وخرج الكمين فانهزم عسكر الهنود وقيل بل أرسل الأباعر على الفيلة وجعل عليها القصب والقطن وأشعل فيه النار فرغت وركضت فلما رأتها الفيلة خافت وانهزمت وملك تيمور الملتان ثم توجه لحرب ملوا فهزمه ثم توجه إلى مدينة دهلي فحاصرها وفتحها.
بناؤه مسجدا في سمرقند قال لما كان في الهند رأى جامعا مفروشا بالرخام الأبيض فأعجبه فأراد أن يبني له مثله في سمرقند وفوض أمره إلى رجل من أصحابه اسمه محمد فبناه وجعل له أربع مآذن فلما عاد تيمور ورأى الجامع كان جزاء بانيه جزاء سنمار ويقول ابن عربشاه أن سبب ذلك ان الملكة الكبرى زوجة تيمور أمرت ببناء مدرسة مقابل الجامع فكانت أعلى من الجامع فاغتاظ تيمور من ذلك ولكن يدل كلامه على أن سقفه كان مشقوقا وبناءه كان معيبا فلذلك غضب تيمور.
وفاة برقوق وسلطان سيواس وبينما هو في الهند توفي الملك الظاهر برقوق صاحب مصر والشام وذلك في 15 شوال سنة 801 وأقيم مكانه ولده فرج وعمره عشر سنين ولقب بالملك الناصر وقتل القاضي أحمد السيواسي سلطان سيواس الذي قتل رسل تيمور قتله شخص يسمى عثمان قرايلوك بعد نزاع معه يطول ذكره وكان بين موت برقوق وقتل القاضي مدة قليلة فسر تيمور بموتهما وأعطى من بشره بذلك خمسة عشر ألف دينار وتهيأ للمسير إلى الشام.
خروجه من الهند إلى خراسان وتفليس وبلاد الكرج قال وأقام في الهند نائبا ثم سافر في أوائل سنة 802 عن طريق سمرقند قاصدا إلى الشام ومعه من الهند رؤوس أجنادها ووجوه أعيانها فيكون مقامه بالهند نحوا من سنتين لأنه سافر إليها أوائل سنة 799 وخرج منها أول سنة 802 وعبر جيحون إلى خراسان وكان قد قرر ولده لصلبه أميران شاه بمملكة تبريز وفي 17 ربيع الأول سنة 802 وصل إلى قراباع وضبط ممالك آذاربايجان وقتل المفسدين وفي التاريخ الفارسي وفي المرة الأخيرة سنة 802 جاء إلى إيران وأخذ القشلاق الذي في قراباع انتهى قال ابن عربشاه وفي 2 جمادى الآخرة من هذه السنة توجه بعسكره وأخذ مدينة تفليس وقصد بلاد الكرج واستولى عليها.
أخذه بغداد ثانيا قال وفي 8 رجب سنة 802 قصد بغداد فهرب السلطان أحمد إلى قرا يوسف واستولى تيمور على بغداد ثانيا. وعن ابن حجر انه كان ابتداء حركة تيمور إلى البلاد الشامية في سنة 802 واصل ذلك ان أحمد بن أويس صاحب بغداد ساءت سيرته وقتل جماعة من الامراء وعسف على الباقين فوثب عليه الباقون فأخرجوه منها وكاتبوا نائب تيمور بشيراز ان يتسلمها فتسلمها وهرب احمد إلى قرا يوسف التركماني بالموصل فسار معه إلى بغداد فالتقى به أهل بغداد فكسروه واستمر هو وقرا يوسف منهزمين إلى قرب حلب وقيل بل غلب على بغداد وجلس على تخت الملك ثم سار صحبة قرا يوسف فوصلا جميعا إلى أطراف حلب فكاتب أحمد بن أويس يستأذن في زيارته مصر ففوض الامر إلى نائب حلب فخشي النائب دمرداش ان يقصد هو وقرا يوسف حلب فسار دمرداش ومعه نائب حماه ليكبس أحمد بن أويس فكانت الغلبة لأحمد وانكسر دمرداش وقتل من عسكره جماعة ورجع منهزما واسر نائب حماه ثم فدي بستمائة ألف درهم ثم جمع نعير أمير العرب ومعه نائب بهسني جماعة والتقوا مع أحمد بن أويس فكسروه فوصلت الاخبار بذلك إلى القاهرة فسكن الحال بعد ان كان امر السلطان بتجريد العساكر لما بلغه هزيمة دمرداش.
