الأنوار النعمانية: كان صالحا ورعا. وعن كتاب لب الأنساب للسيد أبي جعفر محمد بن هارون الموسوي النيشابوري أنه قال: كان أحمد بن موسى كريما شجاعا جليلا ورعا صاحب ثروة جليل القدر والمنزلة وكان أبو الحسن ع يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرية وقرى ومزارع كثيرة ويقال كان لأحمد بن موسى ثلاثة آلاف مملوك واعتق ألف مملوك وكتب ألف مصحف بيده المباركة وكان عزيزا جليلا عظيم المنزلة وروى عن أبيه وآبائه ع أحاديث كثيرة وكان ساكنا في دار السلام بغداد ولما سمع قضية الإمام علي بن موسى الرضا ع الهائلة حزن كثيرا وبكى بكاء شديدا وخرج من بغداد لطلب ثاره ومعه ثلاثة آلاف من أحفاد الأئمة الطاهرين قاصدا حرب المأمون ولما وصلوا إلى قم حاربهم عاملها من قبل المأمون واستشهد منهم جماعة ودفنوا هناك ولهم مشهد مزور ولما وصلوا اسفراين من ناحية خراسان نزلوا في ارض سبخه بين جبلين فهجم عليهم عسكر المأمون وحاربهم وقتلهم واستشهد احمد ودفن هناك وقبره هناك مزور وبعض النسابين يرون قبره ومزاره بشيراز وهذا مشهور من أغلاط العامة انتهى.
وهذا غريب مخالف للمشهور من أن مشهده بشيراز ونظير ذلك الاختلاف الواقع في قبر علي بن جعفر الصادق ع كما ذكر في ترجمته. اما سبب مجيئه إلى شيراز ووفاته فيها فلم اطلع فيه على شئ تطمئن به النفس وهذا الخبر الذي تقدم نقله عن لب الأنساب للنيسابوري يشبه ان يكون من الأقاصيص والحكايات الموضوعة ولا يكاد يقبله عقل وكذلك ما ذكره صاحب كتاب آثار العجم مما يشبه هذا فلذلك اعرضنا عن نقله. وفي تكملة الرجال: قوله أحمد بن موسى بن جعفر. قد ذكر الكشي في ترجمة إبراهيم بن أبي السمال حديثا يدل على أن احمد هذا ادعي فيه الإمامة وانه خرج مع أبي السرايا. قال: حدثني حمدويه عن الحسن بن موسى عن أحمد بن محمد البزار عن أحمد بن محمد بن أسيد قال: لما كان من امر أبي الحسن موسى ع ما كان قال إسماعيل وإبراهيم ابنا أبي سمال: فلنأت احمد ابنه فاختلفا اليه زمانا فلما خرج أبو السرايا خرج أحمد بن أبي الحسن ع معه فاتينا إبراهيم وإسماعيل فقلنا إن هذا الرجل خرج مع أبي السرايا فما تقولان فأنكرا ذلك من فعله ورجعا عنه وقالا أبو الحسن حي نثبت على الوقف واحسب هذا يعني إسماعيل مات على شكه انتهى ولم يذكر هذا المصنف ولا غيره ممن جمع كتب الرجال في محله انتهى التكملة ولعله لذلك جعله المجلسي في الوجيزة حسنا ومع ذلك بقي اننا ان أخذنا بكلام الارشاد فالوصف بالورع فيه في معنى الوثيق وان لم نأخذ به وقدمنا عليه ما في هذه الرواية كان خروجه مع أبي السرايا قادحا في عدالته فلا يكون حسنا ولا عدلا والله أعلم.
