ورسمه باسم الطهارة قاضيا * به حق معناه ولم يك مائنا لقد بذل المجهود لله دره * فما كان في نصح الخلائق خائنا مؤلفاته كان عند الأمير صدر الدين الشيرازي كثير من مؤلفاته ويقال انه كان يضن بها عن عيون أصحابه لكثرة ما جمع فيها من الاسرار فمن مؤلفاته 1 طهارة الأعراق في تكميل النفس وتهذيبها أو تهذيب الاخلاق وتطهير الأعراق مطبوع في مصر وفي بلاد إيران على هامش مكارم الأخلاق وعلى منواله ألف الخواجة نصير الدين الطوسي كتابه الفارسي الاخلاق الناصرية الذي ألفه بأمر ناصر الدين محتشم أحد امراء الإسماعيلية ومدح في مقدمته أبا علي مسكويه وأشار إلى كتابه طهارة الأعراق ومدحه 2 الفوز الأصغر مطبوع 3 الفوز الأكبر 4 آداب الدنيا والدين 5 المستوفي فيه أشعار مختارة 6 أنس الخواطر مجموعة شبه الكشكول 7 نزهة نامه علائي بالفارسية ألفه باسم علاء الدولة الديلمي 8 آداب العرب والفرس والهند وهو تتمة لملخص كتاب جاويدان خرذ الذي لخصه وعربه الحسن بن سهل وذلك أن أصل كتاب جاويدان خرذ بالفارسية ألفه حكماء الفرس القدماء لهوشنك بن كيومرث من ملوك الفرس ثم لخصه الحسن بن سهل في عصر المأمون بالعربية فاورد ابن مسكويه هذا الملخص وزاد عليه ما ألحقه به وسمى المجموع آداب العرب والفرس والهند 9 كتاب جاويدان خرذ نسبه اليه ياقوت وهو ترجمة كتاب الحسن بن سهل إلى الفارسية فقد عرفت ان الحسن بن سهل ترجم ملخص كتاب جاويدان خرذ من الفارسية إلى العربية فترجم ابن مسكويه هذا الملخص من العربية إلى الفارسية ورتبه وهذبه وسماه جاويدان خرذ باسم أصله مطبوع وسنتكلم على كتاب جاويدان خرذ مفصلا 10 ترتيب العادات 11 السياسة للملك أشار اليه في طهارة الأعراق 12 تجارب الأمم وتعاقب الأمم في نوادر الاخبار والتواريخ طبع بالفوتغراف وطبع ثلاثة مجلدات منه في مصر وطبع الجزء السادس منه بمدينة ليدن ابتدأه من بعد الطوفان وانتهى فيه إلى حوادث عام 369 (13) نديم الفريد وسماه ياقوت انس الفريد قال وهو مجموع يتضمن اخبارا وأشعارا وحكما وأمثالا غير مبوب 14 كتاب الأشربة وما يتعلق بها من الاحكام الطبية 15 كتاب الطبخ أو الطبيخ 16 حقائق النفوس 17 نور السعادة 18 اقسام الحكمة والرياضي 19 تعليق في المنطق 20 أحوال الحكماء السلف وصفات بعض الأنبياء السالفين 21 الجامع 22 كتاب السير قال ياقوت اجاده ذكر فيه ما يسير به الرجل نفسه من أمور دنياه مزجه بالأثر والآية والحكمة والشعر.
الكلام على كتاب جاويدان خرذ ونحن نقول: ان آباد لم ترد في اللغة الفارسية الا بالدال المهملة ومع ذلك لما استعملها العرب مركبة مع بعض الاعلام رسموها بالذال المعجمة، وكذلك أستاذ يستعملها الفرس بالدال المهملة والعرب بالذال المعجمة، ومثلها همدان المدينة وغير ذلك، ويمكن كون جاويدان خرد كذلك والله أعلم.
