فعولوا بعدي عليه ولا * تبغوا سراب المهمة الجاري قال: وقيل إن سوارا القاضي سعى به إلى المنصور وقال والله ما يريد بقوله بني هاشم أنتم وانما يريد بني ابن أبي طالب ثم قال مع أنه كثير التنقل في المذاهب وبالأمس كان على رأي الكيسانية وهو اليوم يرى رأي الامامية فقال المنصور ما تقول يا أبا هاشم فقال كنت أرى رأي الكيسانية في ابن الحنفية فلما صح عندي اعظام محمد لعلي بن الحسين وانقياده له ملت إلى علي بن الحسين ع فهل تعلم في الأرض من هو خير منه فأميل اليه واتركه فانقطع سوار انتهى.
جملة من باقي اخباره في تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني: قيل إنه مر بقوم يتناظرون في التفضيل فوقف عليهم فقال بعضهم هذه طبقة دون طبقتك فقال صدقت الا اني كما قال جميل:
فقالت لنا قولا رددنا جوابه * لكل كلام يا بثين جواب ثم أنشأ يقول:
أقول لأهل العمى الحائرينا * من السامريين والناصبينا وجيراننا الطاعنين الذين * على خير من دب نفسا ودينا سوى الأنبياء مع الأوصياء * من الأولين مع الآخرينا لعمري لئن كان للسابقين * وسيلة فضل على التابعينا لقد كان للسابق السابقين * عليهم من الفضل ما تدعونا فقد جرتم وتكذبتم * على ربنا كذب المفترينا كذاك ورب منى والذي * بكعبته طوف الطائفونا لقد فضل الله آل الرسول * كفضل الرسول على العالمينا قال فرجع أكثر أولئك عما كانوا عليه إلى تفضيل أمير المؤمنين ع. وفي الأغاني: حدثني أبو جعفر الأعرج وهو ابن بنت الفضل بن يسار عن إسماعيل بن الساحر راوية السيد وهو الذي يقول فيه السيد في بعض قصائده:
وإسماعيل يبرأ من فلان ويزعم أنه للنار صالي قال تلاحى رجلان من بني عبد الله بن دارم في المفاضلة بعد رسول الله ص فرضيا بحكم أول من يطلع فطلع السيد فقاما اليه وهما لا يعرفانه فقال له مفضل علي بن أبي طالب إني وهذا اختلفنا في خير الناس بعد رسول الله ص فقلت علي بن أبي طالب فقطع السيد كلامه وقال وأي شئ قال هذا الآخر ابن الزانية فضحك من حضر ووجم الرجل ولم يحر جوابا انتهى وفي رواية أنه قال لم أقل شيئا. وعن الصولي أنه قال أبو العيناء للسيد بلغني انك تقول بالرجعة قال هو ما بلغك قال فاعطني دينارا بمئة دينار إلى الرجعة قال السيد على أن توصي لي بمن يضمن انك ترجع انسانا أخاف ان ترجع قردا أو كلبا فيذهب مالي.
قال المرزباني في الكتاب المشار اليه: قيل إن جماعة من الخوارج اجتمعوا بالنخيلة بعد أهل النهروان فسار إليهم علي ع فطحنهم جميعا لم يفلت منهم الا خمسة نفر وفيهم يقول عمران بن حطان:
اني أدين بما دان الشراة به * يوم النخيلة عند الجوسق الخرب فقال السيد رحمه الله:
اني أدين بما دان الوصي به * يوم النخيلة من قتل المحلينا وبالذي دان يوم النهر دنت به * وشاركت كفه كفي بصفينا تلك الدماء معا يا رب في عنقي * ومثلها فاسقني آمين آمينا وفي الأغاني: روى أبو داود المسترق ان السيد والعبدي هو سفيان بن مصعب اجتمعا فأنشد السيد:
اني أدين بما دان الوصي به * يوم الخريبة من قتل المحلينا وبالذي دان يوم النهروان به * وشاركت كفه كفي بصفينا فقال له العبدي: أخطأت لو شاركت كفك كفه كنت مثله ولكن قل تابعت كفه لتكون تابعا لا شريكا وكان السيد بعد ذلك يقول انا أشعر الناس الا العبدي انتهى قال المرزباني في الكتاب المشار اليه. قيل إن السيد حج أيام هشام فلقي الكميت فسلم عليه وقال أنت القائل في امر فدك:
الله يعلم ما ذا يأتيان به * يوم القيامة من عذر إذا حضرا قال نعم قلته تقية من بني أمية وفي مضمون قولي شهادة عليهما انهما اخذا ما كان في يدها. فقال السيد: لولا إقامة الحجة لوسعني السكوت لقد ضعفت يا هذا عن الحق يقول رسول الله ص فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها وان الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها فخالفت رسول الله ص وهب لها فدكا بأمر الله له وشهد لها أمير المؤمنين والحسن والحسين وأم أيمن ب ان رسول الله ص اقطع فاطمة فدكا فلم يحكما لها بذلك والله تعالى يقول يرثني ويرث من آل يعقوب ويقول وورث سليمان داود وهم يجعلون سبب مصير الخلافة إليهم الصلاة وشهادة المرأة لأبيها ان رسول الله ص قال مروا فلانا بالصلاة بالناس فصدقت المرأة لأبيها ولا تصدق فاطمة وعلي والحسن والحسين وأم أيمن في مثل فدك وتطالب مثل فاطمة بالبينة على ما ادعت لأبيها وتقول أنت مثل هذا القول، وبعد فما تقول في رجل حلف بالطلاق ان الذي طلبت فاطمة ع هو حق وان عليا والحسن والحسين وأم أيمن ما شهدوا الا بحق، ما تقول في طلاقه؟ قال ما عليه طلاق، قال فان حلف بالطلاق انهم قالوا غير الحق؟ قال يقع الطلاق لأنهم لم يقولوا الا الحق قال فانظر في امرك فقال الكميت انا تائب إلى الله مما قلت وأنت أبا هاشم اعلم وأفقه منا انتهى وفي الأغاني بسنده عن الحسن بن علي بن حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال كنا جلوسا عند أبي عمرو بن العلاء ف تذاكرنا السيد فجاء فجلس وخضنا في ذكر الزرع والنخل ساعة فنهض فقلنا يا أبا هاشم مم القيام فقال:
اني لأكره ان أطيل بمجلس * لا ذكر فيه لفضل آل محمد لا ذكر فيه لأحمد ووصيه * وبنيه ذلك مجلس قصف ردي ان الذي ينساهم في مجلس * حتى يفارقه لغير مسدد وفيه أخبرني عمي حدثني الكراني عن ابن عائشة قال: وقف السيد على بشار وهو ينشد الشعر فاقبل عليه وقال:
أيها المادح العباد ليعطى * ان لله ما بأيدي العباد فاسال الله ما طلبت إليهم * وارج نفع المنزل العواد لا تقل في الجواد ما ليس فيه * وتسمي البخيل باسم الجواد قال بشار من هذا؟ فعرفه فقال لولا ان هذا الرجل قد شغل عنا