الشيخ أيضا في التهذيب. وفي أسد الغابة بالاسناد إلى أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي بسنده عن ابن إسحاق عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي من عمر بن الخطاب دخل عليها حسن وحسين أخواها فقالا لها انك ممن قد عرفت سيدة نساء العالمين وبنت سيدتهن وانك والله ان أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض ايتامه ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبينه. فوالله ما قاما حتى طلع علي إلى أن قال فقال أي بنية ان الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك فانا أحب أن تجعليه بيدي. فقالت أي أبة اني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء وأحب أن أصيب مما تصيب منه النساء من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي. فقال لا والله يا بنية ما هذا من رأيك ما هو إلا رأي هذين، ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه فقالا اجلس يا أبة فوالله ما على هجرتك من صبر، اجعلي أمرك بيده فقالت قد فعلت. قال فوالله فاني قد زوجتك من عون بن جعفر وانه لغلام وبعث لها بأربعة آلاف درهم وأدخلها عليه انتهى وفي هذا الخبر بهذه الكيفية ما يوجب الريبة فالحسنان ع أعظم شانا وأجل قدرا وأرجح حلما وأكثر إعظاما لأبيهما من أن يوصيا أختهما بمخالفة أبيهما طمعا في الدنيا ورغبة بها عن أهلها وأقربائها إلى الغرباء لأجل المال. هذا ما لا يكون ولا تساعد عليه سيرة أهل البيت الطاهر. وفي الطبقات: أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال عمر أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض أحد يرصد من حسن صحابتها ما أرصد، فقال علي قد فعلت، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين فقال رفئوني فرفئوه وقالوا بمن يا أمير المؤمنين؟ قال بابنة علي بن أبي طالب، ان النبي ص قال كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا. ثم روى أنه أمهرها أربعين ألفا ثم قال: قال محمد بن عمر هو الواقدي وغيره: لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم قال يا أمير المؤمنين انها صبية فقال إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ثم ذكر انه أمر ببرد فطوي وأرسله معها وأرسل اليه ان رضيت البرد فامسكه وان سخطته فرده فقال قد رضينا فزوجها إياه فولدت له زيدا وان زيدا وأم كلثوم ماتا فصلى عليهما ابن عمر فجعل زيدا مما يليه وأم كلثوم مما يلي القبلة وكبر عليهما أربعا وفي رواية صلى عليها سعد بن العاص وكان أمير الناس يومئذ انتهى الطبقات وقد روي من طرق أصحابنا عن القداح عن الصادق عن أبيه ع قال ماتت أم كلثوم بنت علي ع وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما مات قبل فلم يورث أحدهما من الآخر وصلي عليهما جميعا. وفي الاستيعاب في ترجمة إياس بن السكن قال هو والد محمد بن إياس. ومحمد ابن إياس هو القائل يرثي زيد بن عمر بن الخطاب وكان قتل في حرب بين بني عدي ثم قال زيد بن عمر بن الخطاب أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله ص انتهى وفي الإصابة قال الزبير:
ولدت لعمر ابنيه زيدا ورقية وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي فخرج ليصلح بينهم فشجه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة فعاش أياما وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد انتهى وفي الاستيعاب: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة رسول الله ص أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب فقال إنها صغيرة فقال له زوجنيها يا أبا الحسن فاني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد فقال له علي: أنا أبعثها إليك فان رضيتها فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي له هذا البرد الذي قلت لك فقالت ذلك لعمر فقال قولي له قد رضيت ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت أ تفعل هذا لولا انك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتني إلى شيخ سوء فقال يا بنية انه زوجك. ثم روى بسنده ان عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له ردك فعاوده فقال له ابعث بها إليك وذكر نحوا مما مر. وفي أسد الغابة: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وذكر مثله إلى قوله انه زوجك ثم قال فتزوجها على مهر أربعين ألفا. وفي الإصابة بسنده أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له انه ردك فعاوده فقال له علي أبعث بها إليك وذكر مثل ما مر في رواية الاستيعاب. ثم إن ما في مجموع هذه الأخبار يومئ إلى أن تزويجها لم يكن عن طيبة خاطر كاعتذاره تارة بأنه حبس بناته على ولد جعفر وأخرى بصغرها وانها صبية ولذلك قيل له ردك وقد فهم عمر منه كراهته ذلك فلذلك قال له: انك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك. ومن ذلك يعلم أن ما في بعض هذه الروايات من ارسالها اليه بتلك الصورة لا يمكن تصديقه ولا يمكن صدوره من ذي غيرة فضلا عن أمير المؤمنين وما ذلك الا فعل السفلة والأوباش وحاشا أمير المؤمنين من مثله ولو كانت عنده أمة لقبح أن يرسلها بهذه الصفة وكيف يرسلها بهذه الكيفية وهو قد دافع أولا واعتذر بعدة أعذار. وما ذا الذي يحمله على ارسال ابنته اليه بهذه الصورة المستهجنة وهي لا تعلم بأنه بعلها وكيف يقول له فان رضيتها فقد زوجتك وهل كان يحتمل أن لا يرضاها بعد إصراره على خطبتها غير مرة، ثم كيف يصح التزويج بهذا الترديد وبالايجاب بدون لفظ القبول ولم يذكر مهرا كما في بعض هذه الروايات ثم يروى بعد ذلك أنه تزوجها على أربعين ألفا. كل ذلك يوجب الجزم بان بعض هذه الأخبار مختلق. وقال المرتضى في الانتصار: فاما تزويجه بنته فلم يكن عن اختيار والخلاف فيه مشهور فان الرواية وردت بان عمر خطبها إلى علي فدافعه وماطله فاستدعى عمر العباس ثم ذكر انه تهدده وتهدد بني هاشم وعليا بما لا حاجة بنا إلى ذكره فمضى العباس إلى علي فخبره بما سمعه من الرجل فقال قد أقسمت أن لا أزوجها إياه فقال له رد أمرها إلي ففعل فزوجه العباس إياها. قال ويبين أن الأمر جرى على إكراه ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، وذكر حديثا في ذلك انتهى وقال في كتاب تنزيه الأنبياء والأئمة: بينا في كتاب الشافي انه ما أجابه إلى ذلك الا بعد توعد وتهدد ومراجعة ومنازعة وكلام طويل مأثور وان العباس لما رأى أن الامر يفضي إلى الوحشة ووقوع الفرقة سأله رد أمرها اليه ففعل فزوجها منه ثم روى عن الصادق ع ما يدل على أن عليا لم يكن راضيا بذلك. ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته ما صورته: أم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين ع زوجة عون بن جعفر الطيار أمها فاطمة الزهراء ع انتهى وبناء على ذلك تكون أم كلثوم التي تزوجها عمر هي الكبرى لأنها هي التي تزوجت بعده عون بن جعفر. 1430:
أم كلثوم بنت محمد رسول الله ص توفيت في شعبان سنة 9 من الهجرة.
أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين أدركت الاسلام وهاجرت