وزعم أنه يعمل برهانا على ذلك فقلت له كنت اعرف ان هذا خمسة وعشرين ضرورة وقد شككت الآن وهذا هو الخسار. ومثل هذا لا يبعد ان يقول مثله من لم يتدرب بهذه الصناعة فاما ما تقدم من حديث ابن ثوابة فهو غاية في التجلف والرجل كان اجل من ذلك وانما اتي اما من جهة أحمد بن الطيب لأنه كان فيلسوفا وكان ابن ثوابة متعجرفا فاخذ يسخر منه ليضحك المعتضد فان أحمد بن الطيب كان من جلساء المعتضد واما ان يكون أبو حيان جرى على عادته في وضع ما أكثر من وضعه من مثل ذلك والله أعلم اه. أقول لا ريب في أن هذه الرسالة موضوعة مفتعلة من أبي حيان أو ابن الطيب وتركنا منها أشياء كثيرة غير ما ذكرناه غاية في السخافة، والاختلاق عليها كالذي ذكرناه منها ظاهر كما أن ما نسب إلى ابن عباد الظاهر أنه موضوع مفتعل من أبي حيان على عادته فابن عباد في علمه وفضله اجل شانا من أن يجهل فوائد علم الهندسة ويسب أصحابها وينسبهم إلى الحمق وما نفى ياقوت عنه البعد هو في غاية البعد.
مؤلفاته قال ابن النديم في الفهرست وياقوت في معجم الأدباء ان لصاحب الترجمة من التصانيف كتاب رسائل مجموع كتاب رسالته في الكتابة والخط.
شئ من انشائه قال ابن النديم كان أبو العباس من الثقلاء البغضاء وله كلام مدون مستهجن مستثقل منه: علي بماء الورد أغسل فمي من كلام الحاجم.
ومنه: لما رأى أمير المؤمنين الناس قد تدارسوا وتدقلموا وتذروروا تدسقن.
قال ياقوت ومن كلام أبي العباس: من حق المكاتبة ان يسبقها انس وينعقد قبلها ود ولكن الحاجة أعجلت عن ذلك فكتبت كتاب من يحسن الظن إلى من يحققه.
قال ومن فصل له إلى عبيد الله بن سليمان وزير المعتضد: لم يؤت الوزير من عدم فضيلة ولم أؤت من عدم وسيلة ولم أزل أترقب ان يخطرني بباله ترقب الصائم لفطره وأنتظره انتظار الساري لفجره إلى أن برح الخفاء وكشف الغطاء وشمت الأعداء وان في تخلفي وتقدم المقصرين لآية للمتوسمين والحمد لله رب العالمين.
وقال ياقوت: وكتب أحمد بن محمد بن ثوابة إلى إسماعيل بن بلبل حين صاهر الناصر لدين الله الموفق بالله: بسم الله الرحمن الرحيم بلغني للوزير أيده الله نعمة زاد شكرها على مقادير الشكر كما أربى مقدارها على مقادير النعمة فكان مثلها قول إبراهيم بن العباس:
بنوك غدوا آل النبي وأورثوا * الخلافة والحاوون كسرى وهاشما وانا اسال الله تعالى ان يجعلها موهبة ترتبط ما قبلها وتنتظم ما بعدها وتصل جلال الشرف حتى يكون أعزه الله على سادة الوزراء موفيا ولجميل العادة مستحقا ولمحمود العاقبة مستوجبا وان يلبس خدمه وأولياءه من هذه الحلل العالية ما يكون لهم ذكرا باقيا وشرفا مخلدا.
311: السيد أحمد بن السيد محمد الجزائري في تحفة العالم حاد الذهن معتدل السليقة قرأ على عمه السيد عبد الله فكان من مقدمي تلامذته وكان يكتب الخط النسخ الجيد في الغاية توفي في شبابه قبل استكماله الكمالات ولو بقي لكان أحد الأفاضل الاعلام له ولد واحد وهو السيد عبد الغفور.
312: الشريف أحمد بن محمد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب.
في مقاتل الطالبيين: حمله محمد بن ميكال مع أبيه إلى نيسابور فمات أبوه قبله وتوفي هو بعده في أيام المعتمد اه.
313: الشريف النقيب امين الدين أبو طالب أحمد بن محمد بن جعفر الحسيني.
أحد نقباء حلب من آل زهرة وعلمائها وأحد مشايخ الرواية يروي عنه السيد أبو حامد محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني ابن أخي السيد أبي المكارم حمزة بن علي الحسيني صاحب الغنية ويروي هو عن القاضي أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة والمترجم هو خال والد أبي حامد المذكور ذكره أبو حامد في صدر كتاب الأربعين حديثا في حقوق الاخوان فقال: الحديث الأول أخبرني عمي الشريف الطاهر عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني وخال والدي الشريف النقيب امين الدين أبو طالب أحمد بن محمد بن جعفر الحسيني رضي الله عنه قراءة عليهما قالا: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الخ وقد علم من ذلك أنه في طبقة السيد أبي المكارم حمزة بن زهرة صاحب الغنية المتوفى سنة 585 ومن العلماء ومن مشايخ الإجازة ولعله هو المذكور بعده لأنه في طبقته ويمكن تعدد كنيته.
314: الشريف المرتضى أبو الفتوح عز الدين أحمد بن أبي طالب محمد بن جعفر بن زيد بن جعفر بن أبي إبراهيم محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ع العلوي الحسيني الإسحاقي الحلبي نقيب الاشراف بحلب.
ولد بحلب سنة 579 وتوفي فيها فجأة ليلة الخميس 16 شوال سنة 653 وترك ثلاثة أيام حتى تيقنوا موته ثم دفن في مدرسته التي أنشأها بحلب في أعالي جبل الجوشن ودرس بها.
عن مختصر تاريخ الاسلام للذهبي أنه كان صدرا رئيسا وافر الحرمة وهو الذي شهر ابن العود لما تكلم على الصحابة سمع من النسابة أبي محمد بن أسعد الحراني والافتخار الهاشمي وأبي محمد بن علوان وأجاز له يحيى الثقفي وحدث بدمشق وحلب، روى عنه الدمياطي وغيره وروى عنه بالثغر البرهان وعن كنوز الذهب في تاريخ حلب لأبي ذر أحمد بن إبراهيم الشافعي: أنه تولى نقابة الطالبيين بحلب بعد موت أخيه ثم عزله الظاهر غازي وولاها شمس الدين أبا علي بن زهرة ثم أن أتابك ولاه الحسبة بحلب في أيام العزيز محمد حتى مات أبو علي بن زهرة فولاه نقابة الطالبيين ثم ولي مضافا إليها نقابة العباسيين في دولة الناصر يوسف وهو شهير الترجمة كثير المناقب والمفاخر سني الاعتقاد من نسل أبي بكر الصديق من جهة الأم اه ومع قول الذهبي انه شهر ابن العود لتشيعه وتصريح صاحب كنوز الذهب بتسننه فلسنا نعتقد ذلك ولا نخال الرجل إلا شيعيا على مذهب