدينة وما يحدث على ضفة النهر من زروع وبساتين يصرف ريعه بعد أخذ العشر منه للدولة على اصلاح الجدول وعلى مستشفيات ومدارس في النجف وان زاد ففي كربلاء وأعطيت الرخصة بذلك من الدولة في غرة رمضان سنة 1342 وحضر الملك فيصل وأخذ المسحاة بيده وحفر شيئا من الأرض وحفر معه الحاج رئيس وجماعة من وجهاء النجف واستمر العمل مدة ثم سحب الحاج رئيس ذلك المال الذي تعهد به وكان قد وضعه في البنك لأمور نظن أن أهمها معارضة كثيرين له في ذلك وطلبهم اليه العدول عنه لأنه يضر باهل النجف بزعمهم ولا ينفعهم، واطلعني وهو في دمشق على نحو من أربعين صحيفة جاءته في دفعتين من أناس يلومونه ويقولون له: أنت بعملك هذا تعمل شرا لا خيرا وذلك لأنه بلغهم أن الدولة تريد ان تكلفهم بتكاليف لهذا الامر والله أعلم. وفي سنة 1346 طلب الحاج محمد البوشهري الملقب معين التجار امتيازا من الحكومة العراقية بجلب الماء من الكوفة إلى النجف فأعطته ذلك فجلب آلتين رافعتين عظيمتين إحداهما انكليزية والأخرى ألمانية حتى إذا تعطلت إحداهما كانت الأخرى حاضرة جلبهما في اسرع وقت ونصبهما في الكوفة وأتم جميع ما يلزم لهذا العمل وقد رأيتهما في سفري إلى العراق عام 1352 والماء يجري بواسطتهما إلى أكثر دور النجف عذبا زلالا صافيا بأجور معينة. وفي هذه السنة وهي سنة 1357 عزمت بلدية النجف على إسالة الماء على حسابها وابطال ما كان عمله معين التجار واستحضرت الآلات اللازمة لذلك. 922:
الشيخ أسد الله بن الحاج محمد علي ساكن قرية جم من محال دشت شيراز.
توفي في مشهد الرضا ع حين زاره سنة 1338.
كان عالما فاضلا من تلامذة الشيخ ملا كاظم الخراساني له تقريرات بحث أستاذه المذكور. 923:
الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن الخاتوني العاملي الساكن في المشهد المقدس الرضوي.
كان حيا سنة 1067.
عالم فاضل من سكنة المشهد المقدس الرضوي والظاهر أن أحد أجداده جاء من البلاد العاملية إلى المشهد الرضوي وتوطن فيه وولد هو وأبوه هناك لغلبة العجمة عليه وكون اسم أبيه من الأسماء المعتادة عند الفرس. وعلماء العامليين كثيرا ما كانوا يهاجرون إلى إيران وبلاد الهند وغيرها ويتوطنونها. كان عنده أربعمائة مجلد مخطوطة وقفها جميعها على الآستانة المباركة الرضوية وصنع طابعا كبيرا ونقش عليه صورة الوقف بالفارسية وطبع به على كل واحد من هذه الكتب وهذه صورته:
اين كتاب را با سيصد ونود ونه جلد ديگر وقف آستانه حضرت امام علي بن موسى الرضا نمود أضعف عباد الله الغني ابن شيخ محمد مؤمن أسد الله الخاتوني كه ساكنان مشهد مقدس از مطالعه آن بهره مند گردند هر كه بفروشد بلعنت خدا ونفرين رسول وغضب امام گرفتار شود 1067.
وترجمته: وقف هذا الكتاب مع ثلاثمائة وتسعة وتسعين جلدا أخرى على آستانة حضرة الإمام علي بن موسى الرضا أضعف عباد الله الغني ابن الشيخ محمد مؤمن أسد الله الخاتوني ليطالع بها سكان المشهد المقدس وكان من باعها فعليه لعنة الله وسخط رسوله وغضب الامام سنة 1067. ومن جملة هذه الكتب الموقوفة على الآستانة الرضوية التي رأيناها في المكتبة الرضوية المباركة الجزء الخامس من كتاب نثر الدرر للآبي طبع عليه بالطابع المذكور. وكتب تحته بخطه الواقف ابن شيخ محمد مؤمن أقل عباد الله أسد الله الخاتوني وتحته خاتمه الخصوصي وفيه بيت من الشعر الفارسي وتاريخ كتابة النسخة بخط أحمد بن علي الكاتب البغدادي سنة 565 ومن أوقافه على الآستانة الرضوية مجموعة في الاشعار مرتبة على حروف المعجم من حرف الهمزة إلى الياء لشعراء متعددين كتب عليها أيضا: الواقف الضعيف النحيف ابن شيخ محمد مؤمن أسد الله الخاتوني. وكتب علي ظهرها أيضا من عواري الزمان عند أقل العباد محمد بن علي الشهير بابن خاتون العاملي. ومن جملتها كتاب مجموع الغرائب من تأليف الشيخ إبراهيم الكفعمي وقفه سنة 1067 ومن جملتها كتاب جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسن علي بن أبي طالب تاريخ وقفه سنة 1067 عدد أوراقه 146. ومن جملتها رسالة في المنطق لملا أحمد. 924:
الشيخ أسد الله بن الحاج محمود آل صفا العاملي الزبديني.
ولد سنة 1294 في زبدين وتوفي سنة 1353 بمرض الفالج الدماغي في صيدا.
كان عالما كاتبا أديبا شاعرا ذكيا فطنا واشتهر بذكائه وتدقيقه وكثرة جدله قرأ في النباطية في مدرسة العالم الجليل السيد حسن بن يوسف الحبوشي قرأ فيها النحو والصرف والمعاني والبيان والأصول والفقه وراجع الكتب ومارس وباحث حتى صارت له ملكة جيدة في العلوم العربية واطلاع لا باس به في المسائل الفقهية ونظم وكتب كثيرا فأجاد في نظمه ونثره وكان يميل كثيرا للعزلة. تولى منصب القاضي الشرعي في صيدا. له عدة مقالات في العلم والأدب والنقد واللغة نشرت في مجلة العرفان وله شعر كثير نشر أكثره في المجلة المذكورة وله شعر غير ما نشر في العرفان لم يقع بيدنا وأول ما نشر من نظمه قصيدة عنوانها الناس والعلم والدين وهي:
لم ينظر الناس في عقبى أمورهم * ولم يجيلوا بخلق الله أذهانا منتهم نفثات الجهل ان يردوا * ماء المسرة من حيث الأسى كانا ظنوا المعالي في جمع الحطام وهم * في ذاك قد هدموا للمجد بنيانا وحاولوا ظفرا بالجور فاندفعوا * إلى العداء زرافات ووحدانا حتى إذا ما أتوا يجنون ما غرسوا * جنوا وما اعتبروا ذلا وخذلانا أعد كل امرئ منهم فيوهمني * ان ليس يحسب في التحقيق انسانا باعوا بدنياهم دينا به عقدت * عرى السعادة دنيانا وأخرانا إن السعادة اخلاق مطهرة * أضحى لها الدين قسطاسا وعنوانا