عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن إبراهيم بن العباس قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحدا بكلامه قط، وما رأيت قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس.
وكان قليل النوم بالليل كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول ذلك صوم الدهر.
وكان كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه (1).
وتقدم في " حبس ": أنه قال سجانه للهروي: ربما صلى الإمام (عليه السلام) في يومه وليلته ألف ركعة (2).
وروي أنه أعطى دعبل قميص خز أخضر، وقال له: احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ليلة ألف ركعة، وختمت فيه القرآن ألف ختمة (3).
حديث رجاء بن أبي الضحاك المشتمل على بيان عبادته وسيره وسلوكه (4).
ما يظهر منه مكارم أخلاقه (5).
كان لا يستخدم أحدا من مماليكه حين يأكل حتى يفرغ ويقول لهم: إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا (6).
رأى أسودا يعمل مع غلمانه، فقال لهم: قاطعتموه على اجرته؟ فقالوا: لا، هو