إليه الحرسي فدفعه وقال: تنح عن هذا، فإن الله سيكفيك ويكفي غيرك، ثم دخل بهم الزقاق ورجع أبو عبد الله إلى منزله فلم يبلغ بهم البقيع حتى ابتلى الحرسي بلاء شديدا رمحت ناقته فدقت وركه فمات (1).
قتل حميد بن قحطبة الطائي ستين نفسا من العلويين بأمر الرشيد (2).
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): روي أنه لما بنى المنصور الأبنية ببغداد جعل يطلب العلوية طلبا شديدا يجعل من ظفر به منهم في الأسطوانات المجوفة المبنية من الجص والآجر. فظفر ذات يوم بغلام حسن الوجه، عليه شعر أسود من ولد الحسن ابن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فسلمه إلى البناء الذي كان يبني، وأمره أن يجعله في جوف أسطوانة ويبني عليه ووكل به من ثقاته من يراعي ذلك حتى يجعله في جوف أسطوانة بمشهده.
فجعله البناء في جوف أسطوانة، فدخلته رقة عليه ورحمة له، فترك في الأسطوانة فرجة يدخل منها الروح، وقال للغلام: لا بأس عليك، فاصبر فإني سأخرجك من جوف هذه الأسطوانة إذا جن الليل. ولما جن الليل جاء البناء في ظلمته وأخرج ذلك العلوي من جوف تلك الأسطوانة وقال له: إتق الله في دمي ودم الفعلة الذين معي وغيب شخصك، فإني إنما أخرجتك في ظلمة هذه الليلة من جوف هذه الأسطوانة لأني خفت ان تركتك في جوفها أن يكون جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة خصمي بين يدي الله عز وجل. ثم أخذ شعره بآلات الجصاصين كما أمكن، وقال له: غيب شخصك وانج نفسك، ولا ترجع إلى أمك.
قال الغلام: فإن كان هذا هكذا فعرف أمي أني قد نجوت وهربت لتطيب نفسها ويقل جزعها وبكاؤها، إن لم يكن لعودي إليها وجه، فهرب الغلام ولا يدرى أين قصد من أرض الله ولا إلى أي بلد وقع.
قال ذلك البناء: وقد كان الغلام عرفني مكان أمه وأعطاني العلامة شعره