عظيم والحاد شديد وقلة تفكير في الدين أقول وذلك لأن كتاب العباسية في تأييد الشيعة ونصرة بني العباس وإن الإمامة فيهم وكتاب العثمانية في نصرة شيعة عثمان وانكار فضائل علي بن أبي طالب ع وكتاب المروانية في نصرة آل مروان والدفاع عن امامة بني أمية وعداوة علي بن أبي طالب ع وكذا باقي كتبه وفي ذلك من التناقض ما لا يخفى. قال المرتضى وليس لأحد أن يقول إن الجاحظ لم يكن معتقدا لما في هذه الكتب المختلفة وإنما حكى مقالات الناس وحجاجهم وليس على الحاكي جريرة ولا يلزمه تبعة لأن هذا القول إن قنع به الخصوم فليقنعوا بمثله في الاعتذار عن ابن الراوندي فإنه لم يقل في كتبه هذه التي شنع بها عليه انني اعتقد المذاهب التي حكيتها واذهب إلى صحتها بل كان يقول قالت الدهرية وقال الموحدون وقالت البراهمة وقال مثبتو الرسل فان زالت التبعة عن الجاحظ في سب الصحابة والأئمة والشهادة عليهم بالضلال والمروق عن الدين باخراج كلامه مخرج الحكاية فلتزولن أيضا التبعة عن ابن الراوندي بمثل ذلك وبعد فليس يخفى كلام من قصده الحكاية وذكر المقالة من كلام المشيد لها الجاهد نفسه في تصحيحها وترتيبها ومن وقف على كتب الجاحظ التي ذكرناها علم أن قصده لم يكن الحكاية وكيف يقصد إلى ذلك من أورد من الشبه والطرق ما لم يخطر كثيرا منه ببال أهل المقالة التي شرع في حكايتها وليس يخفي على المنصفين ما في هذه الأمور. قال واما أبو حفص الحداد فلسنا ندري من أي وجه ادخل في جملة الشيعة لأنا لا نعرفه منهم ولا منتسبا إليهم ولا وجد له قط كلام في الإمامة وحجاج عنها الخ إلى أن قال وإن واحدا أو اثنين ممن انتسب إلى التشيع واحتمى به لو كان في باطنه شاكا أو ملحدا أي تبعة تلزم بذلك نفس المذهب وأهله إذا كانوا ساخطين لذلك الاعتقاد ومكفرين لمعتقده والذاهب اليه إلى آخر كلامه وهو دال على أن ابن الراوندي كان منسوبا إلى التشيع وفي كتبه ما يدل على ذلك بخلاف أبي حفص الحداد ويشير إلى ما قاله المرتضى ما يأتي عند ذكر مؤلفاته من أن كتبه المطعون بها عليه جلها قد نقضها على نفسه فهذا يدل على أنه عملها لينقضها لا لاعتقاده بها وإنه كان غير معتقد بها من أول الأمر أو رجع عنها لظهور فسادها أو انه كان عملها عصيانا مع عدم اعتقاده بها ثم تاب منها ويؤيده حكاية خصمه البلخي عن جماعة أنه تاب عند موته مما كان منه كما مر. وفي روضات الجنات عن الشيخ حسن بن علي الطبرسي صاحب كتاب الكامل البهائي انه حكى في كتابه الموسوم باسرار الأئمة عن الشيخ منتجب الدين أبو الفتوح في كتاب نكت الفصول ان ابن الراوندي كان يهوديا ثم اسلم متنصبا قائلا بامامة العباس بن عبد المطلب انتهى وهذا مع انفراده به لم يسنده إلى دليل وعن ابن الجوزي زنادقة الاسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري انتهى وحشره في الزنادقة ليس الا لما نسب اليه من الكتب. ومع اعتذار المرتضى عنها المتقدم وتبرئة منها ونقل التوبة عنه عن جماعة لا يمكن الجزم بذلك. وفي معالم العلماء: ابن الراوندي مطعون عليه جدا. وقال المرتضى في كتاب الشافي انه عمل الكتب التي شنع بها عليه مغايظة أو مغالطة للمعتزلة ليبين لهم عن استقصاء نقضها وكان يتبرأ منها براء ظاهرا وينتفي من عملها ويضيفها إلى غيره وله كتب سداد مثل كتاب الإمامة والعروس انتهى.
