كفاني صروف الدهر يحيى بن خالد * فأصبحت لا ارتاح للحدثان كفاني كفاه الله كل ملمة * طلاب فلان مرة وفلان فأصبحت في رغد من العيش واسع * اقلب فيه ناظري ولساني وفي الأوراق والأغاني: اعتل يحيى بن خالد ثم صلح فدخل اليه الناس يهنئونه بالعافية ودخل أشجع فأنشده:
لقد قرعت شكاة أبي علي * قلوب معاشر كانت صحاحا فان يدفع لنا الرحمن عنه * صروف الدهر والأجل المتاحا فقد أمسى صلاح أبي علي * لأهل الدين كلهم صلاحا إذا ما الموت أخطاه فلسنا * نبالي الموت حيث غدا وراحا وما أذن لأحد في النشيد ذلك اليوم سواه.
وفي الأوراق: جعل جعفر بن يحيى لأشجع ناحية فكان بها فرفع عليه قوم فقبل قولهم فيه فكتب اليه:
أمفسدة سعاد علي ديني * ولأئمتي على طول الحنين وما تدري سعاد إذا تخلت * من الأشجان كيف أخو الشجون تنام ولا أنام لطول حزني * وأين أخو السرور من الحزين لقد راعتك عند قطين سعدى * رواحل عاديات بالقطين كان دموع عيني يوم بانوا * جداول من ذرى وشل معين لقد هزت سنان القول منى * رجال وقيعة لم يعرفوني هم جازوا حجابك يا ابن يحيى * فقالوا بالذي يهوون دوني أطافوا بي لديك وغبت عنهم * ولو أدنيتني لتحنبوني وقد شهدت عيونهم فقالت * علي وغيبت عنهم عيوني ولما أن كتبت بما أرادوا * تدرع كل ذي غمر دفين كففت عن المقاتل باديات * وقد هيات صخرة منجنون ولو أرسلتها دمغت رجالا * وصالت في الأحشة والشئون وكنت إذا هززت حسام قول * قطعت بحجة علق الوتين لعل الدهر يطلق من لساني * لهم يوما ويبسط من يميني فاقضي دينهم بوفاء قول * وأثقلهم لصدقي بالديون وقد علموا جميعا أن قولي * قريب حين أدعوه يجيني وكنت إذا هجوت رئيس قوم * وسمت على الذؤابة والجبين بخط مثل حرق النار باق * يلوح على الحواجب والعيون أمائلة بودك يا ابن يحيى * رجالات ذوو ضغن كمين يشيمون السيوف إذا رأوني * إذا وليت سلت من جفون ولو كشفت سرائرنا جميعا * علمت من البري من الظنين علا م وأنت تعرف نصح حبي * وأخذي منك بالسبب المتين وعسفي كل مهمهة خلاء * إليك بكل يعملة أمون وإحيائي الدجى لك بالقوافي * أقيم صدورهن على المتون وإيصالي إلى أقصى صلاتي * بمكة بين زمزم والحجون تقرب منك أعدائي وأناى * وتجلس مجلسي من لا يليني ولو عاينت نفسك في مكاني * إذا لنزلت عندك باليمن ولكن الشكوك ناين عني * بودك والمصير إلى اليقين وإن أنصفتني أحرقت منهم * بنضج الكي اثباج البطون أخباره مع محمد بن منصور أحد قواد الرشيد أقبل أشجع إلى باب محمد بن منصور بن زياد وكان أمر عسكر الرشيد يدور عليه فرأى ازدحام الناس عليه فقال:
خليلي كف عن عذلي * فما شغلك من شغلي أفق عنك فما مثلك * في أمر الحا مثلي أبعد الخمس والخمسين * تلحاني على الجهل؟
وهبني قد تعشقت * أما يعشق ذو العقل؟
وما علقت إلا مثل * من علق من قبلي غزالا وقضيبا مال * في دعص من الرمل على باب ابن منصور * علامات من البذل جماعات وحسب الباب * نبلا كثزه الأهل وما يجتمع الناس * لغير البذل والفضل وما يغنون الا حيثما * يرسي ذوو البذل وما يخفى على الناس * مكان الخصب والمحل وفي رواية أنه لما بلغه بيتاه وهما على باب ابن منصور البيت والذي بعده قال هما والله أحب مدائحه إلي.
وشرب محمد بن منصور دواء فكتب اليه أشجع:
أصح الله جسمك ذو العلاء * وأعقبك السلامة في الدواء وأبدلك الاله به صلاحا * وعافية تمحق كل داء وألبسك المليك رداء عمر * على الأيام ممدود البقاء شفاك الله طاوي كل سقم * فان العيش في بشر الشفاء فقد أنزلت من قطحان بيتا * رفيع السمك متسع الفناء فقال محمد بن منصور ما جاءتنا اليوم هدية أحسن من هدية أشجع وأجازه.
أشجع وأخواه وكان لأشجع أخوان أحمد والحارث وكان أحمد شاعرا ولم يكن الحارث كذلك. وفي الأغاني قيل لأحمد ما لك لا تمدح الملوك كما يمدحهم أخوك فقال إن أخي بلاء علي وإن كان فخرا لأني لا أمدح أحدا ممن يرضيه دون شعري الا قال أين هذا من قول أشجع. وكان أحمد بن عمر مدح أحمد بن جميل بشعر ودفعه إلى أخيه أشجع وسأله إيصاله اليه فتوانى عن ذلك فقال أحمد يهجوه:
وسائلة لي ما أشجع * فقلت يضر ولا ينفع قريب من الشر واع له * أصم عن الخير ما يسمع بطئ عن الأمر أحظى به * إلى كل ما ساءني مسرع شرود الوداد على قربه * يفرق منه الذي أجمع أسب باني شقيق له * فانفي به أبدا أجدع وفي بعض أخبار الأغاني أن أخويه اسمهما أحمد ويزيد قال: مر أشجع وأخواه أحمد ويزيد بقبر الوليد بن عقبة وإلى جانبه قبر أبي زبيد الطائي وكان نصرانيا والقبران كل متوجه إلى قبلة ملته وكان أبو زبيد أوصى لما احتضر أن يدفن إلى جنب الوليد بالبليخ فأنشأ أشجع يقول:
مررت على عظام أبي زبيد * وقد لاحت ببلقعة صلود