ذكره في أول السند وآخره وليس المقصود منه مجرد الصحبة بل الذي ظهر لنا أنه كان القيم على أموره ع الكاشف على ما فوق العدالة. روى المسعودي في اثبات الوصية عن الحميري عن أحمد بن إسحاق قال دخلت على أبي محمد ع فقال لي يا أحمد ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب، قلت: يا سيدي لما ورد الكتاب بخبر سيدنا ومولده لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم الا قال بالحق فقال: أ ما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة لله ثم أمر أبو محمد ع والدته بالحج في سنة 259 وعرفها ما يناله في سنة 60 واحضر الصاحب ع، فأوصى اليه وسلم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح اليه، وخرجت أم أبي محمد مع الصاحب ع جميعا إلى مكة، وكان أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي المتولي لما يحتاج اليه الوكيل فلما بلغوا بعض المنازل من طريق مكة تلقى الاعراب القوافل فأخبروهم بشدة الخوف وقلة الماء فرجع أكثر الناس الا من كان في الناحية فإنهم نفذوا وسلموا وروي انه ورد عليهم الامر بالنفوذ. وفي باب مولد أبي محمد ع من الكافي باسناده عن أبي علي المطهري أنه كتب اليه بالقادسية يعلمه انصراف الناس وأنه يخاف العطش فكتب ع امضوا ولا خوف عليكم إن شاء الله فمضوا سالمين والحمد لله رب العالمين. وفي باب تسمية من رأى المهدي ع عن علي بن محمد عن فتح مولى الزراري قال: سمعت أبا علي بن مطهر يذكر انه رآه ووصف له قده ع. وفي الفقيه باسناده عن سعد بن عبد الله عن موسى بن الحسن عن أبي علي أحمد بن محمد بن مطهر قال:
كتبت إلى أبي محمد ع إني دفعت إلى ستة أنفس مائة وخمسين دينارا ليحجوا بها فرجعوا ولم يشخص بعضهم وأتاني بعض وذكر انه انفق بعض الدنانير وبقيت بقية وانه يرد علي ما بقي واني قدرت مطالبة من لم يأتني، فكتب ع لا تعرض لمن لم يأتك ولا تأخذ ممن أتاك شيئا مما يأتيك به والأجر فقد وقع على الله عز وجل. واخرج الراوندي في الخرائج عن أحمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد ع من أهل الجبل يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى ع أتولاهم أم أتبرأ منهم الحديث.
التمييز في المستدركات: يروي عنه الجليل موسى بن الحسن وعلي بن بابويه ومحمد بن الحسن بن الوليد وسعد بن عبد الله والحميري في كتابه انتهى.
465: الأمير نظام الدين أحمد بن الأمير محمد معصوم بن السيد نظام الدين أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين مسعود بن صدر الدين محمد بن السيد الأمير غياث الدين منصور بن الأمير صدر الدين محمد الحسيني الدشتكي الشيرازي المكي والد السيد علي خان صاحب السلافة.
أقوال العلماء فيه في أمل الآمل: عالم فاضل عظيم الشأن جليل القدر شاعر أديب، وقد مدحه شعراء زمانه وكان كالصاحب بن عباد في عصره توفي في زماننا بحيدرآباد وكان مرجع علمائها وملوكها، وكان بيننا وبينه مكاتبات ومراسلات، وفي حديقة الافراج: سيد طيب النجار تفرع من دوحة العز والفخار إمام مهرة الفنون الأدبية وأمير عصابة العلوم العقلية والنقلية انتهى، وذكره ولده في سلافة العصر واثنى عليه ثناء بليغا باسجاع كثيرة على عادة ذلك الزمان نختصر منها ما يأتي قال: ناشر علم وعلم وشاهر سيف وقلم إمام ابن إمام وهمام ابن همام حتى انتهى إلى أشرف جد كما قال أحد أجداده: ليس في نسبنا الا ذو فضل وحلم حتى نقف على باب مدينة العلم، القت اليه الرياسة قيادها إلى علم بهرت حجته وزخرت لجته:
هذا أبي حين يعزى سيد لأب هيهات ما للورى يا دهر مثل أبي مولده ومنشأه الحجاز ولما غاور صيته وانجد استدعاه مولانا السلطان إلى حضرته الشريفة فدخل الديار الهندية عام 1055 فاملكه من عامه ابنته وهناك امتد في الدنيا باعه وقصده الغادي والرائح وخدمته القرائح بالمدائح انتهى وهذا السلطان الذي استدعاه هو شاهنشاه عبد الله بن محمد قطب شاه ملك حيدرآباد وما والاها وقد انتهت اليه الرياسة بتلك البلاد بسبب تقربه إلى السلطان، فلما مات السلطان أراد أن يكون ملكا بعده فلم يتم له ذلك وتولى الملك الميرزا أبو الحسن من العجم المقربين إلى الملك المذكور في قصة يطول شرحها، فقبض عليه وسجنه حتى مات.
مؤلفاته في أمل الآمل: له ديوان شعر ورسائل متعددة انتهى، ومن مؤلفاته رسالة في المعاد الجسماني والنبوة الخاصة وهي مجموعة تحقيقاته في مجالس متعددة من ابتداء سنة ألف وخمس إلى سنة احدى عشرة وألف.
أشعاره ومن شعره قوله يمدح ختنه * السلطان من قصيدة طويلة:
سلا هل سلا قلبي عن البان والرند * وعن اثلاث جانب العلم الفرد وعن ضال ذات الضال أو شعب عامر * وعن ظله إذ كنت في زمن رغد بزوحك أم لا فالسهام صوائب * فؤادك فاحذر ان تصاد على عمد هو الملك المنصور ذو الفخر والعلى * ورب الندى والامر والحل والعقد له عزة موروثة عن جدوده * يقصر عنها كل ذي حسب فرد بقيت لنا كهفا وركنا وموئلا * وبحر نوال لم يزل دائم المد وقوله من قصيدة يذكر فيها أكثر قرى الطائف ومتنزهاتها وكتبها إلى الشيخ عيسى النجفي أحد أدباء ذلك العصر:
ذلك البان والحمى والمصلى * فقف الركب ساعة نتملى وإذا ما تراءت الربرب * العين بجرعاء لعلع فالمعلى فانج من سهمها سليما وحاذر * إن في هذه المحاجر نبلا إن لي بين حاجر وزرود * ظبيات اوانسا تتجلى فبنفسي على معزة نفسي * وبمالي ما جل منه وقلا خرد قد نزلن أكناف وج * وسكن المثناة حزنا وسهلا وبها اصطفن بل وربعن فيها * قاطنات سفح الاخيلة ظلا من لقيم إلى المليساء فالهضبة * فالوهط فالأصيحر نزلا غاديات من أم خير إلى الجال * إلى الهرم فالعقيق المحلى ناهلات من الجفيجف ماء * شبما سلسلا نقاخا محلى سارحات من السلامة يبغين * قرينا وما نحا ذاك قبلا ثم بالموقف المعظم قدرا * واقفات يطلبن نسكا وفضلا واردات ماء الشريعة فيها * شاربات نهلا فعلا فعلا