وروي أن بني جعفر بن أبي طالب كانوا غلمانا بيضا. فقالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله إن العين إليهم سريعة إذا استرقى لهم من العين؟ فقال: نعم.
وروي أن جبرئيل رقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمه الرقية وهي: بسم الله أرقيك من كل عين حاسد، الله يشفيك.
ورووا عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن العين حق تستنزل الحالق، والحالق المكان المرتفع من الجبل وغيره، فجعل العين كأنها تحط ذروة الجبل من قوة أخذها وشدة بطشها.
قال بعضهم في وجه تأثير العين: لا ينكر أن ينفصل من العين الصائبة إلى الشئ المستحسن أجزاء لطيفة تتصل به وتؤثر فيه ويكون هذا المعنى خاصة في بعض الأعين كالخواص في بعض الأشياء.
وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن قوله تعالى: * (وإن يكاد الذين كفروا) * - الآية، نزلت في ذلك وقالوا: كالعين في بني أسد، فكان الرجل منهم يتجوع ثلاثة أيام، فلا يمر به شئ يقول فيه " لم أر كاليوم مثله " إلا عانه، فالتمس الكفار من بعض من كانت له هذه الصنعة أن يقول في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك فعصمه الله تعالى (1).
وللسيد الرضي في ذلك كلام لا يسع المقام نقله (2).
وقالت الحكماء في سبب العين أنه من تأثيرات النفس، فلا يمتنع أن يكون بعض النفوس بحيث يؤثر في تغيير بدن حيوان آخر بشرط أن يراه ويتعجب (3).
بعض الحكايات من تأثير العين (4).
الشهاب: قال (صلى الله عليه وآله): إن العين لتدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر (5).
ضوء الشهاب: قد تقدم أن المؤثر فيما يعنيه العائن قدرة الله عز وجل الذي يفعل ما يشاء، ويغير المستحسن من الأشياء عن حاله، اعتبارا للناظر، وإعلاما أن الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يبقى ما فيها على وتيرة واحدة. والعين ماذا تكاد تفعل