عبد الله ع إذا رأى إسحاق بن عمار وإسماعيل بن عمار يقول وقد يجمعهما لأقوام يعني الدنيا والآخرة ثم ذكر الحديث المروي في الصحيح عن إسحاق بن عمار دخلت على أبي عبد الله ع فخبرته انه ولد لي غلام فقال ألا سميته محمدا قلت قد فعلت قال فلا تضربن محمدا ولا تشتمه جعله الله قرة عين لك في حياتك وخلف صدق من بعدك فقلت جعلت فداك في اي الاعمال أضعه قال ما عدلت عن خمسة أشياء فضعه حيث شئت الحديث ويأتي بتمامه في ترجمة ولده محمد ثم ذكر خبر الصحيفة الآتي عن العيون ثم نقل عن ابن قولويه في كامل الزيارة بسنده عن إسحاق بن عمار انه رأى بمشهد الحسين ع ليلة عرفة نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف رجل جميلة وجوههم شديدا بياض ثيابهم يصلون الليل اجمع وانه كان يريد أن يأتي القبر ويقبله ويدعو فلا يصل اليه من كثرة الخلق الحديث قال وفيه عن إسحاق بن عمار شكوت إلى أبي عبد الله ع جارا لي وما ألقى منه فقال لي ادع عليه ففعلت فلم أر شيئا قال فكيف دعوت عليه فقلت إذا لقيته دعوت عليه فقال ادع عليه إذا اقبل واستدبر ففعلت فلم ألبث حتى أراح الله منه.
إسحاق بن عمار واحد أو اثنان قال العلامة الطباطبائي في رجاله اما إسحاق فالكلام فيه طويل والوهم فيه وقع من جليل بعد جليل انتهى وقد تلخص مما مر ان الشيخ في رجاله ذكره في أصحاب الصادق ع بدون توثيق ووصفه بالكوفي الصيرفي وفي رجال الكاظم ع وثقه ولم يصفه بالكوفي الصيرفي وفي كليهما لم يصفه بالفطحية ولا بأنه ابن عمار الساباطي. وفي الفهرست وصفه بابن عمار الساباطي وبالفطحية ووثقه ولم يذكر ابن حيان والنجاشي جعله ابن حيان التغلبي بالولاء الصيرفي ووثقه ولم يصفه بالفطحية والكشي اقتصر على إسحاق بن عمار فانحصر وصفه بالفطحية وبانه ابن عمار الساباطي في الشيخ في الفهرست دون كتاب رجاله ودون سائر كتب الرجال.
من قال إن إسحاق بن عمار شخص واحد فطحي فلما جاء المتأخرون عن الشيخ كالمحقق والعلامة وابن طاوس وغيرهم فوجدوا الشيخ يصفه في الفهرست بأنه ابن عمار الساباطي وبانه فطحي ثقة وفي غير الفهرست وغير الشيخ لا يصفونه بذلك بل بأوصاف أخر ويوثقونه جمعوا بين هذه الأوصاف وجعلوها لشخص واحد هو إسحاق بن عمار فجعلوه فطحيا موثقا. فمضى للأصحاب زمان بعد الشيخ يعدونه شخصا واحدا فطحيا ثقة وحديثه موثقا لا صحيحا جمعا بين الأقوال السابقة فجعلوا الصفات المذكورة فيها كلها مجتمعة فيه وأول من ذهب إلى ذلك السيد أحمد بن طاوس ومعاصره المحقق الحلي جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد قال الأول: في كتاب رجاله في رواية القندي السابقة يبعد ان يقول الصادق ع هذا لإسحاق بن عمار وكان فطحيا والرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وزياد لأن زياد بن مروان القندي واقفي وقد روي أن إسحاق تردد في شئ اخبر به أبو الحسن من الحوادث المستقبلة لكن الطريق فيه نصر بن الصباح وسجادة وهما مضعفان وروى حديثا آخر يقارب معناه في طريقه محمد بن سليمان بن زكريا الديلمي قال ومحمد بن سليمان الديلمي مضعف وبالجملة فالمشهور انه فطحي كما أسلفت انتهى وقال المحقق في إسحاق بن عمار وان كان ثقة إلا أنه فطحي وتبعهما على ذلك تلميذاهما العلامة في الخلاصة كما مر من كلامه وابن داود إلا أنه ذكره في البابين وحكى مذهبه عن الشيخ خاصة ونسبه في الأول إلى عمار بن حيان التغلبي الصيرفي كما قاله النجاشي فهو كالعلامة في البناء على الاتحاد.
