ببر إسماعيل ابني بي فقال لقد كنت أحبه وقد ازددت له حبا فهذا يعني ان عمارا هذا ليس ابن موسى وان ابنه إسماعيل وقد ذكر ان إسحاق له أخ اسمه إسماعيل ومن الأوصاف المختلفة ان أحدهما الصيرفي وله اخوة وكنيته بأبي يعقوب إلى غير ذلك مع اختلاف اسم الجد فإذا كانا مختلفين بهذه الصفات فكيف يحكم بان الذي ذكره النجاشي هو الذي ذكره الشيخ في الفهرست مع الاختلاف العظيم قال: ومما يدل على ذلك أنه وقع في الاخبار كثيرا عمار الصيرفي وهو ابن حيان وعمار الساباطي وكذلك وهو يقتضي ان يكون متعددا. ومما يدل واضحا على ذلك قول النجاشي من أصحابنا فإنه يدل على أنه امامي والساباطي فطحي فلا يقال هو من أصحابنا الا ان يكون اماميا وأيضا بالغ النجاشي في شهرة هذا الرجل وطائفته وأهل بيته ويدل عليه رواية في كتاب الكشي فإذا كان بهذه ففطحيته لا تخفى على النجاشي وغيره فكيف لم يذكر انه فطحي وأيضا تعهد النجاشي انه إذا لم يذكر مذهب الرجل فهو امامي فلا بد ان يكون هذا الرجل اماميا والمفروض ان الساباطي فطحي بلا خلاف كما يدل عليه ان والده كذلك انتهى ونقول: هذه الأدلة كلها صحيحة، لو وجد إسحاق بن عمار الفطحي، لكن مع عدم وجوده كما ستعرف فهي أدلة على أنه واحد ثقة امامي.
ما يميز به بينهما على فرض التعدد قال المحقق البهبهاني في تعليقته مع التعدد يعين أحدهما بالامارات ورواية غياث عنه قرينة كونه ابن حيان على ما يظهر من النجاشي ومن القرائن رواية أحد اخوته وأولاد أخيه إسماعيل أو أحد من نسب اليه عنه أو روايته عن عمار بن حيان إلى غير ذلك من الامارات. ومن القرائن المعينة للصيرفي رواية زكريا المؤذن عنه أو غياث بن كلوب أو صفوان بن يحيى أو عبد الرحمن بن أبي نجران أو علي بن إسماعيل وكذا بشر وكذا أحد اخوته أو أحد من نسبائه أو روايته عن عمار بن حيان إلى غير ذلك من الامارات التي تظهر على المجتهد المتتبع المتأمل في الرجال وغيره وربما يحصل الظن بان الراوي عن الصادق ع مطلقا هو والله يعلم انتهى.
وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: بناء على التغاير متى ورد في الحديث إسحاق بن عمار ولم يعلم أنه ابن حيان بنسبته اليه أو بوصفه بالصيرفي أو التغلبي أو برواية من يختص به أو يلائمه في الروايات وقفت الرواية لثبوت الاشتراك مع انتفاء المايز فيتبع الأدنى كما هو المقرر وقيل بل يتعين انه ابن حيان الثقة بروايته عن أحد الامامين الصادق والكاظم ع لان الأصل في ثبوت الساباطي هو الشيخ في الفهرست ولم يذكر فيه انه من أصحابهما أو من أصحاب أحدهما وهو وان كان في طبقتهم الا انه لا يلزم من ذلك اللقاء فضلا عن الرواية ومنهم من قطع بذلك إذا كانت الرواية عن الصادق ع والوجه فيه غير ظاهر وقد يضعفهما عدم ذكر الشيخ له في باب من لم يرو عنهم ع انتهى وكذا ما تقدم عن السروي ابن شهرآشوب من أن إسحاق بن عمار الفطحي من أصحاب الصادق ع وربما قيل بتعيين ابن حيان برواية صفوان بن يحيى وعنه وكذا برواية يونس بن عبد الرحمن وعبد الله بن سنان وحماد بن عيسى وحماد بن عثمان والحسن بن محبوب وداود بن النعمان ومعاوية بن وهب ويحيى بن عمر الحلبي وعلي بن رئاب وسيف بن عميرة وعبد الله بن مسكان وعبد الله بن المغيرة وأبي أيوب الخزاز وثعلبة بن ميمون وحفص البختري وغيرهم ممن في طبقتهم بناء على أنهم أعلى طبقة واقدم زمانا من إسحاق بن عمار الساباطي ويضعفه رواية ابن أبي عمير عنه وهو في طبقة يونس وصفوان وكثير ممن ذكر وكذا رواية صفوان عن محمد بن إسحاق بن عمار وقد روى الشيخ أصل الساباطي عن المفيد عن الصدوق عن شيخه محمد بن الحسن عن الصفار عن محمد بن أبي الحسين عن ابن أبي عمير عنه وقد تقدم رواية النجاشي كتاب ابن حيان عن محمد بن علي عن أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد سعيد بن محمد بن الحسين عن غياث بن كلوب عنه وقد روى الصدوق في الفقيه عن أبيه عن الحميري عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار والطرق متقاربة بل طريق الشيخ ابعد ولا يبعد رواية هؤلاء عن الساباطي ولا يتعين ابن حيان بروايتهم عنه وبذلك تخرج أكثر اخبار إسحاق بن عمار عن الصحة انتهى.
