أحمد بن متوج البحراني فاضل مشهور وعلمه وفضله وتقواه في كتب العلماء مذكور ثم حكى ما مر عن الرياض وأقره عليه فدل ذلك على أنهما عنده واحد وفي أنوار البدرين الشيخ العلامة الجليل جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن متوج البحراني ثم حكى عن الشيخ سليمان الماحوزي البحراني معبرا عنه بشيخنا العلامة الثاني أنه قال: هو شيخ الامامية في وقته كما ذكره ابن أبي جمهور الأحسائي في غوالي اللآلي، وذكر في موضع آخر ان فتاواه مشتهرة في المشارق والمغارب وهو من أعظم تلامذة الشيخ العلامة فخر الدين أبي طالب محمد ابن العلامة الحلي تلمذ عليه في الحلة السيفية المزيدية وعلى غيره من علماء الحلة واستجاز منهم ورجع إلى البحرين وقد بلغ الغاية في العلوم الشرعية وغيرها وله التصانيف المليحة منها كتاب منهاج الهداية في شرح آيات الاحكام الخمسمائة مختصر جيد يدل على فضل عظيم قرأته في حداثة سني على بعض مشايخي سنة 1091 من الهجرة ومن جملة إفاداته فيه ان الطلاق البذلي أعم من الخلع والمباراة يصح حيث يصح أحدهما ولا يصح حيث لا يصح أحدهما كما تتعارفه متفقهة زماننا، وقد بسطنا الكلام في ذلك في رسالة مفردة، وله رسالة وجيزة فيما تعم به البلوى ذكر فيها في بحث القبلة. ان قبلة البحرين ان تجعل الجدي محاذيا لطرف الاذن اليمنى وليس قبلتها كقبلة البصرة كما ظنه بعض متفقهة زماننا، ومن غريب ما اتفق في ذلك أنه ورد في سنة 1108 على البحرين حاكما محمد سلطان بن فريدون خان وأشكل عليه معرفة القبلة جدا وادعى ان أكثر المحاريب منصوبة على غير القبلة وكان عنده الآلة المعروفة بقبلة نامه في معرفة القبلة، فسال جماعة من علماء البحرين المتفقهة فذكروا له ان قبلتها كقبلة العراق، وذكروا علامة البصرة وما حاذاها فلم تقع في خاطره بموقع، وذكر ان قبلة ناماه لا تساعد على ذلك وكانت بيني وبينه كدورة فاستمالني فلما زرته سألني عن قبلة البحرين فذكرت انها بحيث يحاذي الجدي طرف الأذن اليمنى كما ذكره الشيخ جمال الدين في رسالته وكان المتفقة المذكورون حاضرين فبينت لهم ان الشيخ جمال الدين وغيره قد بينوا ذلك فوقع ذلك من السلطان، موقع القبول وساعدت عليه الآلة المذكورة. ومن جملة مصنفاته مختصر التذكرة، وهو جيد مليح كثير الفوائد ظفرت منه بنسخة عتيقة مقروءة عليه قرأها عليه تلميذه الفقيه النحرير أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد الأحسائي وعليها الإجازة بخطه وتاريخها سنة 802 ومن مصنفاته كتاب مجمع الغرائب وهو كما سمي يحتوي على فروع غريبة ومسائل نادرة رأيته في كتب بعض إخواني بنسخة سقيمة سنة 1120 وسمعت جماعة من مشايخنا يحكون انه كان كثيرا ما يقع بينه وبين الشهيد الأول مناظرات وفي الأغلب يكون الغالب الشيخ جمال الدين أحمد بن المتوج، فلما عاد جمال الدين إلى البحرين واشتغل بالأمور الحسبية وفصل القضايا الشرعية وغيرهما من الوظائف الفقهية اشتغل ذهنه، ثم حج الشيخ جمال الدين واتفق اجتماعه بشيخنا الشهيد في مكة المشرفة فتناظرا فغلبه شيخنا الشهيد وأفحمه، فتعجب الشيخ جمال الدين فقال له الشهيد: قد سهرنا وأضعتم، ولشيخنا الشيخ جمال الدين تلامذة فضلاء منهم ولده الشيخ ناصر وقبره بجنب قبر أبيه وقد زرتهما مرارا ومشهدهما من المشاهد المتبرك بها انتهى كلام الشيخ سليمان الماحوزي البحراني المنقول في أنوار البدرين ولا يخفى ان ما حكاه عن ابن أبي جمهور في الغوالي انما ذكره ابن أبي جمهور في حق فخر الدين لا جمال الدين فيظهر انه جعلهما واحدا.
