عيون أخبار الرضا: عن أبي الصلت الهروي قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) فدخل عليه قوم من أهل قم، فسلموا عليه، فرد عليهم وقربهم. ثم قال لهم: مرحبا بكم وأهلا، فأنتم شيعتنا حقا، فسيأتي عليكم يوما تزورون فيه تربتي بطوس. ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
وتقدم في " أوى ": أن أهل قم وأهل آبة مغفور لهم، لزيارتهم الرضا (عليه السلام)، كما في البحار (1).
أقول: قال السيد عبد الكريم بن طاووس في الفرحة: وإنما لم يزر الرضا (عليه السلام) أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه لما طلبه المأمون من خراسان توجه من المدينة إلى البصرة ولم يصل الكوفة، ومنها توجه على طريق الكوفة إلى بغداد، ثم إلى قم.
ودخلها وتلقاه أهلها وتخاصموا فيمن يكون ضيفه منهم.
فذكر (عليه السلام) أن الناقة مأمورة. فما زالت حتى بركت على باب وصاحب ذلك الباب رأى في منامه أن الرضا (عليه السلام) يكون ضيفه في غد، فما مضى إلا يسيرا حتى صار ذلك الموضع مقاما شامخا وهو في اليوم مدرسة مطروقة. إنتهى.
قول المأمون لريان بن الصلت في حديث: ما أجد أحدا يعينني على هذا الأمر، أي اتخاذ علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولي عهده. ثم قال: لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري.
ومن ذلك يعلم شدة تصلبهم في ولاية الأئمة (عليهم السلام) (2).
ما اتفق لدعبل الخزاعي في قم. ينبغي أن نذكر قصته بتمامها هاهنا وإن كانت طويلة، لكثرة فائدتها.
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي على علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بمرو فقال له: يا بن رسول الله، إني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك، فقال: هاتها فأنشده: