وقولها: " وتركت عهيدة " تعني بالعهيدة التي تعاهده ويعاهدك، ويدل على ذلك قولها: " لو قيل لي: أدخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) هاتكة حجابا قد ضربه علي ".
وقولها: " اجعلي حصنك بيتك، ورباعة الستر قبرك "، فالربع: المنزل، ورباعة الستر: ما وراء الستر تعني اجعلي ما وراء الستر من المنزل قبرك ومعنى ما يروى " ووقاعة الستر قبرك " هكذا رواه القتيبي: وذكر أن معناه " وقاعة الستر " موقعه من الأرض إذا أرسلت. وفي رواية القتيبي: " لو ذكرت قولا تعرفينه نهستني نهس الرقشاء المطرق " فذكر أن الرقشاء سميت بذلك لرقش في ظهرها، وهي النقط.
وقال غير القتيبي: الرقشاء في الأفاعي التي في لونها سواد وكدورة، قال:
والمطرق: المسترخي جفون العين.
توضيح: كلامها رضي الله عنها مع عائشة متواتر المعنى، رواه الخاصة والعامة بأسانيد جمة، وفسروا ألفاظه في كتب اللغة.
ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج وشرحه وقال: ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث.
ورواه أحمد بن أبي طاهر في كتاب بلاغات النساء بأدنى تغيير، وقال بعد حكاية كلام أم سلمة: قالت عائشة: يا أم سلمة ما أقبلني لموعظتك وأعرفني بنصحك، ليس الأمر كما تقولين ما أنا بمغتمرة بعد التفريد، ولنعم المطلع مطلع أصلحت فيه بين فئتين متناجزتين والله المستعان.
ورواه الزمخشري في الفائق، وقال بعد قولها: " سدافته " وروي: " سجافته " وبعد قولها: " فئتان متناجزتان " أو " متناحرتان " ثم قال: السدة: الباب، تريد أنك من رسول الله بمنزلة سدة الدار من أهلها، فإن نابك أحد بنائبة أو نال منك نائل فقد ناب رسول الله ونال منه وترك ما يجب فلا تعرضي بخروجك أهل الإسلام لهتك حرمة رسول الله وترك ما يجب عليهم من تعزيزه وتوقيره.
" وندح الشئ ": فتحه ووسعه وبدحه، نحوه من البداح وهو المتسع من