أخصب رحله ولم يشد رحله فعل وهذه نسخة التوقيع: أحسنت أبا حفص قولا وسنحسن فعلا فبشر جرذان دارك بالخصب وآمنها من الجدب فالحنطة تأتيك في الأسبوع ولست عن غيرها من النفقة بممنوع إن شاء الله تعالى.
أجوبته وكلماته القصيرة قال بعض ندمائه كنت يوما بين يديه فقدم البطيخ فقلت لا مترك فقال بالعجلة لمترك وكنت أريد أن أقول لا مترك للبطيخ فسبقني إلى التبادر بهذا التجنيس في القاموس المتر القطع ومتر بسلحه رمى به وكان الصاحب أراد أحد هذين أو غيرهما وفي اليتيمة حدثني أبو منصور البيع قال دخلت يوما على الصاحب فطاولته الحديث فلما أردت القيام قلت لعلي طولت فقال بل تطولت قال وحدثني أبو سعد نصر بن يعقوب قال كان الصاحب يقول بالليالي لجلسائه إذا أراد أن يبسطهم ويؤنسهم نحن بالنهار سلطان وبالليل إخوان قال وحدثني أبو النصر العتبي قال سمعت أبا جعفر دهقان ابن ذي القرنين يقول قدمت إلى الصاحب هدية أصحبنيها الأمين أبو علي محمد بن محمد برسمه واعتذرت اليه بان قلت إنها إذا نقلت إلى حضرته من خراسان كانت كالتمر ينقل إلى كرمان فقال قد ينقل التمر من المدينة إلى البصرة على جهة التبرك وهذه سبيل ما يصحبك وحكي أنه خرج من بديع الزمان الهمذاني ريح في مجلس الصاحب فقال الهمذاني هذا صرير التخت فقال الصاحب أخشى أن يكون صفير التخت فخجل ويقال أن هذه الخجلة كانت سبب مفارقته لتلك الحضرة وخروجه إلى خراسان قال الثعالبي وقرأ بحضرته والعاديات بأقبح قراءة فنام الصاحب تبرما به فخرجت من القارئ ريح انتبه الصاحب لصوتها وقال نومتني بالعاديات ونبهتني بالمرسلات وفي معجم الأدباء قال أبو حيان حدثني محمد بن المرزبان قال كنا بين يديه ليلة فنعس وأخذ إنسان يقرأ سورة الصافات فاتفق أن بعض هؤلاء الأجلاف من أهل ما وراء النهر نعس أيضا فخرجت منه ريح منكرة فانتبه وقال يا أصحابنا نمنا على والصافات وانتبهنا على والمرسلات قال وهذا من نوادره وملاحاته قال وحدثني أيضا قال انفلت ليلة أخرى ريح من بعض الحاضرين وهو في الجدل فقال على حدته كانت بيعة فلان خذوا فيما أنتم فيه يعني فلتة قال وقال قوم من أهل أصبهان لابن عباد لو كان القرآن مخلوقا لجاز أن يموت ولو مات القرآن في آخر شعبان بما ذا كنا نصلي التراويح في رمضان قال لو مات القرآن كان رمضان يموت أيضا ويقول لا حياة لي بعدك ولا تصلي التراويح ونستريح. وقال أبو حفص الوراق للصاحب أن جرذان بيتي يمشين بالعصي هزالا فقال بشرهن بمجئ الحنطة وفي نزهة الألباء يحكى أنه دخل عليه رجل فقال له من أين أنت فقال من پنج ده وهي بالفارسية خمس قرى فقال له الصاحب: يحمق من كان من قرية واحدة فكيف من كان من خمس قرى. وفي اليتيمة: حدثني بديع الزمان أبو الفضل الهمذاني قال: لما أدخلني والدي إلى الصاحب ووصلت إلى مجلسه واصلت الخدمة بتقبيل الأرض فقال لي: يا بني اقعد كم تسجد كأنك هدهد. قال: وقال يوما لبعض من تأخر عن مجلسه لعله وجدها ما الذي كنت تشتكيه قال الحما قال قه يعني الحماقة فقال وه يعني القهوة قال المؤلف كأنه قال الحما بفتح الحاء وتخفيف الميم وأراد الحمى بضم الحاء وتشديد الميم غلطا وجهلا فلذلك تمم له الصاحب قوله بما دل على الحماقة فاستدرك هو بان ضم إلى قه وه فصار قهوة ليدفع ما اراده الصاحب. وفي النزهة فاستحسن ذلك منه وخلع عليه.