من قال إن إسحاق بن عمار رجلان عدل امامي وموثق فطحي وبقي الحال على هذا إلى عصر الشيخ البهائي فحكم بان إسحاق بن عمار رجلان أحدهما ابن عمار بن حيان الثقة الامامي له كتاب والثاني ابن عمار الساباطي الثقة الفطحي له أصل قال العلامة الطباطبائي في كتاب رجاله: أول من تنبه للمغايرة وحكم بالاشتراك في هذا الاسم شيخنا المحقق البهائي فإنه قال في حاشية الخلاصة عند ذكر عبارة العلامة المتقدمة:
هذا وهم من المصنف وقد اقتفى اثره ابن داود والحق ان المذكور في كلام النجاشي امامي ثقة والمذكور في فهرست الشيخ فطحي ثقة وهو مما لا يشتبه على من له أدنى مسكة إذا تتبع الكلامين المذكورين وقال في مقدمات مشرق الشمسين قد يكون الرجل متعددا فيظن انه واحد كما اتفق ذلك للعلامة في إسحاق بن عمار فإنه مشترك بين اثنين أحدهما من أصحابنا والآخر فطحي كما يظهر على المتأمل وتبعه على ذلك تلامذته المحدثون المحققون الفاضل القاشاني صاحب الوافي والشيخ المولى أبو الحسن الشريف العاملي في حواشي هذا الكتاب يعني الوافي وجماعة من مشائخنا المحققين رضوان الله عليهم أجمعين انتهى ولا يخفى ان هذا القول أقل محذورا من القول بأنه رجل واحد ثقة فطحي وقد تنبه لذلك قبل البهائي المقدس الأردبيلي بعض التنبه لكنه لم يجزم بالتعدد واضطرب فيه كلامه بعض الاضطراب فقال في مجمعه وإسحاق قيل إنه فطحي ثقة ولكن افهم من النجاشي مدحا عظيما له وانه من أصحابنا ومن بيت كبير من الشيعة والشيخ قال أصله معتمد وان كان فطحيا والمصنف قال عندي التوقف فيما ينفرد به وبالجملة هذا الرجل لا باس به انتهى وممن قال بالتعدد السيد فيض الله التفريشي تلميذ الأردبيلي في حواشي المختلف فيما حكاه عنه صاحب تكملة الرجال فإنه كتب على قول العلامة وعندي في إسحاق قول: لا يخفى ان إسحاق بن عمار في الرواة اثنان أحدهما إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو فطحي ثقة وثانيهما إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب وهو إمامي ثقة كذا في بعض كتب الرجال والعلامة قد ذكر الأول دون الثاني بل اعتقد انه واحد انتهى وعن السيد عناية الله في حواشي الكشي انه صرح بنحو هذا.
أدلة من قال إن إسحاق بن عمار رجلان قال المحقق البهبهاني في تعليقته على رجال الميرزا الكبير: الفطحي كما في الفهرست هو إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو غير ابن حيان ولا منشا للاتحاد غير أن النجاشي لم يذكر ابن موسى وفي الفهرست لم يذكر ابن حيان والحكم به بمجرد هذا مشكل مع أن عبارة النجاشي في غاية الظهور في كون ابن حيان غير ابن موسى وانه إمامي معروف مشهور هو واخوته وأبناء أخيه وانهم طائفة على حدة لا طائفة عمار الساباطي المشهور المعروف في نفسه وفي كونه فطحيا بل وطائفته أيضا كذلك كما ستعرف ومن ثم ذهب جمع من المحققين إلى التغاير وكون ابن حيان ثقة وابن موسى موثقا ومنهم المصنف في رجاله الوسيط ومما يؤيده عدم اتصاف أحد من اخوة ابن حيان بالساباطية ولم يذكر هذا الوصف لهم في الرجال ولا في غيره وكذلك لم ينسب إلى موسى وكذلك ابنا أخيه علي وبشير بل في كل موضع ذكروا بالوصف والنسبة فالصيرفي والكوفي وابن حيان كما أن الصباح وقيسا أخوي