يا هناة اخرج الينا * اننا أهل هنات مدحنا المدح ومن * نرم نصب بالزفرات فاكفنيه لا كفاه * الله شر الطارقات وزاد المفيد في روايته كما في الفصول المختارة:
سن فينا سننا * كانت مواريث الطغاة أطعم أموال اليتامى * قومه والصدقات قال في الأغاني فشكاه سوار إلى أبي جعفر فأمره ان يصير اليه معتذرا ففعل فلم يعذره فقال:
اتيت دعي بني العنبر * أروم اعتذارا فلم اعذر فقلت لنفسي وعاتبتها * على اللؤم في فعلها اقصري أيعتذر الحر مما اتى * إلى رجل من بني العنبر أبوك ابن سارق عنز النبي * وأمك بنت أبي جحدر ونحن على رغمك الرافضون * لأهل الضلالة والمنكر وروى المفيد كما في الفصول المختارة: انه بعد ما أنشد السيد المنصور القصيدة التائية المار ذكرها ضحك أبو جعفر وقال نصبتك قاضيا فامدحه كما هجوته فأنشأ يقول:
اني امرؤ من حمير أسرتي * بحيث تحوي سروها حمير آليت لا أمدح ذا نائل * له سناء وله مفخر الا من الغر بني هاشم * ان لهم عندي يدا تشكر ان لهم عندي يدا شكرها * حق وان أنكرها منكر يا احمد الخير الذي انما * كان علينا رحمة تنشر حمزة والطيار في جنة * فحيث ما شاء رعى جعفر منهم وهادينا الذي نحن من * بعد عمانا فيه نستبصر لما دجا الدين ورق الهدى * وجار أهل الأرض واستكبروا ذاك علي بن أبي طالب * ذاك الذي دانت له خيبر دانت وما دانت له عنوة * حتى تدهدى عرشها الأكبر ويوم سلع إذ اتى عاتيا * عمرو بن عبد مصلتا يخطر يخطر بالسيف مدلا كما * يخطر فحل الصرمة الدوسر إذ جلل السيف على رأسه * ابيض عضبا حده مبتر فخر كالجذع وأوداجه * يبعث منها حلب احمر وفي الأغاني: وبلغ السيد ان سوارا قد أعد جماعة يشهدون عليه بسرقة ليقطعه فشكاه إلى أبي جعفر فدعا بسوار وقال له: قد عزلتك عن الحكم للسيد أو عليه. فما تعرض له بسوء حتى مات قال: وحكى ابن الساحر ان السيد دعي لشهادة عند سوار القاضي فقال لصاحب الدعوى اعفني من الشهادة عند سوار فلم يعفه فلما شهد قال له سوار ألم أعرفك وتعرفني وكيف مع معرفتك بي تقدم على الشهادة عندي فقال إني تخوفت اكراهه ولقد افتديت شهادتي عندك بمال فلم يقبل مني فإذا أقمتها فلا يقبل الله لك صرفا ولا عدلا ان قبلتها وقام من عنده ولم يقدر سوار له على شئ لما تقدم به المنصور اليه في امره واغتاظ غيظا شديدا وانصرف من مجلسه فلم يقض يومئذ بين اثنين ثم إن سوارا اعتل علته التي مات فيها فلم يقدر السيد على هجائه في حياته لنهي المنصور إياه عن ذلك ومات سوار فاخرج عشيا وحفر له فوقع الحفر في موضع كنيف وكان بين الأزد وبين تميم عداوة فمات عقب موت عباد بن حبيب بن المهلب فهجا السيد سوارا في قصيدة رثى بها عبادا ودفعها إلى نوائح الأزد لما بينهم وبين تميم من العداوة ولقربهم من دار سوار ينحن بها أولها:
يا من غدا حاملا جثمان سوار * من داره ظاعنا منها إلى النار لا قدس الله روحا كان هيكلها * فقد مضت بعظيم الخزي والعار حتى هوت قعر برهوت معذبة * وجسمه في كنيف بين أقذار لقد رأيت من الرحمن معجبة * فيه واحكامه تجري بمقدار فاذهب عليك من الرحمن بهلته * يا شرحي براه الخالق الباري انتهى الأغاني. وفي النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني قيل كان سوار بن عبد الله العنبري على القضاء والصلاة في البصرة فخرج يستسقي فلما قام على المنبر واستدبر الناس رافعا يديه رئي السيد ناحية من الناس يقول:
ابتلعي يا ارض اقدامهم * ثم رامهم يا رب بالجلمد لا تسقهم من وابل قطرة * فإنهم حرب بني احمد فشاع قوله في البصرة حتى بلغ جعفر بن سليمان فوجه إليه فلما جاءه قال يا أبا هاشم ما هذا الدعاء الذي بلغني عنك قال هو كما بلغ الأمير والله ما أرضى لمبغض أهل البيت إلا بحجارة من سجيل منضودة فضحك منه.
قال وله في خبر الطائر:
لما اتى بالخبر الأنبل * في طائر أهدي إلى المرسل في خبر جاء ابان به * عن انس في الزمن الأول هذا وقيس الحبر يرويه عن * سفينة ذي القلب الحول سفينة يمكن من رشده * وانس خان ولم يعدل في رده سيد كل الورى * مولاهم في المحكم المنزل فصده ذو العرش عن رشده * وشانه بالبرص الأنكل قال وبلغ هذا سوارا وهو قاضي البصرة فقال ما يدع هذا أحدا من الصحابة الا رماه بشعر يظهر عواره وامر بحبسه فاجتمع بنو هاشم والشيعة وقالوا له والله لئن لم تخرجه والا كسرنا الحبس وأخرجناه أيمتدحك شاعر فتثيبه ويمتدح أهل البيت شاعر فتحبسه فاطلقه على مضض فقال يهجوه:
قولا لسوار أبي شملة * يا واحدا في النوك والعار ما قلت في الطير خلاف الذي * رويته أنت بآثار وخبر المسجد إذ خصه * محللا من عرضه الدار ان جنبا كان وان طاهرا * في كل اعلان واسرار واخرج الباقين منه معا * بالوحي من انزال جبار حبا عليا وحسينا معا * والحسن الطهر لاطهار وفاطما أهل الكساء الأولى * خصوا باكرام وايثار فمبغض الله يرى بغضهم * يصير للخزي وللنار عليه من ذي العرش في فعله * وسم يراه العائب الزاري وأنت يا سوار رأس لهم * في كل خزي طالب الثار تعيب من آخاه خير الورى * من بين أطهار وأخيار وقال في خم له معلنا * ما لم يلقوه بانكار من كنت مولاه فهذا له * مولى فكونوا غير كفار