أمر المأمون بأن يرجع الرضا (عليه السلام) من العيد (1).
قال صاحب الدر النظيم: روى جماعة من أصحاب الرضا (عليه السلام) أنه قال: لما أردت الخروج من المدينة إلى خراسان جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسمع بكاءهم، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار، ثم قلت لهم: إني لا أرجع إلى عيالي أبدا، ثم أخذت أبا جعفر فأدخلته المسجد، ووضعت يده على حافة القبر وألصقته به واستحفظته رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فالتفت إلي أبو جعفر فقال لي: بأبي أنت والله تذهب إلى الله، وأمرت جميع وكلائي وحشمي له بالسمع والطاعة وترك مخالفته، وعرفتهم أنه القيم مقامي وشخص (عليه السلام) على طريق البصرة إلى خراسان.
واستقبله المأمون وأعظمه وأكرمه، وقال له: ما عزم عليه في أمره؟ فقال له: إن هذا أمر ليس بكائن إلا بعد خروج السفياني، فألح عليه، فامتنع، ثم أقسم عليه فأبر قسمه وعقد له الأمر وجلس مع المأمون للبيعة.
ثم سأله المأمون أن يخرج فيصلي بالناس، فقال له: هذا ليس بكائن. فأقسم عليه وأمر القواد بالركوب معه، فاجتمع الناس على بابه فخرج وعليه قميصان ورداء وعمامة كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما خرج من باب داره ضج الناس بالبكاء وكاد أهل البلدان يفتتنوا واتصل الخبر بالمأمون، فبعث إليه كنت أعلم مني بما قلت، إرجع، فرجع ولم يصل بالناس. إنتهى.
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم قال: كان الرضا (عليه السلام) إذا رجع يوم الجمعة من الجامع، وقد أصابه العرق والغبار رفع يديه وقال: اللهم إن كان فرجي فيما أنا فيه بالموت، فعجل لي الساعة، ولم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض (2).
إساءة أدب حاجب المأمون إليه، وأمره أسدين مصورين على مسند المأمون أن يفترساه، فافترساه وغشي على المأمون (3). وتقدم في " أسد ".