كان من المؤرخين والجغرافيين المشهورين وكان شاعرا وهو معاصر لأبي حنيفة الدينوري، سافر كثيرا وأطال المقام ببلاد أرمينية وكان فيها سنة 260 ورحل إلى الهند وعاد إلى مصر وبلاد المغرب وألف في سياحته هذه كتاب البلدان وهو أقدم كتاب عربي في الجغرافيا وكان يأخذ ذلك من أفواه الناس في سياحته ويقيده كما ستعرف، وله اتصال بال طولون. ويظهر تشيعه من كتابه في التاريخ وقد ذكر فيه حديث الغدير بل ومن كتاب البلدان أيضا، قال فيه عند ذكر طوس: وبها توفي الرضى علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ع، وفي تاريخ آداب اللغة العربية ومن مزايا تاريخه فضلا عن قدمه أن مؤلفه شيعي فيأتي بأشياء عن العباسيين يتحاشى سواه ذكرها انتهى يروي محمد بن أحمد بن الخليل التميمي في كتابه جيب العروس و ريحان النفوس عن أبيه احمد عن جده الخليل عن أحمد بن أبي يعقوب.
مؤلفاته قال ياقوت: له تصانيف كثيرة 1 كتاب التاريخ أقول وهو كتاب في التاريخ العام مطبوع بليدن ينتهي إلى خلافة المعتمد على الله العباسي الخامس عشر من ملوك بني العباس اي إلى سنة 255 وفي كتاب آداب اللغة العربية انه ينتهي في زمن المعتمد سنة 259 انتهى وهو جزءان: الأول في التاريخ العام قبل الاسلام وفيه ستة أبواب 1 التاريخ القديم حسب الكتب الموسوية 2 تاريخ أهل الهند 3 تاريخ اليونان والرومان مع ذكر كتب بقراط وجالينوس وأرسطاطاليس ونيقوماخس وبطليموس مع بعض المعلومات عن المؤلفات الشهيرة 4 تاريخ الساسانيين من ملوك الفرس 5 تاريخ الصينيين والمصريين وقبائل النوبة والبجة 6 تاريخ قدماء العرب وأديانهم ولعب الميسر الجزء الثاني في تاريخ الاسلام إلى خلافة المعتمد العباسي الذي تولى الخلافة من 256 إلى 279 طبع في ليدن 2 كتاب البلدان في الجغرافية طبع أيضا في ليدن 1861 م قال في أوله: اني عنيت في عنفوان شبابي وعند احتيال سني وحدة ذهني بعلم اخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد لأني سافرت حديث السن واتصلت أسفاري ودام تغربي فكنت متى لقيت رجلا من تلك البلدان سألته عن وطنه ومصره فإذا ذكر محل داره وموضع قراره سألته عن بلده في لدته ما هي وزرعه ما هو وساكنيه من هم من عرب أو عجم وشرب أهله حتى اسال عن لباسهم ودياناتهم ومقالاتهم والغالبين عليه ومسافة ذلك البلد وما يقرب منه من البلدان ثم أثبت كل ما يخبرني به من أثق بصدقه واستظهر بمسالة قوم بعد قوم حتى سالت خلقا كثيرا وعالما من الناس في الموسم وغير الموسم ن أهل المشرق والمغرب وكتبت اخبارهم ورويت أحاديثهم وذكرت من فتح بلدا بلدا وجند مصرا مصرا من الخلفاء والامراء ومبلغ خراجه وما يرتفع من أمواله فلم أزل اكتب هذه الأخبار وأؤلف هذا الكتاب دهرا طويلا وأضيف كل خبر إلى بلده وكل ما اسمع به من ثقات أهل الأمصار إلى ما تقدمت عندي معرفته وعلمت انه لا يحيط المخلوق بالغاية، ولا يبلغ البشر النهاية، وليست شريعة لا بد من تمامها، ولا دين لا يكمل الا بالإحاطة به. وقد يقول أهل العلم في علم أهل الدين الذي هو الفقه مختصر كتاب فلان الفقيه ويقول أهل الآداب في كتب الآداب مثل اللغة والنحو والمغازي والاخبار والسير مختصر كتاب كذا فجعلنا هذا الكتاب مختصرا لأخبار البلدان فان وقف أحد من اخبار بلد مما ذكرنا على ما لم نضمنه كتابنا هذا فلم نقصد ان يحيط بكل شئ، وقد قال الحكيم ليس طلبي للعلم طمعا في بلوع قاصيته واستيلاء على نهايته.
