رسول الله ص وكانت تحضنه حتى كبر فاعتقها حين تزوج خديجة وتزوجها عبيدة بن زيد بن الحارث الحبشي فولدت له أم أيمن وكنيت به ثم تزوجها زيد فولدت له أسامة فأسامة وأيمن اخوان لام.
كنيته في أسد الغابة يكنى أبا محمد وقيل أبو زيد وقيل أبو يزيد وقيل أبو خارجة.
لقبه في الاستيعاب: كان يقال له الحب بن الحب، وفي أسد الغابة كان يسمى حب رسول الله ص روى ابن عمر ان النبي ص قال إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وانا أرجو ان يكون من صالحيهم فاستوصوا به خيرا انتهى وفي الدرجات الرفيعة: ان رسول الله ص مر بأسامة بين الصبيان في قفوله من بدر فنزل اليه وقبله واحتمله وقال مرحبا بحبي وابن حبي انتهى.
ولاؤه في أسد الغابة: هو مولى رسول الله ص من أبويه، وقال في ترجمة أبيه زيد ان أم زيد من بني معن من طئ خرجت به في الجاهلية تزور قومها بني معن فأغارت عليهم خيل لبني القين فاخذوا زيدا فقدموا به سوق عكاظ فاشتراه حسيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد فوهبته خديجة للنبي ص وقيل بل اشتراه رسول الله ص بمكة من مال خديجة فوهبته له فاعتقه وتبناه وكان أبوه قد وجد لفقده وجدا شديدا فقال فيه:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل * أحي يرجى أم اتى دونه الاجل فوالله ما أدري وان كنت سائلا * أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة * فحسبي من الدنيا رجوعك لي علل تذكرينه الشمس عند طلوعها * ويعرض ذكراه إذا قارب الطفل وان هبت الأرواح هيجن ذكره * فيا طول ما حزني عليه ويا وجل سأعمل نص العيش في الأرض جاهدا * ولا أسام التطواف أو تسام الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي * وكل امرئ فان وان غره الأمل سأوصي به قيسا وعمرا كلاهما * وأوصي يزيدا ثم من بعده جبل يعني جبلة بن حارثة أخا زيد ويزيد بن كعب بن شراحيل أخو زيد لامه ثم إن أناسا حوجا فرأوا زيدا فعرفهم فقال لهم أبلغوا أهلي هذه الأبيات فاني اعلم أنهم جزعوا علي فقال:
الكني إلى قومي وان كنت نائيا * باني قطين البيت عند المشاعر فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم * ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر فاني بحمد الله في خير أسرة * كرام معد كابرا بعد كابر فانطلقوا واعلموا أباه ووصفوا له موضعه وعند من هو فخرج أبوه حارثة وعمه كعب ابنا شراحيل لفدائه فقدما مكة ودخلا على النبي ص فقالا يا ابن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن الينا في فدائه. فقال: من هو؟ قالوا: زيد بن حارثة، فقال رسول الله ص فهلا غير هذا؟ قالوا ما هو. قال: ادعوه وخيروه فان اختاركم فهو لكم وان اختارني فوالله ما انا بالذي اختار على من اختارني أحدا. قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت، فدعاه رسول الله ص فقال: هلى تعرف هؤلاء قال: نعم هذا أبي وهذا عمي، قال: فانا من قد عرفت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما؟ قال: ما أريدهما وما انا بالذي اختار عليك أحدا أنت منى مكان الأب والعم.
فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك قال: نعم اني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما انا بالذي اختار عليه أحدا ابدا فلما رأى رسول الله ص ذلك اخرجه إلى الحجر فقال: يا من حضر اشهدوا ان زيدا ابني يرثني وارثه، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا انتهى، وروى علي بن إبراهيم في تفسيره في تفسير قوله تعالى وما جعل أدعياءكم أبناءكم بسنده عن الصادق ع ان رسول الله ص لما تزوج خديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة ورأى زيدا غلاما كيسا حصيفا فاشتراه فلما نبئ رسول الله دعاه إلى الاسلام فاسلم وكان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر زيد قدم مكة وكان رجلا جليلا فاتى أبا طالب فقال: ان ابني وقع عليه السبي وبلغني ان صار لابن أخيك فأسأله اما ان يبيعه واما ان يفاديه واما ان يعتقه. فكلم أبو طالب رسول الله ص فقال: هو حر فليذهب حيث شاء فقام حارثة فاخذ بيد زيد فقال له: يا بني الحق شرفك وحسبك فقال زيد لست أفارق رسول الله ص. فقال له أبوه: فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش فقال زيد: لست أفارق رسول الله ص ما دمت حيا، فغضب أبوه وقال: يا معشر قريش اشهدوا اني قد برئت منه وليس هو ولدي، فقال رسول الله ص: اشهدوا ان زيدا ابني ارثه ويرثني انتهى وقد مر ان أمه كانت مولاة رسول الله ص فاعتقها فهذا معنى ان اسامة مولى رسول الله ص من أبويه.
صفته في أسد الغابة: كان اسامة اسود أفطس. وفي الدرجات الرفيعة:
كان اسامة ابيض اللون شديد البياض وأبوه زيد اسود شديد السواد أو بالعكس على خلاف في الرواية فمر بهما محرز المدلجي وهما في قطيفة قد غطيا وجهيهما وبدت اقدامهما فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض انتهى.
أقوال العلماء فيه في الوجيزة: انه مختلف فيه وذكره في الخلاصة في القسم الأول المعد للثقات ثم قال الأولى التوقف في روايته وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال: أسامة بن زيد بن شراحيل الكلبي مولى رسول الله ص أمه أم أيمن اسمها بركة مولاة رسول الله ص كنيته أبو محمد ويقال أبو زيد وذكره في أصحاب علي ع فقال: أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله ص وقال الكشي: أسامة بن زيد، حدثنا محمد بن مسعود حدثني علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن سهل بن زاذويه عن أيوب بن نوح عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع قال: ان الحسن بن علي ع كفن أسامة بن زيد في برد احمر حبرة. قال الميرزا في رجاله: ينافيه ما ذكره جماعة كالذهبي وابن حجر ان اسامة مات سنة 54 والحسن ع توفي سنة 49 أو 50 والظاهر على هذا ان يكون المكفن له الحسين ع على أن الرواية لم تصح وان تكررت في الكتب والله أعلم انتهى وفي الدرجات الرفيعة: مات اسامة سنة 54 بلا خلاف في ذلك فتعين ان يكون المكفن له الحسين ع انتهى ويؤيد كون المكفن له الحسين ع على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: وا غماه، فقال