ترى الأرض مما حاكت السحب فوقها * زرابيها مبثوثة والطنافس إذا ما الربيع الغض وشى سفوحها * زهت فوق هاتيك السفوح طيالس فمن عنم غض البنان منور * ومن نفل زرت عليه الملابس وتفتر عن نور الاقاحي أباطح * توشع منها بالشقيق برانس أزاهير من شتى الصنوف كأنها * غلائل مما تكتسيه العرائس لقد حشدوا فيها الجيوش تتابعت * كتائب قد ضاقت بهن المتارس فما لقي الخيل المغيرة دارع * ولا اقتحم البيض الصوارم تارس لجنديهم خلق الغزاة إذا غزوا * ونفس على ورد الحمام تنافس صبور على الجلى ترى منه راجيا * من العز ما يصبو له وهو يائس تعفف حتى لا يرى الدهر شاكيا * فيحسب من أهل الغنى وهو بائس ولا مثل تلك الشوس هيما إلى الوغى * إذا قيل يوم الروع أين الاحامس ليوث عرين غالها البرد الطوى * قضت مثلما في الغار تقضي الهجارس وكم في ثنايا الشعب والواد هالك * تعاوره بالناب والظفر ناهس وكم جيفة وحش الفلاة يعافها * تنازع فيها جوع وتنافسوا إذا الصبح جلى عنه غيهب ليله * تغشيه من ليل الخطوب حنادس ومن كان يوما للنيوب فريسة * فانا لناب الجوع فيه فرائس ومن أماليحه قوله وهي من خواطر الحرب:
عبد من السودان ضابط عسكر * يختال من عجب كرب التاج انظر إلى القبلاق غطى رأسه * فتخاله قدرا على مهباج والجزمة السوداء لامعة على * ساقيه تحسبها من الديباج مهمازها يشدو كان رنينه * دقات صنج أو صدى محلاج وتذبذبت في الصدر أوسمة له * كتذبذب الحلقات فوق رتاج قد أمروه على الجنود فظنهم * انقاف بط أو فراخ دجاج لا يفرق البطيخ من قرع كما * لا يفرق الجلاب من سكباج يمشي على مرح فتحسب عنترا * قد سار من غطفان في أفواج ينهى ويأمر جائرا فكأنما * نسي العصا ومهامز الكرباج فمتى افتح ناظري ولا أرى * للئيم قوم سلطة الحجاج وقال وهو في الأردن يحن إلى دمشق:
نسمات الشام وغوطتها * هبي فالوجد بنا برح سكن الليل الداجي وسكنت * وثائر همي لم يبرح مري بالوادي يا نسمات * وجوزي بالمرج الأخضر وارتادي الروض ففي أدغال * الروض لنا خبر يذكر وإذا جئت الدوح احتملي * من رياه نشر العنبر كم نجوى تحفظها لي فيه * الأنجم والقمر الأزهر ومواقف سال الدمع بها * فجرى منه سيل الأبطح أمي أثلاث الواد وجوسي * ثمة في قلب الروضة هل ماء غديريه الا * من أدمع عيني المرفضه وسلي الصفصاف وهذي * الأغصان المتدلية الغضه كم من حسنات كان لها * عندي وأياد مبيضه سمح المقدار بها حينا * وسالنا العود فلم يسمح هبي بالغابة واستمعي * بغمات الجؤذر في الغاب وهديل الورق على غصن * وضجيج النهر المنساب لك يا شجرات المرج غدا * تحناني اليوم وتنحابي صليت ولو تدنين لنا * لتخذت بظلك محرابي عهدي بالربع مريعا ما * أقوى والنبت وما صوح أشتاق جنائنك الغناء وتربة غوطتك الفيحاء وخرير الماء بظل الروض وصوت البلبل والدوحا أشتاق حدائق آسك والصفصاف المائس والطلحا أشتاق زهورك باسمه وخزامى هضبك والسفحا والورد المطبق في الأكمام ونور الروض إذا فتح أوما تنفك ترود الروض * لدى الآصال الآرام وهل الوادي والسفح * على ما نعهده والآجام أمسارح آرام الغزلان * أترجع فيك الأيام ما غير منا جارحة * حزن في النفس وآلام الحب الصدق كعهدكم * فيه والصبر وإن قرح الليل وفحمته احترقت * أتراه يسفر عن فجر في الكوة منه خيال شج * رثت أحشاه من الصبر لم يبق الوجد سوى رمق * منه يتردد في الصدر شخصت لمهبك عيناه * وتلفتتا نحو القبر قد ظل يراوح بينهما * لا يدري أيهما الأروح نسمات الشام وغوطتها * هبي فالوجد بنا برح سكن الليل الداجي وسكنت * وثائر همي لم يبرح وقال من قصيدة في الثورة السورية سنة 1925 وهو في الأردن:
البرق هيج منك الذكر فاهتاجي * وناشدي جلقا ما شئت أو ناجي في ذمة العرب والتاريخ ما لقيت * وما تصابر من عجم وأعلاج تلك العقائل من أدمى أناملها * من راع آمنها في الحندس الداجي من نض برقعها من حل مئزرها * من ساقها حاسرات بين أفواج هذي المنازل أنقاض مدمرة * وكن في منعة أمثال أبراج تحت الخرائب أشلاء ممزقة * وفوقها قبسات ذات إيهاج دمشق سيري إلى العلياء خافقة * منك البنود بتاويب وإدلاج فقبل رأيتك الخفاقة افترعت * هام الربى بين وادي السند والتاج ورفرفت فوق سد الصين وانبعثت * إلى المحيط فماجت فوق أمواج وقال وقد مر في وادي الحجير في جبل عامل:
حيا الحيا شجرات ذاك الوادي * وروى معاهده الغمام الغادي الغار والملول في أجزاعه * وعلى رباه السنديان العادي والروض خلف مسيله وأمامه * غض تراوحه الصبا وتغادي