ولكن معرفة ما لا يسع جهله ولا يحسن بالعاقل خلافه وقد ذكرت أسماء الأمصار والأجناد والكور وما في كل مصر من المدن والأقاليم والطساسيج ومن يسكنه ويغلب عليه ويترأس فيه من قبائل العرب وأجناس العجم ومسافة ما بين البلد والبلد والمصر والمصر ومن فتحه من قادة جيوش الاسلام وتاريخ ذلك في سنته وأوقاته ومبلغ خراجه وسهله وجبله وبره وبحره وهوائه في شدة حره وبرده ومياهه وشربه انتهى.
3 كتاب المسالك والممالك يدل على وجوده ما ألحق باخر النسخة المطبوعة من كتاب البلدان لما صورته: حكى أحمد بن أبي يعقوب صاحب كتاب المسالك والممالك انه كان بالبصرة سبعة آلاف مسجد انتهى 4 كتاب في أخبار الأمم السالفة صغير 5 كتاب مشاكلة الناس لزمانهم.
ذكر الجميع ياقوت عدا الثالث.
ثم ذكر فيما ألحق بالنسخة المطبوعة من كتاب البلدان أمورا تاريخية أخرى لا باس بنقل شئ منها قال: ذكر أحمد بن واضح الأصبهاني انه أطال المقام ببلاد أرمينية.
قال محمد بن أحمد بن الخليل بن سعيد التميمي المقدسي في كتابه المترجم بجيب العروس وريحان النفوس: المسك أصناف كثيرة أفضلها وارفعها التبتي إلى أن قال وقال أحمد بن يعقوب أفضل المسك التبتي الخ ثم قال قال محمد بن أحمد التميمي: حدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي يعقوب أنه قال: العنبر أنواع كثيرة وأجود أنواعه العنبر الشحري وهو ما قذفه بحر الهند إلى ساحل الشحر من ارض اليمن. وقال أحمد بن أبي يعقوب من ولد جعفر بن وهب: فرق الواثق في أيامه من الأموال في الصدقة والصلة ووجوه البر ببغداد وبسر من رأى وبالكوفة وبالبصرة والمدينة ومكة خمسة آلاف دينار وقدم الوليد بن أحمد بن أبي دؤاد من قبله إلى بغداد بعد الحريق الذي وقع بالأسواق ببغداد ومعه خمسمائة ألف دينار ففرقها على التجار الذين ذهبت أموالهم في الحريق فحسنت أحوالهم وبنوا أسواقهم بالجص والآجر وجعلوا أبواب حوانيتهم أبواب حديد.
قال احمد الكاتب: أنفق أحمد بن طولون على الجامع الظاهر أنه بمصر مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وقال له الصناع على أي مثال نعمل المنارة وما كان يعبث قط في مجلسه فاخذ درجا من الكاغد وجعل يعبث به فخرج بعضه وبقي بعضه في يده فعجب الحاضرون، فقال: اصنعوا المنارة على هذا المثال فصنعوها ولما تم بناء الجامع رأى في منامه كان الله تجلى للمقصورة التي حول الجامع ولم يتجل للجامع فسال المعبرين فقالوا يخرب ما حوله ويبقى قائما وحده كقول الله تعالى: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وقوله ص: إذا تجلى الله لشئ خضع له فكان كما قالوا.
وحدث أحمد بن أبي يعقوب الكاتب قال: لما كانت ليلة عيد الفطر من سنة 292 تذكرت ما كان فيه آل طولون في مثل هذه الليلة من الزي الحسن بالسلاح وملونات البنود والاعلام وشهير الثياب وكثرة الكراع وأصوات الأبواق والطبول فاعترتني عبرة لذلك وفكرة ونمت في ليلتي فسمعت هاتفا يقول:
ذهب الملك والتملك * والزينة لما مضى بنو طولون