بمدح بني هاشم لشغلنا ولو شاركنا في مذهبنا لتعبنا. قال: وروي في هذا الخبر ان عمران بن حطان الشاري خاطب الفرزدق بهذه المخاطبة واجابه بهذا الجواب. وفيه ذكر التميمي وهو علي بن إسماعيل عن أبيه قال كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد إذ استأذن آذنه للسيد فامر بايصاله وأقعد حرمه خلف ستر ودخل فسلم وجلس فاستنشده فأنشده قوله:
امرر على جدث الحسين * فقل لأعظمه الزكية آ أعظما لا زلت من * وطفاء ساكبة رويه وإذا مررت بقبره * فاطل به وقف المطية وابك المطهر للمطهر * والمطهرة النقية كبكاء معولة أتت * يوما لواحدها المنيه قال فرأيت دموع جعفر بن محمد تتحدر على خديه وارتفع الصراخ والبكاء من داره حتى امره بالامساك فامسك. قال فحدثت أبي بذلك لما انصرفت فقال لي ويلي على الكيساني الفاعل ابن الفاعل يقول:
فإذا مررت بقبره * فاطل به وقف المطية فقلت يا أبت وما ذا يصنع قال أولا ينحر أولا يقتل نفسه فثكلته أمه انتهى قال المؤلف: هذا تحامس بارد من أبيه ومثل السيد لا يعاب عليه في رثاء أهل البيت ع ومدحهم ولا يلحقه في ذلك لاحق.
وفي الأغاني بسنده كان السيد إذا استنشد شيئا من شعره لم يبدأ بشئ الا بقوله : أجد بال فاطمة البكور * فدمع العين منهمر غزير وفيه أخبرني أحمد بن عمار أخبرنا يعقوب بن نعيم حدثني إبراهيم بن عبد الله الطلحي راوية الشعراء بالكوفة حدثنا أبو مسعود عمرو بن عيسى الرباح ومحمد بن سلمة يزيد بعضهم على بعض ان السيد لما قدم الكوفة اتاه محمد بن سهل راوية الكميت فاقبل عليه السيد فقال من الذي يقول:
يعيب علي أقوام سفاها * بان أرجي أبا حسن عليا وارجائي أبا حسن صواب * عن العمرين برا أو شقيا فان قدمت قوما قال قوم * اسات وكنت كذابا رديا إذا أيقنت ان الله ربي * وأرسل أحمدا حقا نبيا وان الرسل قد بعثوا بحق * وإن الله كان لهم وليا فليس علي في الارجاء باس * ولا لبس ولست أخاف شيا فقال محمد بن سهل هذا يقوله محارب بن دثار الذهلي فقال السيد لا كان الله وليا للعاض بظر أمه من ينشدنا قصيدة أبي الأسود:
أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا فأنشده القصيدة بعض من كان حاضرا فطفق يسب محارب بن دثار ويترحم على أبي الأسود فبلغ الخبر منصور النمري فقال ما كان على أبي هاشم لو هجاه بقصيدة يعارض بها أبياته ثم قال أبياتا أولها:
يود محارب لو قد رآها * وأبصرهم حواليها جثيا ويأتي باقيها في ترجمة منصور.
وفيه بسنده عن سويد بن حمدان بن الحصين قال كان السيد يختلف الينا ويغشانا فقام من عندنا ذات يوم فتخلفه رجل وقال: لكم شرف وقدر عند السلطان فلا تجالسوا هذا فإنه مشهور بشرب الخمر وذكر السلف فبلغ ذلك السيد فكتب اليه:
وصفت لك الحوض يا ابن الحصين * على صفة الحارث الأعور فان تسق منه غدا شربة * تفز من نصيبك بالأوفر فما لي ذنب سوى انني * ذكرت الذي فر عن خيبر ذكرت امرءا فر عن مرحب * فرار الحمار من القسور فأنكر ذاك جليس لكم * زنيم أخو خلق أعور لحاني بحب امام الهدى * وفاروق أمتنا الأكبر سأحلق لحيته إنها * شهود على الزور والمنكر قال فهجر والله مشايخنا ذلك الرجل ولزموا محبة السيد ومجالسته.
وفيه أخبرني علي بن سليمان الأخفش حدثني محمد بن يزيد المبرد حدثني التوزي قال جلس السيد يوما إلى قوم فجعل ينشدهم وهم يلغطون فقال:
قد ضيع الله ما جمعت من أدب * بين الحمير وبين الشاء والبقر لا يسمعون إلى قول أجئ به * وكيف تستمع الأنعام للبشر أقول ما سكتوا انس فان نطقوا * قلت الضفادع بين الماء والشجر قال: ومما يحكى عنه انه اجتمع في طريقه بامرأة تميمية أباضية فأعجبها وقالت أريد ان أتزوج بك قال يكون كنكاح أم خارجة قالت فمن أنت فقال:
ان تسأليني بقومي تسألي رجلا * في ذروة العز من أحياء ذي يمن حولي بها ذو كلاع في منازلها * وذو رعين وهمدان وذو يزن والأزد أزد عمان الأدرمين إذا * عدت مآثرهم في سالف الزمن بانت كريمتهم عني فدارهمو * داري وفي الرحب من أوطانهم وطني لي منزلان بلحج منزل وسط * منها ولي منزل للغز في عدن ثم الولاء الذي أرجو النجاة به * من كبة النار للهادي أبي حسن فقالت قد عرفتك ولا شئ أعجب من هذا يمان وتميمية ورافضي وأباضية فكيف يجتمعان الحديث.
وروي في الأغاني: ان السيد كان أدلم منتن الإبطين وكان في ندمائه فتى أدلم غليظ الأنف والشفتين زنجي الخلقة وكانا يتمازحان فيقول له السيد أنت زنجي الأنف والشفتين ويقول الفتى للسيد أنت زنجي اللون والإبطين فقال السيد:
أعارك يوم بعناه رباح * مشافره وانفك ذا القبيحا وكانت حصتي إبطي منه * ولونا حالكا أمسى فضوحا فهل لك في مبادلتيك إبطي * بانفك تحمد البيع الربيحا فإنك أقبح الفتيان أنفا * وإبطي أنتن الآباط ريحا