وهو لفظ فارسي معناه العقل الخالد فجاويدان بجيم وألف وواو مكسورة ودال مهملة وألف ونون معناه العقل وفي ترجمة دائرة المعارف الاسلامية معناه العقل الأزلي وهو اسم لكتاب ألفه الحكماء القدماء بالفارسية لهوشنك بن كيومرث البيشدادي من ملوك الفرس القدماء يشتمل على حكم وآداب. في كشف الظنون جاويدان خرذ اسم كتاب للفرس منسوب إلى هوشنك شاه وقد عربه حسن بن سهل وزير المأمون ولخصه أيضا في تعريبه. وأورد الشيخ أبو علي مسكويه الطبيب المشهور هذا الملخص في مقدمة كتابه المسمى بآداب العرب والفرس انتهى وعندي مخطوط قديم مجموع فيه عدة كتب نفيسة ومن جملتها كتابان أحدهما مختصر من كتاب جاويدان خرذ في حكم الفرس والهند والروم والعرب والثاني ما الحقه مسكويه بهذا المختصر من آداب العرب والفرس والهند ويظهر ان هذا هو الذي عربه الحسن بن سهل واختصره من كتاب جاويدان خرذ ولكن كتب على النسخة ما صورته كما يأتي نتف وآداب انتخبت من كتاب جاويدان خرذ الذي ألفه أحمد بن محمد مسكويه تشتمل على حكم الفرس والروم والعرب انتهى وهذه العبارة لا تكاد تصح لما عرفت من أن كتاب جاويدان خرذ ليس من تأليف أحمد بن محمد بن مسكويه بل من تأليف قدماء الفرس وعربه واختصره الحسن بن سهل ومسكويه ذكر المختصر والحق به آداب العرب والفرس والهند نعم قد عرفت ان مسكويه رتب هذا المختصر وهذبه ونقله إلى الفارسية وسماه باسم أصله جاويدان خرذ لكنه فارسي وهذا عربي. وكتب على أول الكتابين اللذين هما في حكم كتاب واحد أيضا ما صورته: تصفحه ونقل عيونه أبو النجيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الكرخي رزقه الله علما نافعا وكتب على بعض محتويات تلك المجموعة أيضا ما صورته نسخ منه أبو النجيب الكركي في شهور سنة ثمان وعشرين وخمسمائة انتهى ونحن ننقل ذلك المختصر بتمامه مع ما الحق به من خبر كتاب جاويدان خرذ وما الحق به من كتاب آداب العرب والفرس والهند لما في المختصر وملحقه من الحكم والآداب ولأنه من الآثار التاريخية المهمة التي ترتبط بترجمة مسكويه. لكننا نقدم خبر الكتاب على ذكر المختصر وملحقه عكس ما في النسخة لان خبر الكتاب ينبغي ان يعرف قبل معرفة الكتاب ومختصره.
خبر كتاب جاويدان خرذ وجدنا ملحقا بالمختصر المشار اليه ما هذا لفظه: حكى أبو عثمان الجاحظ خبر هذا الكتاب في كتابه المسمى استطالة الفهم وقال: حدثني الواقدي قال: قال لي الفضل بن سهل: لما دعي للمأمون بكور خراسان بالخلافة جاءتنا هدايا الملوك ووجه ملك كابلسان بشيخ يقال له ذوبان، وكتب يذكر انه وجه بهدية ليس في الأرض أسنى ولا ارفع ولا انبل ولا أفخر منها، فعجب المأمون وقال: فسل الشيخ ما معه من الهدايا؟ فسألته فقال: ما معي أكبر من علمي! قلت فأي شئ علمك؟ فقال تدبير ورأي ودلالة، فامر المأمون بانزاله واكرامه وكتمان امره. فلما اجمع على التوجيه إلى العراق لقتال أخيه محمد دعا بذوبان وقال ما ترى في التوجه إلى العراق لقتال محمد؟ فقال رأي مصيب وملك قريب. ثم حكى الجاحظ عن ذوبان باسناده انه كان يسجع سجاعة الكهان ويصيب في كل ما يسأله المأمون فلما ورد عليه كتاب فتح العراق دعا بذوبان واكرمه وامر له بمئة ألف درهم فلم يقبلها وقال أيها الملك! ان ملكي لم يوجهني إليك لانتقصك، فلا تجعل ردي نعمتك مسخطا فاني لست أردها عن استصغار