عمار الساباطي لم يوصفا قط كأخيهما بالكوفية والتغلبية ولم ينسبا كذلك إلى ابن حيان بل بالساباطية وابن موسى ومر أحمد بن بشير بن عمار الصيرفي عن رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه ابن بشر بن إسماعيل وعلى اي تقدير فيه شهادة أخرى على المغايرة من حيث ملاحظة الطبقة فتأمل ومما يؤيده رواية القندي والديلمي كما أشار اليهما المصنف في آخر هذا العنوان. أقول قد مر ان السيد أحمد بن طاوس قال عن رواية القندي التي فيها ان الصادق ع قال لإسحاق وأخيه إسماعيل وقد يجمعهما الله لأقوام في رواية الكشي المتقدمة يبعد ان يقول الصادق هذا لإسحاق بن عمار مع كونه فطحيا وان ابن طاوس اعتذر عن ذلك بان الرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وبزياد لان زياد بن مروان القندي واقفي انتهى ولكن هذا الاعتذار غير صحيح فالعبيدي ثقة على الأصح كما يأتي في ترجمته والقندي موثق وثقه المفيد في ارشاده وقيل إنه رواها قبل الوقف ثم قال في التعليقة والصدوق في ثبت رجاله قال وما كان فيه عن يونس بن عمار فقد رويته إلى أن قال عن أبي الحسن يونس بن عمار بن الفيض الصيرفي التغلبي الكوفي وهو أخو إسحاق بن عمار وسيجئ في باب علي بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الكيساني الكوفي العجلي الذي هو شيخ إجازة وفي باب الميم محمد بن إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي الصيرفي الثقة من أصحاب الكاظم ع وخاصته ويظهر من هذين أيضا ما ذكرنا سيما من الأخير فان عمار بن موسى من أصحاب الكاظم ع فكيف ابن ابنه يكون من أصحابه وثقاته وخاصته وأهل الورع والفقه والعلم من شيعته مضافا إلى أنه روي في الكافي وأصحاب الرجال في هشام بن سالم ان طائفة عمار وأصحابه بقوا على الفطحية وأيضا يكون الأب والجد فطحيين بل ومن أعيانهم وأركانهم بل واصلهم وهو يخالفهم في زمانهما إلى حيث صار من ثقات الكاظم ع وخواصه ولم يشر إلى هذا مشير ربما لا يخلو عن بعد وغرابة وأيضا علماء الرجال بل وغيرهم لم ينسبوا أحدا من اخوة ابن حيان ولا من أبناء أخيه إلى الفطحية بل ظاهرهم عدم كونهم منهم سيما إسماعيل وقيس فتأمل بل سيجئ في إسماعيل ما يشير إلى التغاير من وجوه فتأمل وأيضا في الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال سمعت الكاظم ع ينعي إلى رجل نفسه إلى أن قال يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فان عمرك قد فني وانك تموت إلى سنتين وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك الا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم الحديث وهذا لا يلائم كون محمد ابنه من ثقاته وخاصته وكذا لا يلائم حال أخويه بل وابن أخيه أيضا وسند الحديث معتبر مع أنه روي مكررا بغير هذا الطريق وفي غير الكافي ولا يلائم هذا الحديث رواية علي بن إسماعيل بن عمار في موت إسحاق فتأمل ومن القرائن أيضا ان إسماعيل ويونس ذكرا من أصحاب الصادق وعمار من أصحاب الكاظم. وفي العيون رواية عن عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن الصادق ع أنه قال يا إسحاق ألا أبشرك قلت بلى جعلني الله فداك فقال وجدنا صحيفة باملاء رسول الله ص وخط علي ع بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم وذكر الحديث يعني مضمون لوح فاطمة ع.
ثم قال ع يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ومن دان بهذا أمن من عذاب الله.
ويظهر من روايته هذه مضافا إلى عدم فطحيته كونه من خاصة الصادق ع وكونه ممن يثق ع به ويعتمد عليه.
ومما يؤيد أيضا ما قلناه من التغاير وعدم فطحيته آخر رواية زياد القندي في هذه الترجمة.
وقال جدي اي المجلسي محمد تقي مع أن قوله ع يمكن ان يكون بناء على الظاهر فان الله جمعهما له ولكنه ضيع الدنيا والآخرة وفيه ما لا يخفى.
وفي شرح الارشاد للمحقق الأردبيلي ان في المنتهى قال بصحة رواية الحلبي في مطهرية الأرض وفي سندها إسحاق بن عمار هذا ويظهر من بعض الأخبار تكني إسحاق بأبي هاشم واعلم أن جدي رحمه الله قال الظاهر أنهما متغايران ولما أشكل التمييز بينهما فهو في حكم الموثق كالصحيح وفيه ما لا يخفى والله يعلم انتهى التعليقة.
وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: منشا الشهرة في أن إسحاق بن عمار فطحي هو كلام الشيخ في الفهرست والمذكور فيه إسحاق بن عمار الساباطي وفي بعض النسخ إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو غير إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي الكوفي والمغايرة بينهما ظاهرة من جهة النسب والبلد والاخوة والأولاد والعشيرة وادخال ابن حيان في بني موسى يقتضي ان يكون اخوته إسماعيل ويوسف وموسى وقيس وأولاده وأولاد أولاده واخوته محمد ويعقوب وعلي وبشير وغيرهم كما تقدم ذكرهم بأسرهم أولاد عمار الساباطي وفيه تحويل هذا البيت كله إلى بيت بني موسى بل جعل حيان وموسى رجلا واحدا وفساده واضح جلي كيف وبنو حيان كوفيون صيارفة من موالي بني تغلب معروفون في الاخبار وفي كلام علماء الرجال بذلك وبالانتساب إلى حيان ولا كذلك بنو موسى عمار واخوته قيس وصباح.
وعمار الساباطي منسوب إلى ساباط قرية بالمدائن ولم يذكر فيه ولا في اخوته انهم تغلبيون أو صيارفة ولا كان لعمار الساباطي من يسمى بإسماعيل ويونس ويوسف ولا في أولاد أولاده بقية إلى زمان التلعكبري كما أنه ليس لعمار بن حيان من يسمى بقيس وصباح ومن ثم ذهب جماعة من المتأخرين إلى أن إسحاق بن عمار اثنان أحدهما إسحاق بن عمار بن حيان الكوفي التغلبي الصيرفي والآخر إسحاق بن عمار الساباطي الأول ثقة من أصحابنا كما قاله النجاشي والثاني فطحي موثق كما قاله الشيخ ومما يشير إلى المغايرة اختلافهما في المذهب ونسبة الكتاب إلى الأول والأصل إلى الثاني وهما متغايران في اصطلاح علماء الرجال كما يدل عليه كلام الشيخ في أول الفهرست وغيره وان الراوي عن الأول غياث بن كلوب وعن الثاني ابن أبي عمير وكذا ما قاله الشيخ في أصحاب الكاظم ع من كتاب الرجال ان إسحاق بن عمار ثقة له كتاب فان الظاهر أن هذا هو ابن حيان الذي ذكره النجاشي وعده من أصحابنا وأثبت له كتابا والذي في الفهرست هو الساباطي صاحب الأصل انتهى.
ومن الأدلة على التعدد ما ذكره الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل في تكملة الرجال من الاختلاف بين الأوصاف فان عمارا أبا الفطحي بن موسى وأبا الاخر حيان وعمار بن حيان موجود في الرجال والاخبار هو وابنه إسماعيل ففي الكافي عن سيف بن عميرة عن عبد الله بن مسكان وصححه المصنف عن عمار بن حيان قال أخبرت أبا عبد الله ع