القصيدة مدحه وابنه أبا الفضل يعقوب بن أبي يعقوب إسحاق في قصيدة أخرى أولها:
كم بالكتيب من اعتراض كثيب * وقوام غصن في الثياب رطيب يقول فيها:
وإذا أبو الفضل استعار سجية * للمكرمات فمن أبي يعقوب لا يحتذي خلق القصي ولا يرى * متشبها في سؤدد بغريب تمضي صريمته وتوقد رأيه * عزمات جوذرز وسورة بيت شرف تتابع كابرا عن كابر * كالرمح أنبوبا على أنبوب وأرى النجابة لا يكون تمامها * لنجيب قوم ليس بابن نجيب وجوذرز وبيب هما من أجداد الممدوح المشهورين بالشجاعة في عهد الأكاسرة ذكرهما ابن الأثير في تاريخه.
حبس الوزير الخصيبي له وإفراج خلفه عنه ثم حكى عن كتاب تجارب الأمم انه في 11 رمضان سنة 313 عزل المقتدر وزيره الخاقاني واستوزر أحمد بن عبيد الله الخصيبي فاخذ الخصيبي في مصادرة الخاقاني وعماله وكتابه ومنهم المترجم فحبسه الخصيبي وقرر عليه مبلغا من المال ثم حكى عن تاريخ الوزراء للصابي ان المقتدر في 11 ذي القعدة سنة 314 عزل الخصيبي من الوزارة وقام فيها علي بن عيسى بن الجراح للمرة الثانية فطالب ابن الجراح الخصيبي بأموال المصادرات والضمانات التي كانت في وزارته فكان من جملة العمال الذين عليهم ضمانات المترجم فقد كان في ضمانه قبل وزارة ابن الجراح الثانية أموال النهروانات وعليه من ذلك مال كثير لم يؤد منه الا شيئا يسيرا ومن ذلك يعلم أن المترجم بعد ما كان في عهد الخصيبي محبوسا ومصادرا ضمن أموال النهروانات وصارت في عهدته إلى أواخر وزارة الخصيبي.
قبض الوزير ابن الجراح عليه ثم حكى عن كتاب تجارب الأمم انه في سنة 315 كان الوزير ابن الجراح قد أحال جماعة على المترجم بأموال مما في ضمانه فلم يدفع لهم فقبض الوزير عليه وعلى كاتبه أحمد بن يحيى جلخة وجماعة من أصحابه واخذ منه خمسين ألف دينار من الأموال التي في ضمانه وكانت أموال واسط في ذلك الوقت في ضمانه.
إفراج الوزير ابن مقلة عنه ثم حكى عن كتاب صلة عريب ان المقتدر في 15 ربيع الأول سنة 316 عزل ابن الجراح من الوزارة واستوزر محمد بن علي بن مقلة صاحب الخط المشهور فأعاد العمال وأصحاب الديوان الذين كان قد عزلهم ابن الجراح ومنهم المترجم قال ومن ذلك التاريخ إلى سنة 320 التي قتل فيها المقتدر وبويع القاهر لا اطلاع لنا على أحوال المترجم سوى انه يظهر ان دولته كانت في ترق يوما فيوما إلى حين قتل المقتدر وانه كان يعد من أصحاب النفوذ والاقتدار في البلاط انتهى.
