الحدود في سنتين، وعظم قدر الفراء في الدولة حتى تسابق تلميذاه ابنا المأمون إلى تقديم نعله إليه لما نهض للخروج، ثم اصطلحا على أن يقدم كل منهما فرده، وبلغ المأمون ذلك فاستدعاه وقال له بذلك، فقال: لقد أردت منعهما ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها أو أكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها، ففرح المأمون وقال: لو منعتهما عن ذلك لما وجعتك لوما. توفي سنة 207 في طريق مكة.
وليعلم أنه غير معاذ بن مسلم الفراء النحوي الكوفي من أصحاب الصادقين الثقة المذكور في رجالنا (1) الذي كان يقعد في الجامع ويفتي الناس.
رجال الكشي: عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ قلت: نعم، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إني أقعد في المسجد فيجئ الرجل فيسألني عن الشئ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بمودتكم وحبكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو، فأقول: جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا، فأدخل قولكم فيما بين ذلك. فقال لي: إصنع كذا، فإني كذا أصنع.
فرز: فيروز آباد، قرية من قرى شيراز بناها فيروز ملك الفرس وينسب إليها صاحب القاموس وجده. جملة مما يتعلق به في الروضات (2).
إسلام فيروز الديلمي الخرائج: روي أن كسرى كتب إلى فيروز الديلمي وهو من بقية أصحاب سيف بن ذي يزن: أن أحمل إلي هذا العبد الذي يبدأ باسمه قبل اسمي، فاجترأ علي ودعاني إلى غير ديني. فأتاه فيروز وقال له (صلى الله عليه وآله): إن ربي أمرني أن آتيك به. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن ربي خبرني أن ربك قتل البارحة.
فجاء الخبر أن ابنه شيرويه وثب عليه فقتله في تلك الليلة، فأسلم فيروز ومن معه.