أو بشرب السم، أو بترك الأكل والشرب، أو ترك مداواة جراحة أو مرض علم نفعها، أما لو أحرق العدو السفينة فألقى من فيها نفسه في البحر، فمات، فالظاهر أنه أيضا داخل في هذا الحكم خلافا لبعض العامة، فإنه أخرجه منه لأنه من موت إلى موت وهو ضعيف. وربما يحمل على من استحل قتل نفسه. والظاهر أن المراد بالمؤمن الكامل (1).
أقول: روى الصدوق في الفقيه بطريق صحيح عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من قتل نفسه متعمدا، فهو في نار جهنم خالدا فيها.
ورواه في موضع آخر مرسلا مع زيادة: قال الله عز وجل: * (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا) * - الآية.
ويؤيد ذلك ما في البحار (2).
تأويل قوله تعالى: * (ولا تقتلوا أنفسكم) * أي أهل بيت نبيكم، كما قاله الصادق (عليه السلام) (3) ونحوه كلام ابن عباس (4). ورواه العامة عن ابن عباس، كما في شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني (5).
نزول الآية فيمن يحمل على المشركين وحده، فيقتل، كما في روايات (6).
باب فيه عقاب من قاتلهم أو ظلمهم أو خذلهم ولم ينصرهم (7).
باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم - الخ (8).