أبا العلا يا هلال الهزل والجد * كيف النجوم التي يطلعن في الجلد وباطن الجسم غر مثل ظاهره * وأنت تعلم مما قلته قصدي وقال للقاضي أبي بشير الجرجاني:
يصد الفضل عنا أي صد * وقال تاخري عن ضعف معده فقلت له جعلت العين واوا * فان الضعف أجمع في المودة وقال:
بعدت فطعم العيش عندي علقم * ووجه حياتي مذ تغيبت أرقم فما لك قد أدغمت قربك في النوى * وودك في غير النداء مرخم وكتب إلى صديق له في صبيحة عرسه:
قلبي على الجمرة يا أبا العلا * فهل فتحت الموضع المقفلا وهل فككت الختم عن كيسه * وهل كحلت الناظر الأحولا إنك إن قلت نعم صادقا * فابعث نثارا يملأ المنزلا وإن تجبني من حياء بلا * أبعث إليك القطن والمغزلا وعاتب الصاحب يوما رجلا قد زوج أمه فقال الرجل ما في الحلال باسا فتصب باسا وهي مرفوعة فقال الصاحب كذا أحب أن تكون لغة من اشتهى أن تتزوج أمه ثم قال فيه:
زوجت أمك يا أخي * فكسوتني ثوب القلق والحر لا يهدى الحرام اللحوم * إلى الرجال على الطبق وقال فيه أيضا:
عذلت بتزويجه أمه * فقال فعلت حلالا يجوز فقلت حلالا كما قد زعمت * ولكن سمحت بصدع العجوز وقال:
ولما تناءت بالأحبة دارهم * وصرنا جميعا من عيان إلى وهم تمكن مني الشوق غير مسامح * كمعتزلي قد تمكن من خصم وورد أبو حفص الشهرزوري على الصاحب وكان في بصره سوء وقدمه اليه بعض كتابه فقال له الصاحب مداعبا:
وكاتب جاءنا باعمى * لم يحو علما ولا نفاذا فقلت للحاضرين كفوا * فقلب هذا كعين هذا وقال في أحد شعرائه أبي الحسن البديهي:
تقول البيت في خمسين عاما * فلم لقبت نفسك بالبديهي إشارته في شعره إلى مذهبه في العدل مر ذلك في عدة أبيات له كقوله: العدل والتوحيد والإمامة وقوله:
العدل والتوحيد في جانب وقوله: كل اعتقاد الاختيار رضينا وقوله:
العدل والتوحيد مذهبي الذي ومن طرائفه في ذلك قوله:
كنت دهرا أقول بالاستطاعة * وأرى الجبر ضلة وشناعه فقدت استطاعتي في هوى ظبي * فسمعا للمجبرين وطاعة وقوله كما في طبقات الأدباء:
تعرقت بالعدل في مذهبي * ودان بحسن جدالي العراق فكلفت في الحب ما لم أطق * فقلت بتكليف ما لا يطاق مدائحه مر قول الثعالبي أنه لم يجتمع بباب أحد من الخلفاء والملوك من فحولة الشعراء مثل ما اجتمع بباب الرشيد وأنه اجتمع بباب الصاحب من الشعراء من يربي عددهم على شعراء الرشيد ولا يقصرون عنهم في الإجادة وقول ابن بابك ان الصاحب قال مدحت بمائة ألف قصيدة وقول أبي الحسن البيهقي أنه مدحه خمسمائة شاعر من أرباب الدواوين وفي معجم الأدباء لما وجد الشعراء لبضائعهم عند ابن عباد نفاقا وسوقا أهدوا نتائج أفكارهم إلى حضرته وساقوها نحوها سوقا انتهى فممن مدحه على البعد الشريف الرضي سنة 375 فقال من قصيدة ولم ينفذها اليه:
أيا خاطبا ودي على الناي أنني * صديقك إن كنت الحسام المهندا فاني رأيت السيف أنصر للفتى * إذا قال قولا ماضيا أو توعدا أرى بين نيل العز والذل ساعة * من الطعن تقتاد الوشيج المقصدا فمن أخرته نفسه مات عاجزا * ومن قدمته نفسه مات سيدا إذا كان أقدام الفتى ضائرا له * فما المجد مطلوبا ولا العز مقتدى فدا لابن عباد ضنين بنفسه * إذا نقض الروع الطراف الممددا ودبر أطراف الرماح وإنما * يدبر قبل الطعن رأيا مسددا به طال من خطوي وكنت كأنني * مشيت إلى نيل المعالي مقيدا يسر الفتى حمل النجاد وربما * رأى حتفه في صفحتي ما تقلدا وما يستفاد العز من شيمة الفتى * إذا كان في دين المعالي مقلدا أبا قاسم هذا الذي كنت راجيا * لارغم أعداء وأكبت حسدا إذا جزعت أيامنا كنت معقلا * وإن ظمئت آمالنا كنت موردا وليل دفعناه إليك كأنما * دفعنا به لجا من اليم مزبدا وملك أنفنا أن نقيم ببابه * فزودنا زاد امرئ ما تزودا وأمرد حي ملتح بلثامه * يطول جوادا قارح السن أجردا تركنا لأيدي العيس ما خلف ظهرها * ومن ذل في دار رأى البعد أحمدا وسرنا على رغم الظلام كأننا * بدور تلاقي من جنابك أسعدا تركت إليك الناس طرا كأنني * أرى كل محجوب بعيرا معبدا فلله نور في محياك أنه * يمزق جلبابا من الليل أربدا ولله ما ضمت ثناياك أنها * ثنايا جبال تطلع الباس والندا وأنت الذي ما احتل في الأرض مقعدا * من الجد الا اشتق في الجو مصعدا وما كنت إلا السيف يعرف منتضى * وينكر في بعض المواطن مغمدا وما كنت إلا السيف يعرف منتضى * وينكر في بعض المواطن مغمدا رمت بك أقصى المجد نفس شريفة * وقلب جرئ لا يخاف من الردى وهمة مقدام على كل فتكة * يفارق فيها طبعه ما تعودا لك القلم الماضي الذي لو قرنته * بجري العوالي كان أجرى وأجودا إذا انسل من عقد البنان حسبته * يحوك على القرطاس بردا معمدا وإن مج نصل من دم الضرب أحمرا * أراق دما من مقتل الخطب أسودا إذا استر عفته همة منك غادرت * قوادمه تجري وعيدا وموعدا سأثني بأشعاري عليك فإنني * رأيت مسود القوم يطري المسودا فما عرفتني الأرض غيرك مطلبا * ولا بلغتني العيس إلاك مقصدا لئن كنت في مدح العلى فاغرا فما * فاني إلى غير الندى باسط يدا خطبت إليك الود لا شئ غيره * وود الفتى كالبر يعطى ويجتدى