مؤلفاته قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته له: 1 كتاب انساب آل الرسول وأولاد البتول 2 كتاب في الحلال والحرام 3 كتاب الأديان والملل. 544:
الشيخ أحمد بن موسى العاملي النباطي والد الشيخ علي النباطي الآتي في بابه النباطي نسبة إلى النباطية بالنون والباء الموحدة الخفيفة والألف والطاء المهملة والمثناة التحتية المشددة بعدها هاء. من قرى جبل عامل وهما نباطيتان تحتا وفوقا والغالب ان العلماء منسوبون إلى الفوقا. في أمل الآمل : كان فاضلا صالحا عابدا سكن النجف وبها مات. 545:
أحمد بن موسى بن عيسى روى عنه سعد بن عبد الله وهو عن علي بن الحكم في أربعين الشهيد كما مر في أحمد بن أبي زاهر موسى الأشعري وحكينا هناك عن بعض المحققين احتمال انه ابن أبي زاهر المتقدم. 546:
الأمير أحمد بن الأمير موسى الملقب بملك طاهر بن الأمير عيسى بن الأمير موسى أول ملوك الشامات ابن الأمير يحيى البرمكي وزير الرشيد رابع ملوك الدنابلة.
توفي سنة 387 ودفن في قلعة باي وكان أعد خانقاه ومقبرة له.
والدنابلة نسبة إلى دنبل، قال في القاموس: دنبل كقنفذ قبيلة من الأكراد بنواحي الموصل منهم أحمد بن نصر الفقيه الشافعي. وفي تاج العروس عن التبصير حج سنة 595 وناب في القضاء ببغداد وتوفي بعد الستمائة وعن طبقات ابن السكي توفي بالموصل سنة 598 وعن كتاب انساب الأكراد لأبي حنيفة الدينوري ان كبار هذه الطائفة يقال لهم عيسى بكلو لأنهم أولاد الأمير عيسى المذكور وقيل إن سلسلة نسبهم تنتهي إلى البرامكة وزراء بني العباس كما ذكرناه في نسب صاحب الترجمة وان مؤلف تاريخ بخش الفارسي ساق نسبهم هكذا: أبو المظفر جعفر شمس الملك بن الأمير عيسى الملقب بالسلطان صلاح الدين يحيى كرد الأمير يحيى بن الأمير جعفر الثاني بن الأمير سليمان بن الأمير الشيخ احمد بك بن الأمير موسى الملقب بملك طاهر بن الأمير عيسى أول ملوك الشامات ابن الأمير يحيى وزير هارون الرشيد بن قباد برمك بن داود وان برمك ابن شاهنشاه أنوشيروان. وفي كتاب آثار الشيعة الإمامية: الدنابلة قبيلة كبيرة تتفرع عنها قبائل مختلفة الأسماء منها قبيلة دنبلي يحيى أولاد يحيى وقبيلة شمسكي أولاد شمس الملك وقبيلة عيسى بكلو أولاد الأمير عيسى وقبيلة بكزاد كان من نسل الأمير فريدون وقبيلة ايوبخاني من سلسلة أيوب خان وغير هؤلاء كثير تفرقوا في قاشان وخراسان وخبوشان وشيروان وكنجة وقراباع وقراجهداع بأمر المأمون العباسي والأمير تيمور والسلطان سليم انتهى.
وكانت طريقة أسلافهم التصوف قيل إن أحد أجدادهم بني ألفا ومائتي تكية للبكتاشية وقبورهم مزارات يتبرك بها ويظهر ان اسلافهم لم يكونوا شيعة لما مر عن القاموس وطبقات الشافعية للسبكي أن فيهم من كان شافعيا ولان التصوف على طريقة البكتاشية كما سمعت لا يلتئم مع التشيع وان كان البكتاشية شيعة ببعض الوجوه.
وفي آثار الشيعة الإمامية: كان المعاصرون منهم للملوك الصفوية محالفين لهم وناصرين، لاتحادهم في الطريقة ومساواتهم في المذهب وقد وردت أسماء جملة من محدثيهم وفي رواة الأئمة الاثني عشر ع منهم محمد بن وهبان الدنبلي له حديث يعنعن بكميل بن زياد النخعي عن علي أمير المؤمنين ع وأورد الحديث أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري في الجزء الأول من كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى وكان موطنهم في كردستان ثم هجروه منذ تسعة قرون تقريبا ونزلوا ضواحي تبريز وأحدثوا جملة قرى وقصبات وعمروا بلدة خوي عدة مرات وهي عاصمة ملكهم وكانت سلطنتهم في كردستان وضواحي تبريز مستقلة إلى ظهور السلطان حيدر الصفوي فاطاعه الأمير بهلول الدنبلي ودخل في خدمته عن