في حرمة الأعراض والدماء:
وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منى في حجة الوداع قال: أي يوم أعظم حرمة؟
قال الناس: هذا اليوم. قال: فأي شهر؟ قال الناس: هذا. قال: وأي بلد أعظم حرمة؟
قال الناس: بلدنا هذا. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم (1).
بيان: الأعراض جمع العرض بالكسر والسكون يعني الوجاهة والاعتبار عند الناس.
وفي خطبة الوسيلة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال - الخ (2). وذكر في المستدرك (3) روايات في ذلك.
الكافي: عن أبي حمزه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة - الخبر (4).
بيان: " من كف نفسه " أي عن هتك عرضهم بالغيبة، والبهتان، والشتم، وكشف عيوبهم، وأمثال ذلك.
والنبوي (صلى الله عليه وآله) في حديث بيان المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم قال: ومن وقع في عرض أخيه المؤمن، وحمل الناس على ذلك فقد تعلق بغصن منه - الخ (5).
وروي أن الحسن المجتبى (عليه السلام) أعطى شاعرا، فقال له رجل من جلسائه:
سبحان الله شاعرا يعصي الرحمن ويقول البهتان. فقال: يا عبد الله إن خير ما بذلت من مالك، ما وقيت به عرضك، وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشر (6).