من قال إسحاق بن عمار رجل واحد ثقة امامي لا فطحي أول من ذهب إلى ذلك العلامة الطباطبائي واستدرك على من تقدمه فقد عرفت انه إلى زمان البهائي كان المعروف انهما شخص واحد فطحي ثم صار المعروف انهما رجلان امامي ثقة وفطحي ثقة واستمر هذا إلى زمن بحر العلوم الطباطبائي فجاء بالقول الفصل وبرهن على أنه شخص واحد امامي لا فطحي وأبوه عمار بن حيان الكوفي الصيرفي التغلبي مولاهم لا عمار الساباطي الفطحي ولا علاقة له بالساباطي بوجه من الوجوه وان منشا توهم انه ابن عمار الساباطي هو عبارة الشيخ في الفهرست وهي من سهو القلم وتبعه على ذلك كل من تأخر عنه إلى اليوم فقال في رجاله: الوجه عندي ان إسحاق بن عمار رجل واحد وهو إسحاق بن عمار بن حيان الامامي الثقة لخلو الاخبار عن إسحاق بن عمار الساباطي بالمرة وعدم ذكره فيها مطلقا أو مقرونا بما يدل على أنه ابن حيان ولو كان في رجال الحديث إسحاق بن عمار الساباطي لذكر بمقتضى العادة كما يذكر فيها عمار الساباطي غالبا ولان الشيخ والنجاشي رحمهما الله قد وضعا فهرستيهما لاستقصاء أصحاب الأصول والكتب كما صرحا به في خطبة الكتابين وكررا ذلك في أثنائهما ولو كان إسحاق بن عمار مشتركا بين اثنين كل منهما مصنف له أصل وكتاب لذكراهما معا ولم يهمل الشيخ إسحاق بن عمار بن حيان الثقة الامامي الجليل صاحب الكتاب المعتمد عند الأصحاب ولا أهمل النجاشي إسحاق بن عمار الموثق صاحب الأصل المشهور المروي عن مثل ابن أبي عمير ولو كان فطحيا فاسد المذهب فان كتابه مشحون بذكر الفطحية و الواقفية وغيرهم من أصحاب الأصول والكتب وقد قال في ترجمة محمد بن عبد الملك بن محمد التبان قد ضمنا ان نذكر كل مصنف ينتمي إلى هذه الطائفة وقد وضع الشيخ رحمه الله كتاب الرجال لذكر أصحاب النبي ص والأئمة ع ومن لم يرو عن أحد سواء عاصرهم أو لم يعاصرهم ولم يذكر إسحاق بن عمار الساباطي لا في الأول ولا في الثاني وانما ذكر في أصحاب الصادق ع إسحاق بن عمار الكوفي الصيرفي واخوته إسماعيل ويونس وجملة من أهل هذا البيت مصرحا فيهم بأنهم كوفيون صيارفة كما تقدم وكذا البرقي فإنه قال إسحاق بن عمار الصيرفي مولى بني تغلب كوفي وذكر نحو ذلك في إسماعيل ويونس وذكر الكشي إسحاق وإسماعيل ابني عمار وساق الروايات فيهما والمعلوم من العنوان والروايات الموردة فيه ان إسحاق هذا هو أخو إسماعيل بن عمار بن حيان الصيرفي الكوفي واما الساباطي فلم يذكره ولم يشر اليه بوجه من الوجوه وروى الصدوق في الفقيه وسائر كتبه عن إسحاق بن عمار حديثا كثيرا وذكر في مشيخة الفقيه ان ما كان فيه عن