مذهبه هو من علماء أهل السنة وألف في فضائل أهل البيت وأكثر من ذكرها في كتبه فاحتمل بعض العلماء تشيعه ولا يخفى عدم دلالته على ذلك نعم يدل على عدم نصبه ونص ابن شهرآشوب في المعالم على أنه من علماء أهل السنة كما مر وكيف كان فلم يعلم أنه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر بعض أصحابنا له كابن شهرآشوب والعلامة وعن الشيخ البهائي أنه قال نقل انه أورد في كتابه الموسوم بحلية الأولياء ما يدل على خلوص ولائه اه وقد أوردنا جملة من أحاديث حليته في محالها من سيرة أئمة أهل البيت ع في الأجزاء السابقة من هذا الكتاب. وعن رياض العلماء ان أبا نعيم هذا المعروف انه كان من محدثي علماء أهل السنة ولكن سماعي من الأستاذ محمد باقر المجلسي ان الظاهر كونه من علماء أصحابنا اه وفي روضات الجنات في بعض فوائد سيدنا الأمير محمد حسين الخاتون آبادي سبط العلامة محمد باقر المجلسي قال وممن اطلعت على تشيعه من مشاهير علماء أهل السنة هو الحافظ أبو نعيم المحدث بأصبهان صاحب كتاب حلية الأولياء وهو من أجداد جدي العلامة ضاعف الله انعامه وقد نقل جدي تشيعه عن والده عن أبيه حتى انتهى اليه، إلى أن قال ولذا ترى كتابه المسمى بحلية الأولياء يحتوي على أحاديث مناقب أمير المؤمنين ع مما لا يوجد في سائر الكتب ولما كان الولد اعرف بمذهب الوالد من كل أحد لم يبق شك في تشيعه وعن المولى نظام الدين القرشي من تلامذة الشيخ البهائي انه ذكره في القسم الثاني من كتاب رجاله نظام الأقوال وقال رأيت قبره في أصبهان مكتوبا عليه قال رسول الله ص مكتوب على ساق العرش لا إله الا الله وحده لا شريك له محمد بن عبد الله عبدي ورسولي، وأيدته بعلي بن أبي طالب، رواه الشيخ الحافظ المؤمن الثقة العدل أبو نعيم أحمد بن محمد بن عبد الله سبط أحمد بن يوسف البناء الاصفهاني رحمه الله ورضي عنه ورفع في أعلى عليين درجته اه ومع ذلك فدخوله في موضوع كتابنا غير متحقق وان كان فيه انصاف في ذكر المناقب واستظهار تشيعه ليس الا لذلك الا انه لا يصلح دليلا للجزم بتشيعه.
أقوال العلماء فيه أيضا في تذكرة الحفاظ أبو نعيم الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء قال الخطيب لم أر أحدا اطلق عليه اسم الحفظ غير أبي نعيم وأبي حازم العبدوي قال أحمد بن محمد بن مردويه كان أبو نعيم في وقته مرحولا اليه لم يكن في أفق من الآفاق أحد احفظ منه ولا اسند منه كان حافظ الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف قال حمزة بن العباس العلوي كان أصحاب الحديث يقولون بقي الحافظ اربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى اسنادا منه ولا احفظ منه وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربعمائة دينار وفي تذكرة الحفاظ بسنده عن محمد بن عبد الجبار حضرت مجلس أبي بكر المعدل في صغري فلما فرع من املائه قال انسان من أراد ان يحضر مجلس أبي نعيم فليقم وكان مهجورا في ذلك الوقت بسبب المذهب وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد كاد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل وصداع فقام إلى ذلك الرجل أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد ان يقتل اه أقول فهذا حال التعصب بين الحنابلة والأشعرية فكيف تعصبهما على الشيعة وكيف تقبل أحاديث هؤلاء وهم يحملون على من يدعو إلى مجلس عالم عظيم بسكاكين الأقلام لأنه يخالفهم في بعض الأمور الاجتهادية وإلى أي درجة بلغ حال الاسلام بحيث تكون حملة أحاديثه بهذه الصفة. ثم قال: قال الخطيب رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها انه يقول في الإجازة أخبرنا من غير أن يبين قلت فهذا بما فعله نادرا فاني رأيته كثيرا ما يقول كتب إلي أبو العباس الأصم وانا أبو الميمون بن راشد في كتابه ولكني رأيته يقول انا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه فالظاهر أن هذا إجازة ثم روى عن بعضهم انه رأى أصل سماع أبي نعيم بجزء محمد بن عاصم قال فبطل ما تخيله الخطيب ثم حكى قول بعضهم ان أبا نعيم لم يسمع مسند الحارث بن أبي اسامة بتمامه من ابن خلاد فحدث به كله قال ابن النجار وهم في هذا فاني رأيت نسخة الكتاب عتيقة وعليها بخط أبي نعيم سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد ثم تمثل ابن النجار:
لو رجم النجم جميع الورى * لم يصل الرجم إلى النجم مشايخه في تذكرة الحفاظ: أجاز له مشايخ الدنيا سنة نيف 340 وله ست سنين فمن واسط: المعمر عبد الله بن عمر بن شوذب ومن نيسابور:
شيخها أبو العباس الأصم ومن الشام: شيخها خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومن بغداد: جعفر الخلدي وأبو سهل بن زياد وطائفة تفرد في الدنيا بإجازتهم كما تفرد بالسماع من خلق، وأول ما سمع في سنة 344 من مسند أصبهان: المعمر أبي محمد بن فارس، سمع من أبي احمد العسال وأحمد بن معبد السمسار وأحمد بن بندار العشار وأحمد بن محمد القصار وعبد الله بن الحسن بن بندار وأبي بكر بن الهيثم البندار وأبي بحر بن كوشي وأبي بكر بن خلاد النصيبي وحبيب القزاز وأبي بكر الجعابي وأبي القاسم الطبراني وأبي بكر الآجري وأبي علي بن الصواف وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العريم الكوفي وعبد الله بن جعفر الجابري وأحمد بن الحسن اللكي وفاروق الخطابي وأبي الشيخ بن حيان وخلائق بخراسان والعراق فأكثر، وتهيأ له من لقى الكبار ما لم يقع لحافظ اه.
تلامذته في تذكرة الحفاظ: كانت رحلة الحفاظ إلى بابه لعلمه وحفظه وعلو اسناده، روى عنه كوشيار بن لياليروز الجبلي وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو سعيد المالتني والحفاظ الخطيب وأبو صالح المؤذن وأبو علي الوحشي وأبو بكر محمد بن إبراهيم العطار وسليمان بن إبراهيم وهبة الله بن محمد الشيرازي ويوسف بن الحسن التفكري وأبو الفضل احمد الحداد واخوه أبو علي المقري وعبد السلام بن أحمد القاضي المفسر ومحمد بن بيا وأبو سعيد المطرز وعالم البرجي وأبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي وخلق كثير، وأبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدستي الذهبي خاتمة أصحابه، وذكر السلفي نحوا من ثمانين نفسا حدثوه عنه اه وعن رياض العلماء انه من جملة مشائخ الطبراني صاحب المعجم.
مؤلفاته له: 1 حلية الأولياء وكأنه يريد بهم المتصوفة لأنه عند ذكر كل واحد يذكر تعريفا للتصوف قال ابن خلكان هو من أحسن الكتب اه وفي تذكرة الحفاظ عن بعضهم لم يصنف مثله اه طبع في مصر 2