وإني لأرجو من جوارك فعلة * أغيظ بها الحساد مثنى وموحدا ومدحك هذا بكر مدح مدحته * وكنت أروض القول حتى تسددا ولست براض هذه لك تحفة * أضمنها فيك الثناء المخلدا فإن كان شعري فاتك اليوم آبيا * علي فاني سوف أعطيكه غدا ولولاك ما أومى إلى المدح شاعر * يعد عليا للعلى ومحمدا أبوه أبوه المستطيل بنفسه * على العز مصروفا به ومقلدا فتى سنه عن خمس عشرة حجة * تربى له فضلا ومجدا ومحتدا تفرد لا يفشي إلى غير نفسه * حديثا ولا يدعو من الناس منجدا سأحمد عيشا صان وجهي بمائه * وإن كان ما أعطى قليلا مصردا وقالوا لقاء الناس أنس وراحة * ولو كنت أرضى الناس ما كنت مفردا طربت إلى الفضل الذي فيك وانتشى * لذكرك شعري راقدا ومسهدا وما كنت الا عاشقا ضاع شجوه * فأصبح يستملي الحمام المغردا وليس عجيبا إن طغى فيك مقول * رآك حقيقا في المعالي فجودا فمرني بأمر قبل موتي فإنني * أرى المرء لا يبقى وإن بعد المدى وقال يمدحه وقد بلغه أن شيئا من شعره وقع اليه فاعجب به وأنفذ إلى بغداد لانتساخ تمام شعره وكتب بها اليه ذلك في المحرم سنة 385 وهي سنة وفاة الصاحب قبل وفاته بشهر:
اثر الهوادج في عراص البيد * مثل الجبال على الجمال القود يطلعن من رمل الشقيق لواغبا * زحف الجنوب بعارض ممدود كم بان في المتحملين عشية * من ذي لمى خصر الرضاب برود وقضيب اسحلة لو انعطف الصبا * يوما لنا بقوامه الأملود مروا على رملي زرود فهل ترى * الصاقة لحشى برمل زرود متلفتين من القباب كأنما * انتقبوا باعين ربرب وخدود غرسوا الغصون على النقى وترنحوا * من كل مائلة الغدائر رود إن اللآلئ بين أصداف اللمى * غلبت مراشفها على مجلودي ولووا بوعدي يوم خف قطينهم * ومن الصدود اللي بالموعود لم ترضني تلك الليالي عنهم * بنوالهم فأقول يوما عودي سيان قربهم علي وبعدهم * لولا الجوى وعلاقة المعمود ربعت على آثاركم نجدية * غراء ذات بوارق ورعود تسقي معالم منكم لولا النوى * لم أرمها بقلى ولا بصدود ولعجت فيها طارحا عن ناظري * ثقل الدموع وثانيا من جيدي هل تبردون حرارة من حائم * حران عن ذاك الغدير مذود فلقد تمعك في مواطئ عيسكم * يوم الوداع تمعك الموءود وأما وذياك الغزيل أنه * عرض الزلال وحال دون ورودي اغدوا إلى طرد الظباء وانثني * وأنا الطريدة للظباء الغيد حتام تعتلق البطالة مقودي * ويعودني لهوى الظعائن عيدي عشرون اردفها الزمان بأربع * أرهفنني ومنعن من تجريدي أعلقت في سرب الخطوب حبائلي * وقدحت في ظلم الأمور زنودي وكرعت في حلو الزمان ومره * ما شئت واعتقب العواجم عودي وفرعت رابية العلى متمهلا * أجري أمام الطالب المجهود وخطبت في المتعرضين بقولة * جداء من بدع الزمان شرود فضربت أوجههم بغير مناصل * وهزمت جمعهم بغير جنود ما ضرني لما فللت غروبهم * إني كثرت لهم وقل عديدي وأبي الذي حسد الرجال قديمه * إن المناقب آية المحسود ذو السن والشرف الذي جمعت به * كفاه أخمطة العلى والجود إحدى أخامصه رقاب عداته * من سيد بلغ العلى ومسود فالآن إذ نبذ المشيب شبيبتي * نبذ القذى وأقام من تاويدي وفررت من سن القروح تجاربا * وعسا على قعس السنين عمودي ولبست في الصغر العلى مستبدلا * أطواقها بتمائم المولود وصفقت في أيدي الخلائف راهنا * لهم يدي بوثائق وعقود وحللت عندهم محل المجتبى * ونزلت منهم منزل المودود فغر العدو يريد ذم فضائلي * هيهات ألجم فوك بالجلمود همسا فكم أسكت قبلك كاشحا * بمناقبي وعلي فضل مزيد ما لي أريغ النصف من متحامل * أو أطلب الاجمال عند حسود أم كيف يرأمني وليس بناتجي * أترى الرءوم تكون غير ولود فلأنهضن إلى المعالي نهضة * ملء الزمان تفي بطول قعودي وإذا التفت إلى العواقب بدلت * قلب الجري بمهجة الرعديد قد قلت للإبل الطلاح حدوتها * غلس الظلام بسائق غريد من كل مضطرب الزمام كأنه * في الليل زم بارقم مطرود فتل الطوى أجوافها بظهورها * وأحل أكل لحومها للبيد إن لم تري كافي الكفاة فلم يزل * منكن مسقط ظالع أو مودي بهداه يستضوي الورى وبهديه * قرب الطريق لهم إلى المعبود أسد إذا جر القبائل خلفه * حل الطلى بلوائه المعقود ومقصر في الطول غير مقصر * في الضرب يقطع كل حبل وريد ومزعزع مثل الجرير إذا انحنى * للطعن شيع بالطوال الميد ما مر يسحب منه الا رده * ريان يقطر من دماء الصيد والجيش يرفع عمة من قسطل * فوق القنا ويجر ذيل حديد سلفا لكل كتيبة يطا العدى * فيها مفاجأة بغير وعيد في غلمة حملوا القنا وتحملوا * أعباء يوم المأزق المشهود قوم إذا ركبوا الجياد تجلببوا * بقساطل وتعمموا ببنود وإذا سروا كمنوا كمون أراقم * وإذا لقوا برزوا بروز أسود وإذا هتفت بهم ليوم كريهة * تدمى غوارب نحرها المورود كثروا الحصى بجموعهم وتلاحقوا * بك من قيام في السروج عقود كم من عدو قد أبات كأنما * يطوي الضلوع على قنا مقصود ومؤللات كالرماح تلمظت * فيها المنون تلمظ المزؤود سود المخاطم ينتظمن محاسنا * بيضا يضئن على الليالي السود كتفتح النوار فتقه الحيا * أو كالصباح فرى الدجى بعمود وجفان جود كالركايا تستقي * أبدا بأيدي نزل ووفود كم حجة لك في النوافل نوهت * بدعاء دين العدل والتوحيد ومجادل أدمى جدالك قلبه * وأعضه بجوانب الصيخود وشفيت ممترض الهدى من معشر * سدوا من الآراء غير سديد قارعتهم بالقول حتى أذعنوا * وأطلت نوم الصارم المغمود في كل معضلة أضب رتاجها * يلقي إليك الدين بالأقليد فالله يشكر والنبي محمد * وقفات مبد في النضال معيد رأي يغب إذا الرجال تلهو جوا * الآرا أو عجلوا عن التسديد لو كان يمكنني التقلب لم يكن * إلا إليك تهائمي ونجودي وطويت ما بعدت مسافة بيننا * إن البعيد إليك غير بعيد