وهكذا الكلام في الآيات الكريمة والروايات الشريفة التي توهم خلاف ما أثبتنا، فإنها محمولة على نفي العلم الذاتي عن المخلوق، فإن العلم الذاتي هو الله تعالى، هو علم كله، قدرة كله، وعلم المخلوق موهوب من الله وموروث من الرسول. وفي بعضها محمول على نفي علم الساعة أو التقية. ويشهد على ذلك مضافا إلى ما تقدم قوله تعالى: * (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) * فإن المثبت لله تعالى هو العلم الذاتي وهو المنفي عن المخلوق لا العلم الموهوب من عند الله تعالى، كما شرحناه مفصلا في كتابنا " اثبات ولايت ".
تأويل الغيب في قوله تعالى: * (يؤمنون بالغيب) * بالحجة الغائب صلوات الله عليه كما قاله الصادق (عليه السلام) واستشهد بقوله تعالى: * (ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين) * (1). ومثله مع زيادة قوله: فأخبر أن الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة - الخ (2).
وفي رواية أخرى تأويل قوله: * (يؤمنون بالغيب) * الإقرار بقيام القائم (عليه السلام) (3).
كلمات القمي في هذه الآية (4).
في كيفية الإخبار عن الغيب (5).
كلمات العلامة الخوئي حول الأمور الخمسة المذكورة في الآية الشريفة في شرحه على نهج البلاغة (6) في ظهور الخطبة في أن العلم بالأمور الخمسة المعدودة في الآية علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله، وأن ما أخبر به من خبر الأتراك ونحوه من الأمور الآتية ليس من علم الغيب، وإنما علم الغيب هو العلم بالأمور