وزبدة القول في ابن الراوندي انه مخطئ في تأليفه لهذه الكتب التي هي من كتب الضلال سواء كان ألفها معتقدا بها أو لأجل معارضة المعتزلة كما ذكره المرتضى في كلامه السابق إلا أنه مع نقضه لأكثرها وحكاية القول بتوبته منها لا يمكن الجزم بالحاده ويبقى حاله في مرحلة الشك وإن جزمنا بخطئه والله العالم بسريرته.
بعض الحكايات عنه في تكملة فهرست ابن النديم الملحقة بالطبعة المصرية: حكى أبو الحسين ابن الراوندي قال: مررت بشيخ جالس وبيده مصحف وهو يقرأ ولله ميزاب السماوات والأرض. فقلت: وما يعني ميزاب السماوات والأرض؟ قال: هذا المطر الذي ترى، فقلت: ما يكون التصحيف إلا إذا كان مثلك يقرأ، يا هذا إنما هو ميراث السماوات والأرض. فقال:
اللهم غفرا انا من أربعين سنة اقرأها وهي في مصحفي هكذا انتهى.
مؤلفاته قال المسعودي في مروج الذهب: له 114 كتابا وقال ابن خلكان له من الكتب المصنفة نحو من 114 كتابا وقال أبو القاسم البلخي فيما حكاه عنه ابن النديم في تتمة الفهرست مما ألف من الكتب الملعونة 1 كتاب يحتج فيه على الرسل ع ونقضه على نفسه ونقضه الخياط أيضا 2 نعت الحكمة صفة القديم تعالى وجل اسمه في تكليف خلقه امره ونهيه ونقضه عليه الخياط 3 كتاب يطعن فيه على نظم القرآن نقضه عليه الخياط وأبو علي الجبائي ونقضه هو على نفسه 4 القضيب الذهب وهو الذي فيه ان علم الله بالأشياء محدث ونقضه عليه أبو الحسين الخياط 5 الفرند ونقضه عليه الخياط 6 المرجان في اختلاف أهل الاسلام ونقضه ابن الراوندي على نفسه انتهى ونقضه لها على نفسه يدل على أنه عملها لينقضها لا لأنه يعتقدها كما مرت الإشارة اليه. قال ومن كتب صلاحه 7 الأسماء والاحكام 8 الابتداء والإعادة 9 كتاب الإمامة أقول مر نسبة المرتضى اليه هذا الكتاب قال 10 خلق القرآن 11 البقاء والفناء 12 كتاب لا شئ الا موجود. وأمثالها من كتبه كثيرة انتهى وجل هذه الكتب ألفها ابن الراوندي في أيام كونه من المعتزلة وقرر بها عقائدهم ولهذا عدها البلخي من كتب صلاحه سوى كتاب الإمامة فإنه موافق لعقائد الامامية ألفه حين ترك مذهب المعتزلة وتقرب به إلى الشيعة ويقال انه أخذ عليه جائزة منهم ثلاثين دينارا 13 الطبائع 14 اللؤلؤة في تناهي الحركات 15 فضيحة المعتزلة في رد كتاب فضيلة المعتزلة تأليف أبي الحسين الخياط وقد حمل فيه حملة شديدة على المعتزلة والجاحظ وشيوخ المعتزلة ودافع عن الامامية وقد رد عليه من المعتزلة أبو الحسين الخياط بكتاب سماه الانتصار وقد نقل كثيرا من مطالبه خصوم المعتزلة خصوصا الامامية والمتكلمون من الأشاعرة 16 العروس وهو محسوب من الكتب السداد 17 التاج في اثبات قدم العالم ورده عليه أبو الحسين الخياط المعتزلي وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي الامامي وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن قاضي القضاة ان أحدا من العقلاء لم يذهب إلى نفي الصانع للعالم ولكن قوما من الوراقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة لم يذهب إليها أحد وهي ان العالم قديم لم يزل على هيئته هذه ولا إله للعالم ولا صانع أصلا وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر قال اي قاضي القضاة وأخذ ابن الراوندي هذه المقالة فنصرها في كتابه المعروف بكتاب التاج 18 كتاب السبك 19 كتاب نعت الحكمة أو