من قريش، فإذا هو بقوم بيض ثيابهم، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم. ثم مر بمجلس للأوس والخزرج، فإذا أقوام بليت منهم الأبدان، ودقت منهم الرقاب، واصفرت منهم الألوان، وقد تواضعوا بالكلام، فتعجب علي (عليه السلام) من ذلك، ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: بأبي أنت وأمي، إني مررت بمجلس لآل فلان، ثم وصفهم، ومررت بمجلس للأوس والخزرج، فوصفهم ثم قال: وجميع مؤمنون، فأخبرني يا رسول الله بصفة المؤمن.
فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم رفع رأسه فقال عشرون خصلة في المؤمن، فإن لم يكن فيه، لم يكمل إيمانه، إن من أخلاق المؤمن يا علي الحاضرون للصلاة والمسارعون إلى الزكاة، والمطعمون المساكين، الماسحون رأس اليتيم، المطهرون أطمارهم (أي ثيابهم) المتزرون على أوساطهم، الذين إن حدثوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا تكلموا صدقوا، رهبان بالليل أسد بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جارا ولا يتأذى بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هون، وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز، جعلنا الله وإياكم من المتقين (1).
دعاء العشرات وفضله (2).
وفي حديث مناجاة موسى، كما في المجمع لغة " عشر " قال: يا رب لم فضلت أمة محمد (صلى الله عليه وآله) على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال. قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها.
قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة والقرآن، والعلم، والعاشوراء.
قال موسى: يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمد (صلى الله عليه وآله)، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من