جميع خلقه، وجعلهم أسوة فيه عدلا منه عليهم عزيزا، وقدرة منه عليهم، لا مدفع لأحد منهم، ولا محيص له عنه، حتى يجمع الله تبارك وتعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه ويرث به أرضه ومن عليها وإليه يرجعون.
بلغنا أطال الله بقاك ما كان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى صلوات الله عليه ورحمته ومغفرته ورضوانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، إعظاما لمصيبته، وإجلالا لرزئه، وفقده، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون، صبرا لأمر الله عز وجل، وتسليما لقضائه، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون، لشدة مصيبتك علينا خاصة، وبلوغها من حر قلوبنا، ونشوز أنفسنا، نسأل الله أن يصلي على أمير المؤمنين وأن يرحمه ويلحقه بنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويصالح سلفه، وأن يجعل ما نقله إليه خيرا مما أخرجه منه، ونسأل الله أن يعظم أجرك، أمتع الله بك وأن يحسن عقباك، وأن يعوضك من المصيبة بأمير المؤمنين صلوات الله عليه أفضل ما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه.
قال العلامة المجلسي: انظر إلى شدة التقية في زمانه، حتى أحوجته إلى أن يكتب مثل هذا الكتاب لموت كافر، لا يؤمن بيوم الحساب، فهذا يفتح لك من التقية كل باب (1).
عسب: يعسوب: أمير النحل وسيدها ومقدمها.
نهج البلاغة: قال (عليه السلام): أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجار. بيان السيد في ذلك (2).
أقول: ونحوه النبوي المروي في المجمع: يا علي أنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار، ونحوه كثير منها في البحار (3).