مجازاة القاهر له على الاحسان بالإساءة قال ابن الأثير في الكامل: لما قتل المقتدر أشار مؤنس بنصب ولده أبي العباس احمد في الخلافة وقال إنه تربيتي فإذا جلس في الخلافة سمحت نفس جدته واخوته وغلمان أبيه ببذل الأموال فاعترض عليه أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل النوبختي وقال بعد الكد والتعب استرحنا من خليفة له أم وخالة وخدم يدبرونه فنعود إلى تلك الحال والله لا نرضى الا برجل كامل يدبر نفسه ويدبرنا وما زال حتى رد مؤنسا عن رأيه وذكر أبا منصور محمد بن المعتضد فاجابه مؤنس إلى ذلك وكان النوبختي في ذلك كالباحث عن حتفه بظلفه. قال واشتغل القاهر بمناظرة والدة المقتدر فاعترفت له بما عندها من المصوع والثياب وصادر جميع حاشية المقتدر وأصحابه واخرج والدة المقتدر لتشهد على نفسها بأنها قد حلت أوقافها ووكلت في بيعها فقالت قد أوقفتها على أبواب البر ولا استحل حلها ولا بيعها فاحضر القاهر القاضي والعدول وأشهدهم انه قد حل وقوفها جميعها ووكل في بيعها فبيع ذلك جميعه انتهى وعن تجارب الأمم وغيره انه وكل القاضي علي بن عباس النوبختي في بيع ذلك ووكل أبا طالب وأبا الفرج أحمد بن يحيى جلخة والمترجم في بيع مستغلات أم المقتدر التي ضبطت في بغداد.
قبض الوزير ابن مقلة عليه ثم اطلاقه واستوزر القاهر أبا علي محمد بن علي بن مقلة فوصل من شيراز عاشر ذي القعدة سنة 320 فقبض على جماعة من الكتاب والعمال منهم المترجم وطالبه بالأموال التي عليه فتوسل المترجم بأبي جعفر محمد بن شيرزاد وهو من عمال الديوان وأصدقاء المترجم القدماء فتكلم أبو جعفر مع الوزير ابن مقلة في امر المترجم فقال له ابن مقلة لا بد من بقائه محبوسا لأنه قصر في عهد المقتدر في أداء المال الذي عليه فطلب المترجم إلى أبي جعفر ان يتوسط له عند مؤنس ففعل فأرسل مؤنس إلى ابن مقلة فاطلقه ثم احضره بعد قليل واخذ خطه بان يؤدي في كل شهر ألفي دينار ثم عزل القاهر ابن مقلة وولى الوزارة أبا جعفر محمد بن قاسم بن عبيد الله بن وهب. وصار للمترجم نفوذ عظيم في عهد هذه الوزارة لان املاك واسط وحوالي الفرات في ضمان المترجم وهو من أعيان بغداد وصاحب املاك وثروة كثيرة لهذا كان في ذلك العصر ملجا المغضوب عليهم والمعزولين فيصلح بينهم وبين الوزير ولما عزل ابن مقلة من الوزارة واستتر أيضا بنو البريدي بن ظهر ابن مقلة توسط المترجم مع الوزير في امر ابني البريدي واخذ لهما منه أمانا فظهرا.
قبض القاهر عليه ثم إن القاهر بمشاورة بعض أطباء البلاط عزم على إعادة الخصيبي إلى الوزارة والقبض على أبي جعفر الوزير محمد بن القاسم وابني البريدي والمترجم فأرسل القاهر خادما إلى دار الوزير لظنه ان المترجم وابني البريدي هناك وكان ابنا البريدي قد علما بالامر فاختفيا قبل وصول الخادم فذهب الخادم إلى منزل المترجم وكان المترجم قد ذهب إلى دار الوزير فلما لم يجده ذهب إلى دار الوزير وقبض على المترجم وارسل القاهر من فتش منازل المترجم في النوبختية وأطراف دجلة وقبض على حرمه وأولاده وكاتبه أبي عبد الله أحمد بن علي الكوفي واقام علي بن عيسى مكان المترجم على اعمال واسط وسقي الفرات. قال ابن الأثير في سنة 321 ارسل القاهر إلى أبي يعقوب النوبختي وهو في مجلس وزيره محمد بن القاسم فاخذه وحبسه انتهى.
كيفية قتله عن تجارب الأمم ان القاهر في سنة 322 صمم على قتل أبي السرايا نصر بن حمدان وصاحب الترجمة فامر بإلقائهما في بئر فاتى بالمترجم مقيدا