من فضائل أمير المؤمنين ع ومناقبه الا نظم فيها شعرا على أن فضائله ومناقبه ع لا يحيط بها نطاق النظم والنثر. وذكر عبد الله بن المعتز في تذكرته ان أبوي السيد كليهما كانا أباضيين وكان يزجرهما ويردهما عن عقيدة النصب الباطلة وذكروا انه سئل السيد كيف صرت شيعيا مع أنك شامي حميري فقال صبت علي الرحمة صبا فكنت كمؤمن آل فرعون وذلك أن الحميريين كانوا من اتباع معاوية بصفين وكان ذو الكلاع الحميري من قواد معاوية فيها ونقل ابن كثير الشامي في تاريخه عن الأصمعي أنه قال في السيد الحميري: لولا تعرضه للسلف في شعره ما قدمت عليه أحدا في طبقته، قال صاحب المجالس: صحة العقيدة وفسادها لا دخل له في جودة الشعر ورداءته والتقدم والتأخر فيه لكن الأصمعي لعداوته لأهل بيت النبوة يقول هذا في حق مداحهم وفقا للمثل المشهور وكل اناء بالذي فيه يرشح، ويعلم صحة ذلك مما حكاه الشيخ نور الدين علي بن عراف المصري في تذكرته عن أبي العيناء أنه قال سمعت أبا قلابة الجرمي يقول في جنازة الأصمعي:
قبح الله أعظما حملوها * نحو دار البلا على خشبات أعظما تبغض النبي وأهل * البيت الطيبين والطاهرات انتهى المجالس وفي المناقب عن كامل المبرد كان اصمع بن مظفر جد الأصمعي قطعه علي ع في السرقة فكان الأصمعي يبغضه قيل له من أشعر الناس قال من قال:
كان أكفهم والهام تهوي * عن الأعناق تلعب بالكرينا فقالوا السيد الحميري فقال هو والله أبغضهم إلي وسبه انتهى وفي لسان الميزان: إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة السيد الحميري الشاعر المفلق يكنى أبا هاشم كان رافضيا خبيثا. قال الدارقطني كان يذم السلف في شعره ويمدح عليا رضي الله عنه. قلت اخباره مشهورة ولا استحضر له رواية وقال عمر بن شبة سمعت محمد بن أبي بكر المقدمي يقول سمعت جعفر بن سليمان ينشد شعر السيد الحميري وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى يرويه. وقال البلاذري في تاريخه: حدثني عبد الاعلى النرسي قال رأيت النبي ص في المنام فقال شر من ينتحل قبلتي الخوارج والروافض وشرهم قاتل علي والسيد الحميري انتهى وانتهاك اعراض الناس لا يسوع بالمنامات الكاذبة ولو ساع التعويل عليها لادعى كل شخص رؤية ما يوافقه وحاش لله ان يجعل رسول الله ص المتمسك بالثقلين كتاب الله والعترة ا لطاهرة شر من ينتحل قبلته وقد أمر بالتمسك بهما ونهى عن مفارقتهما بالتواتر وفي اليقظة لا في المنام والسيد الحميري قد اخبر صادق أهل البيت ع بنجاته ودعا له وهو من موالي علي ومحبيه ومن لم يدع فضيلة له الا نظم فيها شعرا وكفاه بذلك فخرا وأجرا فكيف يقرنه النبي ص بقاتل علي قرين عاقر الناقة وأولى ان يكون بهذه الصفة من كذب على الرسول ص بهذا المنام والكذابة على رسول الله ص قد كثرت في حياته يقظة فكيف بعد مماته وفي المنام. وذكره المرزباني في النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء الشيعة المشار إليها آنفا وهو الثامن عشر ممن ذكر فيها فقال: كان شاعرا مجيدا لم يسمع ان أحدا عمل شعرا جيدا وأكثر غيره قال: وقيل قرئ على التوزي شعر عمران بن حطان فقال من ينشدنا شعرا صافيا من مدح السيد فأنشده رجل ممن حضره:
