مجمع الفائدة - المحقق الأردبيلي - ج ٩ - الصفحة ٢٠١

____________________
وكذا الايثار، ويكفي في ذلك ايثار أمير المؤمنين عليه السلام: المسكين واليتيم والأسير، على نفسه وولده وزوجته وأمته مع كونهم صائمين وشدة حاجتهم وإمكان رفع حاجتهم بأقل مما أعطاهم.
فإنه نقل في التفاسير أنه عليه السلام استقرض من يهودي ثلاثة أصوع من شعير وطحنت فاطمة عليها السلام كل ليلة صاعا واختبزت خمسة أقراص بعددهم فأعطاهم إياها وتركهم بلا عشاء وماذا قوا كلهم إلا الماء في هذه الثلاثة الليالي، وفي النهار كانوا صواما فنزلت فيهم سورة هل أتى بمدح عظيم لم ينله، إلا هم وبهم (1).
قال في مجمع البيان: وليس ذلك مخصوصا بهم، بل كل مؤمن يفعل ذلك، ينال ذلك (2).
وفي فعله صلوات الله عليه وآله على ما نقل ونزول هل أتى أحكام ذكرنا في مجمع برهان القرآن وذكرت فيه بعض الآيات الآخر مثل: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا " (3)، " وآتى المال على حبه " (4).
وأشرت إلى بعض الأخبار أيضا، مثل ما روي صحيحا في وصية رسول الله صلى الله عليه وأله لأمير المؤمنين عليه السلام يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظهما ثم قال: اللهم فأعنه (وذكر منها) بذلك مالك ودمك دون دينك ثم قال عليه السلام: أما الصدقة فجهدك حتى تقول أسرفت ولم تسرف (5).

(١) تفسير البرهان ج ٤ ص ٤١٤ طبع السالك حديث 9 لكن ليس فيه أنها عليها السلام طحنته كل ليلة صاعا، نعم هو مستفاد من مجمع البيان للطبرسي ره.
(2) عبارة المجمع هكذا: وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز وجل. فلاحظ المجمع ج 5 ص 415 طبع مطبعة صيدا (سوريا).
(3) آل عمران - 92.
(4) البقرة - 177.
(5) الوسائل باب 6 حديث 1 من أبواب الصدقة ج 6 ص 263.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 207 ... » »»
الفهرست