وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيزري حامل لواء الابطال وشاعر الشام انتهى وعنه في تاريخ الاسلام أنه قال: أحد ابطال الاسلام ورئيس الشعراء الأعلام. ومر قول ياقوت أنه أشهر أمراء بني منقذ وأشعرهم. وعن عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصفهاني في كتاب خريدة القصر وفريدة العصر أنه قال: أسامة كاسمه في قوة نثره ونظمه يلوح من كلامه امارة الامارة ويؤسس بيت قريضة عمارة العبارة حلو المجالسة حالي المساجلة عالي النجم في سماء النباهة مطبوع التصانيف وعنه أيضا هذا مؤيد الدولة من الأمراء الفضلاء والكرماء الكبراء والسادة القادة العظماء وهو من المعدودين من شجعان الشام وفرسان الاسلام.
وفي النجوم الزاهرة: كانت له اليد الطولى في الأدب والكتابة والشعر وكان فارسا شجاعا عاقلا مدبرا كان يحفظ عشرين ألف بيت من شعر العرب الجاهلية وطاف البلاد ثم استوطن حماه فتوفي فيها.
وفي شذارت الذهب: أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر الكناني الشيزري كان من أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر وعلمائهم وشجعانهم له تصانيف عديدة في فنون الأدب والأخبار والنظم وفيه تشيع.
وفي الطليعة: كان جم الفضل حسن التضيف من بيت تشيع أمراء وكان أميرا في مصر إلى آخر أيام الملك الصالح فنزل دمشق وبقي بها مكرما وكان أديبا شاعرا له ديوان.
أحواله في ترجمته الملحقة بكتابه لباب الآداب أنه نشا في أسرة عربية أكثر رجالها محاربون من الطبقة الأولى وبعد ولادته بنحو سنتين بدأت الحروب الصليبية في بلاد الشام ورباه أبوه على الشجاعة والقوة ومرنه على الفروسية والقتال وكان يخرجه معه إلى الصيد ويدفع به بين لهوات الأسود ويقول هو عن نفسه بعد أن جاوز التسعين يحكي بعض ما لقي من الأهوال كما في كتابه الاعتبار: فهذه نكبات تزعزع الجبال وتفني الأموال والله سبحانه يعوض برحمته ويختم بلطفه ومغفرته وتلك وقعات كبار شاهدتها مضافة إلى نكبات نكبتها سلمت فيها النفس لتوقيت الآجال وأجحفت بهلاك المال. ويقول أيضا: فلا يظنن ظان أن الموت يقدمه ركوب الخطر ولا يؤخره شدة الحذر ففي بقائي أوضح معتبر فكم لقيت من الأهوال وتقحمت المخاوف والاخطار ولاقيت الفرسان وقتلت الأسود وضربت بالسيوف وطعنت بالرماح وجرحت بالسهام وأنا من الأجل في حصن حصين إلى أن بلغت تمام التسعين فانا كما قلت:
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي * وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي إذا كتبت فخطي جد مضطرب * كخط مرتعش الكفين مرتعد فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما * من بعد حطم القنا في لبة الأسد وان مشيت وفي كفي العصا ثقلت * رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد فقل لمن يتمنى طول مدته * هذي عواقب طول العمر والمدد وعن العماد الكاتب في الخريدة أنه قال: سكن دمشق ثم نبت به كما تنبو الديار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمرا مشارا اليه بالتعظيم إلى أيام الصالح بن رزيك ثم عاد إلى الشام وسكن دمشق حتى أخذت شيزر من أهله ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك صلاح الدين يوسف بن أيوب دمشق سنة 570 فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين.
وقال غير العماد ان قدومه مصر كان في أيام الظافر والوزير يومئذ العادل بن السلار فأحسن اليه وعمل عليه حتى قتل العادل ثم قال إنه لا خلاف انه حضر هناك وقت قتله انتهى.
تشيعه مر عد صاحب الطليعة له في شعراء الشيعة وقوله انه من بيت تشيع وقول صاحب الشذرات: وفيه تشيع. وكان في عصره التشيع فاشيا في سائر بلاد الاسلام ويدل على تشيعه أيضا الشعر الذي حكي عنه في المناقب وغيرها منه هذه الأبيات نسبها اليه ابن شهرآشوب في المناقب على تردد فقال: ابن المقلد الشيزري أو شرف الدولة وهو وان لم يصرح باسمه الا أن الظاهر أن المراد بابن المقلد هو نفسه لاشتهاره بذلك نسبة إلى جده كما ستعرف وهي هذه:
سلام على أهل الكساء هداتي * ومن طاب محياتي بهم ومماتي بني البيت والركن المخلق من بني * التنسك التقديس والصلوات بني الرشد والتوحيد والصدق والهدى * بني البر والمعروف والصدقات بهم محص الرحمن عظم جرائمي * وضاعف لي في حبهم حسناتي ولولاهم لم يزك لي عملي ولا * تقبل صومي خالقي وصلاتي محبتهم لي حجة وولاهم * ألاقي بها الرحمن عند وفاتي ومنها ما نسبه اليه في الطليعة * والبيتان الأخيران أوردهما صاحب المناقب لأسامة وهو المراد:
يا حجج الله * التي لا تستطاع تجحد أنتم لنا لبانة * في قصدنا ومقصد وعنكم لا صدر * ودونكم لا مورد أمكم فاطمة * وجدكم محمد وحيدر أبوكم * طبتم وطاب الولد مؤلفاته 1 لباب الآداب مطبوع بمصر ألفه وهو ابن 91 سنة وهو كتاب نفيس في بابه مرتب على أبواب وفصول. الوصايا. السياسة. الكرم.
الشجاعة. كتمان السر. أداء الأمانة. التواضع. حسن الجوار. الصمت وحفظ اللسان. القناعة. الحياء. الصبر. النهي عن الرياء. الاصلاح بين الناس. التعفف. التحذير من الظلم. الاحسان وفعل الخير. الصبر على الأذى ومداراة الناس. حفظ التجارب. حكم للنبي ص وللصحابة وغيرهم. محاسن الشعر. أنواع الشعر. من كلام الحكماء وغير ذلك.
يبتدئ بذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكلمات الحكماء والاشعار والحكايات وغير ذلك 2 الاعتبار في سيرته وأحواله ألفه وهو ابن 90 سنة طبع مرتين في ليدن والولايات المتحدة 3 البديع في نقد الشعر 4 التأسي و التسلي أشار اليه في لباب الآداب 5 الشيب والشباب أشار اليه في اللباب ألفه لأبيه 6 النوم والأحلام أشار اليه في الاعتبار 7 أزهار الأنهار ذكره صاحب كشف الظنون 8 التاريخ البدري ذكر فيه أسماء من شهد بدرا من الفريقين ذكره الذهبي 9 التجائر المربحة والمساعي المنجحة ذكره صاحب