297: السيد احمد ابن السيد محمد الأمين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد احمد ابن السيد إبراهيم الحسيني العاملي الشقرائي عم والد المؤلف.
توفي سنة 1254 بقرية شقراء من جبل عامل.
قرأ في العراق واشتهر عند علمائها وفضلائها، ثم عاد إلى جبل عامل وكان عالما فاضلا جامعا من خيار العلماء الصالحين وأعرف أهل عصره بالأنساب و تأويل الأحلام وهو الذي أثبت نسب آل الشجاع الذين بدمشق وأنهم من ذرية الفاطميين المصريين خلفاء مصر وصحح انتساب خلفاء مصر إلى الدوحة النبوية ورأيت خطه على نسب لهم، وتابعه على ذلك شيخنا الفقيه الشيخ عبد الله نعمة العاملي الشهير ورأيت شهادته لهم بذلك بخطه الشريف، وكانت له معرفة تامة بمقالات أهل الفرق وله معهم مباحثات ومجادلات يكون له الفلج فيما عليهم، ووجد تملكه لمختصر مغني اللبيب سنة 1251، قال السيد حسن الصدر المتبحر في تكملة أمل الآمل : حدثني شيخ الاسلام الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي عن السيد احمد المترجم انه كان عنده بعض العلوم السرية خصوصا علم تأويل الاحكام كان فيه وارث يوسف ع وحكى لي في ذلك حكايات عجيبة لا تصدر الا من أهل العلم بالاسرار وأرباب الأنوار اه وكان كثير التردد إلى دمشق والإقامة فيها وكانت الرياسة آفي وقته لأخيه السيد علي جد المؤلف ورأى أخوه المذكور يوما جمالا محملة حبوبا فسال عنها، فقيل له أرسلها أهل الجميجمة قرية في جبل عامل لأخيك السيد احمد فإنه يتردد عليهم فأرسل على أخيه المذكور وقال له يا أخي لا تقبل من أحد شيئا وقد أعطيتك مزرعة دوبيه تعيش بحاصلها فاخذها وبقيت في يده حتى توفي ثم في يد ولده السيد كاظم الذي كان عند وفاة والده في العراق ثم استولى عليها ابن عمه السيد محمد الأمين وعند مجئ الطابو ومساحة الأراضي طوب نصفها باسمه والنصف الآخر باسم ولده السيد جواد وخرجت عن يد السيد كاظم، توفي عن ولده السيد كاظم وبنت واحدة هي زوجة عمنا السيد محسن وكان السيد كاظم قد سافر في حياة والده إلى العراق لطلب العلم مع أخته وابن عمه السيد محسن ثم توفي والده وهو في العراق فلما بلغه خبر وفاة والده أقام له مجلس الفاتحة ورثته شعراء عصره في العراق والشام، ورثاه ولده المذكور بهذه القصيدة وضمنها مديح ابن عمه السيد محمد الأمين صاحب الرئاسة في ذلك الوقت في جبل عامل وعتابه وعتاب أبناء عمه وأرسلها إلى جبل عامل فقال:
يا بلدة أصبحت لبنان ناضرة * بين البلاد بها حييت من بلد طابت هواء وطابت منظرا وصفا * بها المقام لأهل الدين والرشد هي الشفاء لدائي لا العذيب ولا * ظباء جيرون ذات الغنج والغيد فان شوقي إليها لا لكاعبة * بيضاء تبسم عن در وعن برد لمياء مصقولة الخدين كم صرعت * ليثا فراح بلا عقل ولا قود ألق العصا بفناها غير ملتفت * إلى الأبيرق فالدهناء فالسند تعش من الدهر في أمن وفي دعة * بها ومهما ترم من لذة تجد سقيا لها ولأيام بها سلفت * بغبطة ولعيش لي بها رغد مضت وشيكا وما أبقت على سوى * الوجد المبرح والتذكار والسهد فليت يرجع غب الناي لي زمن * طابت أصائله في ذلك البلد طال الفراق فلا آت نسائله * ولا كتاب يوافينا على البعد إذا تذكرت فيها أعصرا سلفت * أكاد أقضي من الأشجان والكمد وإن تذكرت أقوامي بها وذوي * مودتي هد تذكاري قوى جلدي محضت ودي لهم طرا إن سطعت * لي منهم آية الشحناء والحقد واحر قلباه كم قد نابني جلل * منهم يفرق بين الروح والجسد أشكو إلى الله والرحم القريبة ما * لاقيت منهم من التبريح والنكد لم يرقبوا ذمة لي عندهم ابدا * سيما الهمام الأغر الماجد النجد طود الفخار الذي عزت فضائله * بين الأنام عن الاحصاء والعدد طلق المحيا جواد لا يضن بما * لديه من طارف الأموال والتلد عذب المذاق خفيف الروح ذو خلق * زاه ومجد بها النجم منعقد مولى به شمل اشتات المفاخر قد * امسى جميعا وشمل المال في بدد فيا ثمال العفاة المسنتين إذا * ما الغيث أكدى فلا يلوي على أحد أشكو إليك زمانا صال حادثه * علي غير مبال صولة الأسد وقد عددتك أن أعدي علي حمى * منه فلم يغن اعدادي ولم يفد بالغت في الهجر حتى خلت من جزع * ان ليس للهجر عمر الدهر من أمد ما كنت اعلم من قبل البعاد بان * يفوتني بطشها في النائبات يدي كلا ولا كنت أدري قبلكم ابدا * بان سهمي يوما موهن عضدي مهلا فقد جزت حد الصد وانبعثت * لي منكم أشياء لم تخلج على خلدي حسب ابن عمك ما أدلى الزمان به * اليه من نكبة هدت ذرى أحد غداة قطب رحى الايمان غادره * ريب المنون رهين الترب والثاد فيا لها فجعة عمت وقارعة * طحت بقلب الهدى والدين والرشد أودت بأبلج وضاح الجبين * ومصباح من الله أن ليل دجى يقد وسيد بارع تلتف بردته * على فتى بالتقى والجود منفرد طلق اليدين بفعل المكرمات سمت * به لأقصى المعالي نفس محتشد العالم الحبر غيث المعتفين ومن * بمثله الدهر لم يسمح ولم يجد لله نعي من الشامات قد ورد * العراق يا ليته يا قوم لم يرد ومذ اتى النجف الميمون طارقه * فزعت منه بآمالي إلى الفند حتى إذا لم يدع لي صدقه املا * ظللت ولهان لم أبدي ولم أعد قضى بعامل من آل الأمين فتى * ظلت له راسيات البيت في ميد يا قبر احمد قد واريت بدر هدى * يهدي العباد سبيل المفرد الصمد مولاي خلفت مذ قوضت في كبدي * نار الأسى وبعيني عائر الرمد وكنت لي سيدا كهفا ومستندا * فاليوم لم يبق من كهف ومن سند وقد حسبت بان يصفو بكم زمني * وان يفيض بكم بين الورى ثمدي يا راحلا وسلوي عنه يتبعه * فدتك نفسي هل للبين من أمد وهل علمت باني اليوم ذو كبد * حرى ودمع على الخدين مطرد وربما آمر بالصبر قلت له * والنفس من حادثات الدهر في صعد هيهات ما رمت ان السمع في صمم * عما تقول ان القلب في صفد أن السلو لمحظور على كبدي * وما السلو بمحظور على كبد لو لم يكن عنه لي من بعده عوض * لكنت أبكي عليه آخر الأبد محمد خلف الماضين ان به السل * لمولي والأسى عن كل مفتقد فرع العلى الذي منه العلى نزلت * بسيد ماجد غمر الندا حشد وعالم عامل طابت سريرته * وكوكب في سماء الفضل متقد فيا سنادي إذا ما خانني زمن * ومعقلي ان عرا خطب ومعتمدي وصارمي المنتضي في كل نائبة * تلم بي وسناني عندها ويدي