شاهرخ على الذي يلعب معه فغلبه فأخبر في تلك الحال بان المدينة تم بناؤها وانه ولد له ذكر من بعض حظاياه فامر ان يسمى الولد شاهرخ والمدينة شاهرخية.
عودة تيمور إلى فارس وخراسان وعراق العجم واجتماع الملوك عنده قال وبعد تمهيد قواعد تلك البلاد وممالك تركستان عاد إلى بلاد خراسان فاستقبله الملوك والأمراء منهم إسكندر الجلابي أحد ملوك مازندران وارشيوند الفارسكوهي وإبراهيم القمي وأطاعه السلطان أبو إسحاق صاحب شيرجان والسلطان احمد أخو الشاه شجاع والشاه يحيى ابن أخي الشاه شجاع واجتمع عنده من ملوك عراق العجم سبعة عشر نفرا ما بين سلطان وابن سلطان وابن أخي السلطان كلهم ملك مطاع. واتفق يوما انهم اجتمعوا عنده في خيمة وهو وحده فأشار بعضهم إلى يحيى ان يقتله فرضي بعض وامتنع بعض فأشار إلى من رضي انكم ان لم تكفوا لأخبر به وكان تيمور شعر بذلك وبعد أيام جلس للناس جلوسا عاما وقد لبس ثيابا حمرا ودعا هؤلاء الملوك السبعة عشر فقتلهم صبرا وذراريهم.
عصيان كودرز في قلعة شيرجان قال كان كودرز من اتباع شاه منصور وكان يعتقد ان مخدومه شاه منصور حي وكان هذا شائعا عند الناس فكان كودرز يتوقع ظهوره فحصر تيمور قلعة شيرجان فلم يتيسر له فتحها فوجه إليها عساكر شيراز ويزد و أبرقوه وكرمان وعساكر سجستان بعد عمرانها وكان نائب شيرجان يدعى شاه أبا الفتح فحاصروها نحوا من عشر سنين يرحلون عنها ويعودون إليها فلم يتيسر لهم فتحها وكان تيمور ولى كرمان شخصا يدعى ايدكو من اخوان السلطان فكان هو قائد العسكر ولما تحقق كودرز موت شاه منصور وكان أبو الفتح يراسله دائما ويتكفل له بالشفاعة عند تيمور أذعن للصلح وسلم الحصن عن يد أبي الفتح فاغتاظ منه ايدكو حيث لم يجعل الصلح عن يده وقتله فبلغ ذلك تيمور فغضب عليه.
قصد تيمور عراق العرب ورجوعه قال ثم إن السلطان أحمد بن أويس صاحب بغداد وتبريز جهز جيشا عظيما مع أمير يدعى سنتائي وبعثه لحرب تيمور فلما بلغ تيمور ذلك بعث اليه جيشا فالتقيا على حدود سلطانية ووقع القتال فانهزم عسكر سنتائي ووصل فله إلى بغداد فالبس السلطان احمد سنتائي المقنعة وشهره وضربه ورجع عسكر تيمور إلى بلاده.
بناؤه المدن في ضواحي سمرقند وصفاء البلاد له قال ثم إن تيمور خرج إلى ضواحي سمرقند وبنى حواليها قصبات وسماها بأسماء كبار المدن وقد صفت له سمرقند وبلاد ما وراء النهر وبلاد تركستان ونائبه فيها اسمه خداداد وخوارزم وكاشغر وبلخشان وأقاليم خراسان وغلب بلاد مازندران ورستمدار وزارلستان (زابلستان ظ) وعبرستان والري وغزنة وأسترآباد وسلطانية وجبال الغور وعراق العجم وفارس وله في كل مملكة من هذه الممالك نائب من ولد أو ولد ولد أو غيرهم انتهى، وفي شذرات الذهب عن ابن حجر انه أنشا بظاهر سمرقند بساتين وقصورا عجيبة وكانت من أعظم النزه وبنى عدة قصبات سماها بأسماء البلاد الكبار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز انتهى.
فتحه قلعة بروجرد في عجائب المقدور كان تيمور مع اتساع ملكه وانتشار هيبته ذا تدبير في فتح البلاد غريب بينما راياته في الشرق إذا به قد نبع في الغرب فمن ذلك أنه مكث مدة في سمرقند مشغولا بانشاء البساتين وعمارة القصور ثم أمر بجمع الجند إلى سمرقند وأمرهم أن يصنعوا لهم قلانس على شكل خاص فيلبسوها ويسيروا وأظهر أنه قاصد خجند وبلاد الترك وسار حتى نبع من بلاد اللور واسم قلعتها بروجرد واسم حاكمها عز الدين العباسي فحاصرها وفتحها بالأمان وأرسل حاكمها إلى سمرقند ثم حلفه وصالحه على عدة من الخيل والبغال ورده إلى بلاده واستنابه بها.
قصده همذان قال ثم قصد همذان فخرج اليه رجل شريف يقال له مجتبى فشفع فيهم فشفعه وصالحهم على مال فدفعوه ثم أراد أن يطرح عليهم المال مرة ثانية فكلمه ذلك الرجل فتركهم انتهى عجائب المقدور.
استعداد برقوق لمحاربة تيمور عن تاريخ ابن اياس انه في سنة 789 حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير طغاي وكان قد توجه إلى بلاد الشرق لمعرفة أخبار تيمور لنك فأخبر السلطان أن جاليش اعلام تيمور قد وصل إلى الرها وكسر قرا محمد أمير التركمان وأن بوادر عسكره قد وصلت إلى ملطية فامر السلطان بعقد مجلس بالقصر الكبير وطلب القضاة الأربعة والخليفة وشيخ الاسلام عمر البلقيني وأعيان المشايخ المفتين والأمراء فتكلم السلطان في أخذ مال الأوقاف فلم يوافق شيخ الاسلام ولا القضاة الأربعة على ذلك فشكا السلطان خلو الخزائن فوقع جدال عظيم ودافعوا السلطان وأغلظوا له ثم اتفقوا بان يؤخذ من الأوقاف أجرة الأماكن وخراج الأراضي سنة كاملة ورسم السلطان لمحتسب القاهرة ان يتولى جبي الأموال من الناس ورسم باخذ زكاة الأموال من التجار وندب إلى ذلك القاضي الحنفي وفي رجب سنة 789 خرجت التجريدة من القاهرة في تجمل زائد واستمرت من الصبح إلى قريب الظهر واشتد الأمر على الناس وجبيت الأموال منهم غصبا بالعصا في يوم واحد ثم جاءت الأخبار برجوع تيمور إلى بلاده وإن ولده قد قتل فسكن الناس ورسم السلطان برد ما أخذ منهم انتهى وفي التاريخ الفارسي وغزا تيمور كرجستان عدة مرات وأسر كثيرا وعين على أهلها الجزية وفي سنة 790 توفي سيورغتمش خان فأقام تيمور مقامه ولده محمود خان انتهى وهو آخر الملوك من ذرية جنكيز وهو الذي كان تيمور يأمر بالخطبة له وفي البدر الطالع ثم رجع إلى أصبهان سنة 794.
قصده بغداد ثم خرج تيمور إلى بغداد فهرب السلطان أحمد ابن الشيخ أويس المتغلب عليها بعد بني هولاكو إلى الشام وأتبعه تيمور ببعض العساكر فقطع الجسر فسبحوا خلفه وفاتهم وذلك في شوال سنة 795 فوصلها تيمور في 21 منه يوم السبت ثم خرج عنها قاصدا ديار بكر وارزنجان، وعن تاريخ ابن اياس انه حضر طواشي أرسله صاحب ماردين فأخبر بان تيمور