ومر أنه قال لرجل من أهل سمرقند ما تقول في القرآن فقال إن كان مخلوقا كما تزعم فما ذا ينفعك وإن كان غير مخلوق كما يزعم خصمك فما ذا يضرك؟
فقال: أنت لم تخرج من خراسان بعد فنهض الرجل وكان ليلا فقال له: إلى أين؟ بت هاهنا فقال أنا لم أخرج من خراسان بعد فكيف أبيت بالري.
وفي اليتيمة: سمعت أبا الحسن العلوي الهمذاني الوصي يقول: لما توجهت تلقاء الري في سفارتي إليها من جهة السلطان فكرت في كلام ألقى به الصاحب فلم يحضرني ما أرضاه وحين استقبلني في العسكر وأفضى عناني إلى عنانه جرى على لساني ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم فقال:
إني لأجد يح يوسف لولا أن تفندون ثم قال مرحبا بالرسول ابن الرسول الوصي ابن الوصي. واستأذن عليه الحاجب يوما لانسان طرسوسي فقال الطر في لحيته والسوس في حنطته. وسال الصاحب أبا الحسين الربعي عن مسالة فأجاب جوابا أخطأ فيه فقال له أصبت فقبل الأرض بين يديه شكرا فلما رفع رأسه قال عين الخطا. وأنفذ إليه ابن فارس من همذان كتاب الحجر من تأليفه فقال رد الحجر من حيث جاءك ثم لم تطب نفسه بتركه فنظر فيه وأمر له بصلة. وقال لرجل رفع اليه قصة وهو يكثر الكلام: هذا رفع القصص لأرفع القصص الأولى بالكسر والثانية بالفتح.
من كلماته القصيرة في مسودة الكتاب: ومما يؤثر عنه من الكلمات القصار قوله: من لم تهذبه الإقالة هذبه العثار ومن لم يؤدبه والداه أدبه الليل والنهار.
من اليتيمة من استماح البحر العذب استخرج اللؤلؤ الرطب، من طالت يده بالمواهب امتدت اليه ألسنة المطالب، من كفر النعمة استوجب النقمة، من نبت لحمه على الحرام لم يحصده غير الحسام من غرته أيام السلامة حدثته ألسن الندامة، من لم يهزه يسير الإشارة لم ينفعه كثير العبارة، رب لطائف أقوال تنوب عن وظائف أموال، الصدر يطفح بما جمعه وكل إناء مؤد ما أودعه اللبيب تكفيه اللمحة وتغنيه اللحظة عن اللفظة الشمس قد تغيب ثم تشرق والروض قد يذبل ثم يورق والبدر يافل ثم يطلع والسيف ينبو ثم يقطع. العلم والجهل بالتناكر. إذا تكرر الكلام على السمع تقرر في القلب. الضمائر الصحاح أبلغ من الألسنة الفصاح. الشئ يحسن في ابانه كما أن الثمر يستطاب في أوانه. الآمال ممدودة والعواري مردودة. الذكرى ناجعة وكما قال الله تعالى نافعة. متن السيف لين ولكن حده خشن ومتن الحية الين ونابها أخشن. عقد المنن في الرقاب لا يبلغ إلا بركوب الصعاب. بعض الحلم مذلة وبعض الاستقامة مزلة. كتاب المرء عنوان عقله بل عيار قدره ولسان فضله بل ميزان علمه. انجاز الوعد من دلائل المجد واعتراض المطل من امارات البخل وتأخير الاسعاف من قرائن الاخلاف. خير البر ما صفا وضفا وشره ما تأخر وتكدر. فراسة الكرم لا تبطئ وقيافة الشر لا تخطئ. قد ينبح الكلب القمر فليلقم النابح الحجر.
كم متورط في عثار رجاء أن يدرك بثار. بعض الوعد كنقع الشراب وبعضه كلمع السراب. قد يبلغ الكلام حيث تقصر السهام. ربما كان الاقرار بالقصور أنطق في لسان الشكور. وربما كان الإمساك عن الإطالة أوضح من الإبانة والدلالة. لكل امرئ أمل ولكل وقت عمل. إن نفع القول الجميل وإلا نفع السيف الصقيل. شجاع ولا معمر ومندوب ولا كصخر. لا يذهبن عليك تفاوت ما بين الشيوخ والأحداث والنسور والبغاث. كفران النعم عنوان النقم. جحد الصنائع داعية القوارع. تلقي الاحسان بالجحود تعريض النعم للشرود. قد يقوى الضعيف ويصحو النزيف ويستقيم المائد