ان يوم التطهير يوم عظيم فاز بالفضل فيه أهل الكساء وقصيدته المذهبة التي أولها: هلا وقفت على المكان المعشب فقال التوزي لو أن شعرا يستحق ان لا ينشد الا في المساجد لحسنه لكان هذا ولو خطب به خاطب على المنبر في يوم جمعة لأتى حسنا ولحاز أجرا قيل وقال بشار بن برد للسيد لولا ان الله شغلك بمدح أهل البيت ع لافتقرنا قال المرزباني: وقيل له ألا تستعمل في شعرك ما يستعمله الشعراء في الغريب قال ذاك عي وتكليف مني لو فعلته وقد رزقني الله طبعا واتساعا في الكلام فانا أقول ما يفهمه الصغير والكبير ولا يحتاج إلى تفسير وانشد:
أيا رب اني لم أرد بالذي به * مدحت عليا غير وجهك فارحم وروى نحوه في الأغاني مسندا. وفي الأغاني: كان شاعرا متقدما مطبوعا يقال إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية والاسلام ثلاثة: بشار وأبو العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحدا قدر على تحصيل شعر أحد منهم اجمع وانما مات ذكره وهجر الناس شعره لما يفرط فيه من التعرض لمن مال عن أهل البيت فتحومي شعره من هذا الجنس وغيره لذلك وهجره الناس تخوفا وتراقبا وله طراز من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه أو يقاربه أحد ولا يعرف له من الشعر كثير. قال وليس يخلو من مدح بني هاشم أو ذم غيرهم ممن هو عنده ضد لهم ولو أن اخباره كلها تجري هذا المجرى ولا تخرج عنه لوجب ان لا نذكر منها شيئا ولكنا شرطنا ان نأتي باخبار من نذكره من الشعراء فلم نجد بدا من ذكر اسلم ما وجدناه له وأخلاها من سئ اختياره على قلة ذلك انتهى وعن تذكرة الشعراء لابن المعتز انه كان شاعرا وسيما جسيما مطبوعا حسن الأسلوب وثيق الشعر. وفي الأغاني عن التوزي قال: رأى الأصمعي جزءا من شعر السيد فقال لمن هذا فسترته عنه لعلمي بما عنده فيه فاقسم علي أن أخبره فأخبرته فقال أنشدني قصيدة منه فأنشدته قصيدة ثم أخرى وهو يستزيدني ثم قال قبحه الله ما أسلكه لطريق الفحول لولا مذهبه ولولا ما في شعره ما قدمت عليه أحدا من طبقته وفي رواية أخرى عن التوزي قال لي الأصمعي أحب ان تأتيني بشئ من شعر هذا الحميري فعل الله به وفعل فاتيته بشئ منه فقرأه فقال قاتله الله ما أطبعه وأسلكه لسبيل الشعراء والله لولا ما في شعره من التعرض للسلف لما تقدمه من طبقته أحد. وفيه عن أبي جعفر الأعرج ابن بنت الفضيل بن يسار قال كان السيد أسمر تام القامة أشنب ذا وفرة حسن الألفاظ جميل الخطاب إذا تحدث في مجلس قوم اعطى كل رجل في المجلس نصيبه من حديثه، وفي رواية عنه:
أسمر تام الخلقة أشنب ذا وفرة حسن الألفاظ ومع ذلك أنتن الناس إبطين. وعن ليطة بن الفرزدق قال تذاكرنا الشعراء عند أبي فقال إن ها هنا لرجلين لو أخذا في معنى الناس لما كنا معهما في شئ: السيد الحميري وعمران بن حطان السدوسي ولكن الله عز وجل قد شغل كل واحد منهما بالقول في مذهبه. قال المؤلف شتان بين من حصر شعره في مدح أهل البيت وبين مادح ابن ملجم على قتله أمير المؤمنين ع. وفيه أخبرني محمد بن الحسن بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة أنه قال أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار. أخبرني ابن دريد قال سئل أبو عبيدة من أشعر المولدين قال السيد وبشار. أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري حدثنا عمر بن شبه قال اتيت أبا عبيدة معمر بن المثنى وعنده رجل من بني هاشم يقرأ عليه كتابا فلما فرآني أطبقه فقال له أبو عبيدة ان أبا زيد ليس ممن يحتشم منه فاقرأ فاخذ الكتاب وجعل يقرؤه فإذا هو شعر السيد فجعل أبو عبيدة يعجب منه ويستحسنه قال أبو زيد وكان أبو عبيدة يرويه قال وسمعت محمد بن أبي بكر المقدمي يقول: سمعت