أبواه يبغضان عليا ع فسمعهما يسبانه بعد صلاة الفجر فقال:
لعن الله والدي جميعا * ثم أصلاهما عذاب الجحيم حكما غدوة كما صليا الفجر * بلعن الوصي باب العلوم لعنا خير من مشى فوق ظهر * الأرض أو طاف محرما بالحطيم كفرا عند شتم آل رسول * الله نسل المهذب المعصوم والوصي الذي به تثبت الأرض * ولولاه دكدكت كالرميم وكذا آله أولو العلم والفهم * هداة إلى الصراط القويم خلفاء الاله في الخلق بالعدل * وبالقسط عند ظلم الظلوم صلوات الاله تترى عليهم * مقرنات بالرحب والتسليم ثم مضى إلى عقبة بن مسلم فخبره الخبر فنقله اليه ووهب له دارا وفرشها له وأخدمه وقام بأموره فقال شعرا ذكرناه في ترجمة عقبة قال وقيل إنه شرح حاله للأمير فقال إن أمي كانت توقظني في الليل وتقول اني أخاف ان تموت على مذهبك فتدخل النار فلا أجيبها فجعلت تنغص على المطعم والمشرب. ومن شعره فيها والبيت الأول من مناقب ابن شهرآشوب:
إلى أهل بيت أذهب الرجس عنهم * وصفوا من الأدناس طرا وطيبوا إلى أهل بيت ما لمن كان مؤمنا * من الناس عنهم في الولاية مذهب وكم من خصيم لا مني في هواهم * وعاذلة هبت بليل تؤنب تقول ولم تقصد وتعتب ضلة * وآفة اخلاق النساء التعتب تركت امتداح المفضلين ذوي الندى * ومن في ابتغاء الخير يسعى ويرغب وفارقت جيرانا وأهل مودة * ومن أنت منهم حين تدعى وتنسب فأنت غريب فيهم متباعد * كأنك مما يتقونك أجرب تعيبهم في دينهم وهم بما * تدين به ازرى عليك وأعيب فقلت دعيني لن أحبر مدحة * لغيرهم ما حج الله اركب أتنهينني عن حب آل محمد * وحبهم مما به أتقرب وحبهم مثل الصلاة وانه * على الناس من بعض الصلاة لأوجب قال: وكنت صبيا فإذا سمعتهما يثلبان عليا ع خرجت عنهما وأبقى جائعا واؤثر ذلك على الرجوع اليهما فأبيت في المساجد جائعا لحبي فراقهما وبغضي إياهما فإذا أجهدني الجوع دخلت فأكلت ثم خرجت فلما كبرت قليلا ابتدأت أقول الشعر فخرجت عنهما وكتبت اليهما:
خف يا محمد فالق الاصباح * وأزل فساد الدين بالاصلاح أتسب صنو محمد ووصيه * ترجو بذاك الفوز بالانجاح هيهات قد بعدا عليك وقربا * منك العذاب وقابض الأرواح أوصى النبي له بخير وصية * يوم الغدير بابين الافصاح من كنت مولاه فهذا فاعلموا * مولاه قول إشاعة وصراح قاضي الديون ومرشد لكم كما * قد كنت أرشد من هدى وفلاح أغويت أمي وهي جد ضعيفة * فجرت بقاع الغي جري جماح بالشتم للعلم الامام ومن له * ارث النبي بأوكد الايضاح اني أخاف عليكما سخط الذي * أرسى الجبال بسبسب صحصاح أبوي فاتقيا الاله وأذعنا * للحق بياض في الأصل فتواعدني بالقتل فاتيت الأمير عقبة بن مسلم فكان من أمري ما كان انتهى.
اعتقاده مذهب الكيسانية ثم رجوعه إلى مذهب الإمامية الكيسانية هم القائلون بامامة محمد بن الحنفية وانه المهدي المنتظر وانه حي في جبل رضوى بين أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان يجريان بماء وعسل وانه يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا منسوبون إلى كيسان وهو لقب المختار بن عبيد الذي دعا إلى محمد بن الحنفية وطلب بثار الحسين ع وكان السيد الحميري يرى في أول امره رأي الكيسانية وفي ذلك يقول كما في الأغاني:
الا قل للوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما أضر بمعشر والوك منا * وسموك الخليفة والاماما وعادوا فيك أهل الأرض طرا * مقامك عنهم ستين عاما وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له ارض عظاما لقد أوفى بمورق شعب رضوى * تراجعه الملائكة الكلاما وان له به لمقام صدق * وأندية تحدثه كراما هدانا الله إذ جرتم لأمر * به ولديه نلتمس التماما تمام مودة المهدي حتى * تروا راياتنا تترى نظاما وفي الأغاني بسنده عن أبي داود سليمان بن سفيان المعروف بالمسترق راوية السيد الحميري انه حضر يوما وقد ناظر السيد محمد بن علي بن النعمان المعروف بشيطان الطاق في الإمامة فغلبه محمد في دفع ابن الحنفية عن الإمامة فقال السيد:
الا يا أيها الجدل المعني * لنا ما نحن ويحك والعناء أتبصر ما تقول وأنت كهل * نراك عليك من ورع رداء الا ان الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه * هم أسباطه والأوصياء فانى في وصيته إليهم * يكون الشك منا والمراء بهم أوصاهم ودعا اليه * جميع الخلق لو سمع الدعاء فسبط سبط ايمان وحلم * وسيط غيبته كربلاء سقى جدثا تضمنه ملث * هتوف الرعد مرتجز رواء تظل مظلة منه عزال * عليه وتغتدي أخرى ملاء وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء من البيت المحجب في سراة * شرات لف بينهم الإخاء عصائب ليس دون أغر اجلى * بمكة قائم لهم انتهاء ثم قال وهذه الأبيات بعينها تروى لكثير ذكر ذلك ابن أبي سعد.
ثم ذكر في ترجمة كثير أنه قال في ذلك:
الا ان الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه * هم الأسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط ايمان وبر * وسبط غيبته كربلاء وسبط لا تراه العين حتى * يقود الخيل يتبعها اللواء تغيب لا يرى عنهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء وقد وقع اختلاف أيضا في نسبة الشعر بين السيد وكثير كما ستعرف.
وفي فوات الوفيات للكليني كان السيد إذا سئل عن مذهبه انشد من قصيدته المشهورة: