قال إن من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع البراء بن مالك انتهى وكان رجوعه إلى أمير المؤمنين كان قبل خلافته فإنه قتل في خلافة عمر كما مر. وفي الخلاصة في القسم الأول المعد لمن يعتمد على روايته البراء بن مالك الأنصاري أخو انس بن مالك شهد أحدا والخندق وقتل يوم تستر انتهى ومثله في رجال ابن داود في القسم الأول أيضا المعد لذلك وفي الدرجات الرفيعة البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي شهد أحدا والخندق وقتل رضوان الله عليه يوم تستر وكان عمر بعث إليها أبا موسى الأشعري فافتحها عام 18 للهجرة واستشهد البراء بن مالك بها انتهى وفي الطبقات الكبير لابن سعد البراء بن مالك إلى قولنا ابن النجار شهد أحدا والخندق والمشاهد بعد ذلك مع رسول الله ص وكان شجاعا في الحرب له نكاية. ثم روى بسنده عن محمد بن سيرين كتب عمر ان لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين فإنه مهلكة من الهلك يقدم بهم. وبسنده عن انس بن مالك دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى ويرنم قوسه فقلت إلى متى هذا؟ فقال يا انس أ تراني أموت على فراشي موتا والله لقد قتلت بضعا وتسعين سوى من شاركت فيه يعني من المشركين وبسنده عن انس لما كان يوم العقبة بفارس وقد زوي الناس قام البراء بن مالك فركب فرسه وهي توجى ثم قال لأصحابه بئس ما دعوتم أقرانكم عليكم فحمل على العدو ففتح الله على المسلمين به واستشهد رحمه الله يومئذ قال محمد بن عمر إنما يقول إنه استشهد يوم تستر وتلك الناحية كلها عندهم فارس انتهى يعني ان فارس هي شيراز ونواحيها وليس منها تستر ولكن يطلق على كل بلاد العجم فارس توسعا. وفي الاستيعاب شهد البراء أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله ص وكان أحد الفضلاء ومن الأبطال الأشداء قتل من المشركين مائة رجل مبارزة سوى من شارك فيه ثم روى بسنده عن انس بن مالك دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى بالشعر فقلت له يا أخي تتغنى بالشعر وقد أبدلك الله به ما هو خير منه وهو القرآن قال أ تخاف علي ان أموت على فراشي وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت فيه اني لأرجو ان لا يفعل الله ذلك بي. وبسنده عن انس بن مالك عن النبي ص كم من ضعيف مستضعف ذي طمرين لا يؤبه له لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك. وان البراء لقي زحفا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا له يا براء ان رسول الله ص قال إنك لو أقسمت على الله لأبرك فاقسم على ربك قال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ثم التفوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا له يا براء أقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا اكتفاهم وألحقتني بنبيي ص فمنحوا اكتفاهم وقتل البراء شهيدا. وروى أيضا بسنده عن ابن إسحاق قال زحف المسلمون إلى المشركين في اليمامة حتى الجأوهم إلى الحديقة وفيها عدو الله مسيلمة فقال البراء يا معشر المسلمين القوني عليهم فاحتل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على الحديقة حتى فتح على المسلمين ودخل عليهم المسلمون فقتل الله مسيلمة. وفي خبر آخر ورمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بسهم وضربة فحمل إلى رحله يداوي فأقام عليه خالد شهرا قال أبو عمر وذلك سنة عشرين فيما ذكر الواقدي وقيل إن البراء انما قتل يوم تستر وافتتحت السوس وانطاباس وتستر سنة عشرين الا ان أهل السوس صالح منهم دهقانهم على مائة واسلم المدينة وقتله أبو موسى إذا لم يعد نفسه منهم وفي الإصابة كان البراء حادي النبي ص وذكر في ترجمة انجشة انه كان يحدو بالنساء والبراء بن مالك يحدو بالرجال وانجشة غلام اسود والحادي الذي يسوق الإبل. وعن عبد الله بن انس بن مالك يقول كان البراء بن مالك حسن الصوت وكان يرجز لرسول الله ص في بعض أسفاره، فقال إياك والقوارير فامسك. وعن انس قال كان البراء حادي الرجال روى عنه اخوه انس. وركب فرسه يوم اليمامة فحمد الله واثنى عليه ثم قال يا أهل المدينة لا مدينة لكم اليوم وانما هو الله وحده والجنة! ثم حمل وحمل الناس معه فانهزم أهل اليمامة فلقي البراء محكم اليمامة فضربه البراء وصرعه فاخذ سيف محكم اليمامة وضربه به حتى انقطع. وروى الترمذي بسنده عن أنس ان النبي ص قال رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك، فلما فكان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس فقال المسلمون يا براء اقسم على ربك! فقال اقسم عليك يا رب لما منحتنا اكتفاهم وألحقتني بنبيك فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزارة من عظماء الفرس واخذ سلبه فانهزم الفرس وقتل البراء انتهى. وفي أسد الغابة شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص الا بدرا، وكان شجاعا مقداما ولما كان يوم اليمامة واشتد قتال بني حنيفة على الحديقة التي فيها مسيلمة، قال البراء يا معشر المسلمين القوني عليهم فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على باب الحديقة حتى فتحه للمسلمين فدخل المسلمون فقتل الله مسيلمة وجرح البراء يومئذ بضعا وثمانين جراحة ما بين رمية وضربة فأقام عليه خالد بن الوليد شهرا حتى برئ من جراحه وكان حسن الصوت يحدو بالنبي ص في أسفاره فكان هو حادي الرجال وانجشة حادي النساء. وقتل البراء على تستر مائة رجل مبارزة سوى من شرك في قتله، اخرجه الثلاثة انتهى.
البراء بن محمد الكوفي قال النجاشي ثقة له كتاب يرويه أيوب بن نوح أخبرناه محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا الحميري حدثنا أيوب بن نوح عن البراء به. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب البراء المشترك بين من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه ابن محمد الكوفي الثقة برواية أيوب بن نوح عنه، وان أشكل التمييز لو على ندور وقف الرواية انتهى.
البراء بن معرور بن صخر بن خنساء أو ابن سابق بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي الخزرجي أبو بشر.
وأمه الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الأوس.
توفي بالمدينة في صفر قبل قدوم النبي ص إليها بشهر.
ومعرور بميم فعين مهملة فراءين مهملتين بينهما واو بوزن منصور، وكأنه مشتق من المعرة. وفي طبقات ابن سعد والاستيعاب صخر بن خنساء، وفي الإصابة صخر بن سابق وتزيد بالمثناة الفوقانية والزاي والسلمي بسين مهملة ولام مفتوحتين وميم وياء نسبة إلى بني سلمة بكسر اللام بطن من الأنصار على غير القياس وفي انساب السمعاني ان أصحاب الحديث يكسرون اللام على غير قياس النحويين، وفي الصحاح ليس في العرب سلمة يعني بكسر اللام غيرهم وهم بنو