إذ لهم عندي يد المصطفى * ذي الفضل ولمن أبي القاسم فإنها بيضاء محمودة * جزاؤها الشكر على العالم جزاؤها حفظ أبي جعفر * خليفة الرحمن والقائم وطاعة المهدي ثم ابنه * موسى على ذي الأربعة الحازم وللرشيد الرابع المرتضى * مفترض من حقه اللازم ملكهم خمسون معدودة * برغم انف الحاسد الراغم حتى يردوها إلى هابط * عليه عيسى منهم ناجم وفي الأغاني بسنده عن أبي جعفر المنصور قال بلغني ان السيد مات بواسط فلم يدفنوه والله لئن تحقق عندي لأحرقنها. قال المؤلف الظاهر أنه بلغه ذلك من خبر كاذب ولم يكن توفي بها بل مرض فأشيع موته وانما توفي ببغداد في خلافة الرشيد كما مر ويأتي.
اخباره مع الرشيد روى في الأغاني ان السيد عاش إلى خلافة هارون الرشيد وفي أيامه مات وانه مدحه بقصيدتين فامر له ببدرتين ففرقهما فبلغ ذلك الرشيد فقال احسب أبا هاشم تورع عن قبول جوائزنا انتهى وفي النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني المتقدم ذكرها قيل: لما ولي الرشيد رفع اليه في السيد انه رافضي فأحضره فقال إن كان الرافضي هو الذي يحب بني هاشم ويقدمهم على سائر الخلق فما اعتذر منه ولا أزول عنه وان كان غير ذلك فما أقول به ثم انشد:
شجاك الحي إذ بانوا * فدمع العين هتان كأني يوم ردوا العيس * للرحلة نشوان وفوق العيس إذ ولوا * بها حور وغزلان إذا ما قمن فالاعجاز * في التشبيه كثبان وما جاوز للأعلى * فاقمار وأغصان منها:
علي وأبو ذر * ومقداد وسلمان وعباس وعمار * وعبد الله اخوان دعوا فاستودعوا علما * فادوه وما خانوا أدين الله ذا العزة * بالدين الذي دانوا وعندي فيه ايضاح * عن الحق وبرهان وما يجحد ما قد قلت * في السبطين انسان وان انكر ذو النصب * فعندي فيه عرفان وان عدوه لي ذنبا * وحال الوصل هجران فلا كان لهذا الذنب * عند القوم غفران وكم عدت اساءات * لقوم وهي احسان وسري فيه يا داعي * دين الله اعلان فحبي لك ايمان * وميلي عنك كفران فعد القوم ذا رفضا * فلا عدوا ولا كانوا قال فألطف له الرشيد ووصله ووصله جماعة من بني هاشم.
اخباره مع سوار القاضي كان بين سوار بن عبد الله العنبري قاضي البصرة وبين السيد الحميري عداوة لأجل المذهب. روى أبو الفرح في الأغاني بسنده عن مهدي بن سابق ان السيد تقدم إلى سوار القاضي ليشهد عنده وكان قد دافع المشهود له بذلك وقال اعفني من الشهادة عند سوار وبذل له مالا فلم يعفه فلما تقدم إلى سوار فشهد قال ألست المعروف بالسيد قال بلى فقال استغفر الله من ذنب تجرأت به على الشهادة عندي قم لا ارضى بك فقام مغضبا من مجلسه وكتب إلى سوار رقعة يقول فيها:
إن سوار بن عبد * الله من شر القضاة فلما قرأها سوار وثب عن مجلسه وقصد أبا جعفر المنصور وهو يومئذ نازل بالجسر فسبقه السيد اليه فأنشده:
قل للامام الذي ينجي بطاعته * يوم القيامة من بحبوحة النار لا تستعينن جزاك الله صالحة * يا خير من ذب في حكم بسوار لا تستعن بخبيث الرأي ذي صلف * جم العيوب عظيم الكبر جبار تضحي الخصوم لديه من تجبره * لا يرفعون اليه لحظ ابصار تيها وكبرا ولولا ما رفعت له * من ضبعه كان عين الجائع العاري ودخل سوار فلما رآه المنصور تبسم وقال أما بلغك خبر اياس بن معاوية حيث قبل شهادة الفرزدق واستزاد في الشهود فما أحوجك للتعرض للسيد ولسانه ثم امر السيد بمصالحته. وفي الأغاني: بسنده عن الحارث بن عبد المطلب قال: كنت جالسا في مجلس أبي جعفر المنصور وهو بالجسر وهو قاعد مع جماعة على دجلة بالبصرة وسوار بن عبد الله العنبري قاضي البصرة جالس عنده والسيد بن محمد بين يديه ينشد قوله:
ان الاله الذي لا شئ يشبهه * أعطاكم الملك للدنيا وللدين أعطاكم الله ملكا لا زوال له * حتى يقاد إليكم صاحب الصين وصاحب الهند مأخوذا برمته * وصاحب الترك محبوسا على هون والمنصور يضحك سرورا بما ينشده فحانت منه التفاتة فرأى وجه سوار يتربد غيظا ويسود حنقا ويدلك احدى يديه بالأخرى ويتحرق فقال له المنصور ما لك أرابك شئ قال نعم هذا الرجل يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه والله يا أمير المؤمنين ما صدقك ما في نفسه وان الذين يواليهم لغيركم.
فقال المنصور مهلا هذا شاعرنا وولينا وما عرفت منه الا صدق محبة واخلاص نية فقال له السيد يا أمير المؤمنين والله ما تحملت بغضكم لأحد وما وجدت أبوي عليه فافتتنت بهما وما زلت مشهورا بموالاتكم في أيام عدوكم فقال له صدقت قال ولكن هذا واهلوه أعداء الله ورسوله قديما والذين نادوا رسول الله ص من وراء الحجرات فنزلت فيهم آية من القرآن أكثرهم لا يعقلون وجرى بينهما خطاب طويل فقال السيد قصيدته التي أولها:
قم بنا يا صاح وأربع * بالمغاني الموحشات وقال فيها:
يا امين الله يا * منصور يا خير الولاة ان سوار بن عبد * الله من شر القضاة نعثلي جملي * لكم غير مواتي ج ده سارق عنز * فجرة من فجرات لرسول الله * والقاذفه بالمنكرات وابن من كان ينادي * من وراء الحجرات