مشايخه قرأ على الشيخ فخر الدين أبي طالب محمد ابن العلامة الحلي في الحلة السيفية المزيدية وروى عنه وكان من اجل تلامذته وأعظمهم ذكر ذلك الشيخ سليمان الماحوزي البحراني كما مر وقرأ على غيره من علماء الحلة واستجاز منهم وبعضهم قال إنه قرأ أيضا على الشهيد وكان من اجل تلامذته، ولكن الذي مضى يدل على أنه صحب الشهيد وعاصره وناظره لا أنه قرأ عليه.
تلامذته يروي عنه الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد المقري الأحسائي والشيخ أحمد بن فهد الحلي قال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني ومن تلامذته الشيخان الجليلان السميان الشيخ أحمد بن فهد الحلي صاحب المهذب البارع وشرح الارشاد وعدة الداعي والشيخ أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد المقري الأحسائي شارح الارشاد أيضا فالاسمان والأبوان والشرحان والأستاذان واحدا!. وهو من غرائب الاتفاقات!! اه. وقد عرفت أن المحقق كون ابن فهد الأحسائي تلميذه اما ابن فهد الحلي فالمحقق كونه تلميذ فخر الدين بناء على تغايرهما، ولكن الشيخ سليمان ظهر منه انهما واحد كما عرفت، ومن تلاميذه الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة السبعي وولده الشيخ ناصر بن أحمد بن عبد الله بن المتوج والشيخ أحمد بن مخدم البحراني.
مؤلفاته 1 رسالة الناسخ والمنسوخ من القرآن وهذه مرددة بينه وبين فخر الدين المتقدم 2 تفسير القرآن المجيد في الرياض ذكره في أول تلك الرسالة وقال: انه تكلم في ذلك التفسير على وجوه الآيات الناسخة والمنسوخة أيضا ولكن أفرد منه تلك الرسالة لتسهيل الامر على الطلاب 3 تفسير القرآن مختصر ففي الروضات: أن له كتابين في التفسير مختصرا ومطولا 4 منهاج الهداية في شرح آيات الاحكام الخمسمائة وفي الرياض: مختصر متأخر عن التفسير المذكور نسبه اليه ابن أبي جمهور الأحسائي في رسالة كشف الحال عن أحوال الاستدلال 5 الوسيلة في فتح مقفلات القواعد نسبه اليه تلميذه السبعي كما مر وصاحب نظام الأقوال، بين فيها مشكلات القواعد 6 كفاية الطالبين في أصول الدين في الرياض نسبه اليه ابن أبي جمهور في الرسالة المذكورة 7 هداية المستبصرين فيما يجب على المكلفين ذكره في اللؤلؤة عن بعض مشايخه المعاصرين 8 رسالة وجيزة فيما تعم به البلوى 9 مجمع الغرائب يحتوي على فروع غريبة ومسائل نادرة ويمكن ان يكون هو غرائب المسائل ويبعده ان ذاك مختصر التذكرة وهو لفخر الدين كما مر نعم لا يبعد ان يكون نهج الوسائل إلى غرائب المسائل هو غرائب المسائل بعينه 10 نظم مقتل الحسين ع 11 نظم قصة اخذ الثار ذكره في اللؤلؤة عن بعض مشايخه وبعضهم نسب اليه كتاب المقاصد ولم يعلم أنه له بل يحتمل انه لوالده عبد الله المعروف أيضا بابن المتوج فقد مر عن المولى سعيد المرندي في كتاب تحفة الاخوان نسبته إلى الأب ولو فرض انه للابن فهو لفخر الدين لا له بناء على التغاير ونسب اليه أيضا النهاية في تفسير الخمسمائة آية