من الدنيا بما يجزيه، لم يكن شئ منها يكفيه (1).
رجال الكشي: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار، فقال لهما: انطلقا إلى أبي ذر فقولا له: إن عثمان يقرئك السلام ويقول: لك هذه مائتا دينار فاستعن بها على ما نابك.
فقال أبو ذر: هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا: لا. قال:
إنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين. قالا له: إنه يقول: هذا من صلب مالي وبالله الذي لا إله إلا هو ما خالطها حرام ولا بعث (بعثت) بها إليك إلا من حلال.
فقال: لا حاجة لي فيها، وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس. فقالا له: عافاك الله وأصلحك، ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به، فقال:
بلى، تحت هذا الأكاف الذي ترون رغيفا شعير قد أتى عليهما أيام، فما أصنع بهذه الدنانير؟! لا والله حتى يعلم الله أني لا أقدر على قليل ولا كثير.
وقد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين الذين يهدون بالحق وبه يعدلون. وكذلك سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا ". فرداها عليه واعلماه أني لا حاجة لي فيها ولا فيما عنده، حتى ألقى الله ربي، فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه (2).
أقول: تقدم في " خلل ": قناعة خليل بن أحمد. وفي " قصد ": ما يناسب ذلك.
الباقري (عليه السلام): من يئس مما فات أراح بدنه، ومن قنع بما أوتي قرت عينه (3).
فقه الرضا (عليه السلام): روي أنه قال جبرئيل في تفسير القناعة: تقنع بما تصيب من الدنيا، تقنع بالقليل وتشكر اليسير. أروي: من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع.