وأعوانهم؟ من لاق لهم دواة، أو ربط لهم كيسا، أو مد لهم مدة قلم، فاحشروهم معهم (1).
وقال مولانا زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) في كتابه للزهري بعد أن حذره عن إعانة الظلمة على ظلمهم: أوليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلما إلى ضلالتهم، داعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم؟ فلم يبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك، وما أيسر ما عمروا لك في كنف (جنب ظ) ما خربوا عليك، فانظر لنفسك، فإنه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسؤول - الخ (2).
وفي النبوي (صلى الله عليه وآله): وعلى الباب الرابع من أبواب النار مكتوب ثلاث كلمات:
أذل الله من أهان الإسلام، أذل الله من أهان أهل البيت، أذل الله من أعان الظالمين على ظلمهم للمخلوقين (3).
رجال الكشي: عن صفوان الجمال قال: دخلت على أبي الحسن الأول صلوات الله عليه فقال لي: يا صفوان! كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا. قلت: جعلت فداك! أي شئ؟ قال: إكراك جمالك من هذا الرجل - يعني هارون -. قلت: والله! ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو، ولكن أكريته لهذا الطريق - يعني طريق مكة -، ولا أتولاه بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني. فقال لي: يا صفوان! أيقع كراك عليهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، فقال لي: أتحب بقاهم حتى يخرج كراك؟ قلت: نعم. قال: فمن أحب بقاهم فهو منهم، ومن كان منهم فهو