قصده بلاد الشام ثم إن تيمور بعد فتحه بغداد خرج منها قاصدا بلاد الشام سنة 802 وكان السبب في قصد تيمور بلاد الشام والروم على ما يظهر من كتب التواريخ أمور منها ما أشار اليه ابن حجر فيما حكي عنه انه ذكر في حوادث سنة 798 ان اطلمش قريب تيمور قبض عليه قرا يوسف التركماني صاحب تبريز وأرسله إلى الملك الظاهر برقوق فاعتقله، وقال في حوادث سنة 799 وصلت كتب من تيمور فعوقت رسله بالشام وأرسلت الكتب التي معهم إلى القاهرة ومضمونها التحريض على ارسال قريبه اطلمش الذي اسره قرا يوسف فامر السلطان اطلمش المذكور ان يكتب إلى قريبه كتابا يعرفه فيه ما هو عليه من الخير والاحسان بالديار المصرية وارسل ذلك السلطان مع أجوبته ومضمونها إذا أطلقت من عندك من جهتي أطلقت من عندي من جهتك والسلام، ولكن الذي يظهر من غير ابن حجر ان تيمور كان غاضبا على اطلمش وانه طلبه ليعاقبه ومنها قتل صاحب سيواس رسله وتشهير من بقي منهم، قال ابن عربشاه سبب حركة تيمور إلى بلاد الشام ما فعله القاضي برهان الدين حاكم سيواس بقصاده ومر ذلك ومنها قتل نائب دمشق رسوله قبل ان يسمع كلامه كما يأتي والرسل لا تقتل عند جميع أهل الملل ومنها ان طليعة عسكر تيمور لما انكسروا في وقعة بغداد مع القان أحمد بن أويس وقرا يوسف التركماني اتوا ملطية وكانوا سبعة آلاف وأرسلوا إلى نائب حلب ان يعين لهم مكانا ينزلونه فركب هو ونائب حماه وكبسوهم بدلا من أن يضيفوهم. قال ابن الشحنة في سنة 803 شاعت الاخبار بان تيمور حين عاد من اخذ بلاد الهند بلغه وفاة الملك الظافر برقوق فاستبشر لذلك وكان في نفسه من قتله رسله ومن اخذ السلطان بايزيد بن عثمان سيواس وملطية واخذ السلطان احمد بغداد وقصد بلاد الشام ومعه من العساكر ما لا يحصى وكان بديوان عسكره المختص به ثمانمائة ألف، وحكي ان عسكره كان لما أسر سلطان العثمانيين أربعمائة ألف فارس وستمائة ألف راجل وقال ابن عربشاه ان جيشه كان مؤلفا من رجال توران وإيران وتركستان وبلخشان والدشت والخطا والمغول والجتا وأهل خجند وايدكان وخوارزم وجرجان وصغانيان وشادمان وأهل فارس وخراسان والجبل ومازندران والجبال ورستمدار وطالقان وأهل قبائل خوز وكرمان وأصفهان والري وغزني وهمذان وافيال الهند والسند ومالتان واللور والغور وشهرزور وعسكر مكرم وجنديسابور مع ما أضيف إليهم من الخدم وفعلة التركمان والنهاب من العرب والعجم وعباد الأوثان والمجوس ما لا يكتنفه ديوان ولا يحيط به دفتر حسبان انتهى باختصار.
اخذه سيواس في عجائب المقدور لما قتل عثمان قرايلوك القاضي أحمد صاحب سيواس كما مر لم يكن في أولاده من يصلح للملك فرجع قرايلوك إلى سيواس ودعا إلى نفسه فلم يجيبوه وقاتلهم فلم يقدر عليهم فذهب إلى تيمور