أقوال العلماء فيه في نقد الرجال للسيد مصطفى التفرشي: امره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة كان متكلما فقيها عظيم الشأن رفيع القدر جليل المنزلة أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم اه. وفي لؤلؤتي البحرين لم يسمع بمثله في الزهد والورع له مقامات.
وكرامات. وعن الأنوار النعمانية في المقامات ان المولى احمد الأردبيلي عطر الله ضريحه كان له من العلم رتبة قاصية ومن الزهد والتقوى والورع درجة أقصى. وفي مستدركات الوسائل: العالم الرباني والفقيه المحقق الصمداني المولى أحمد بن محمد الأردبيلي الذي غشى شجرة علمه وتحقيقاته أنوار قدسه وزهده وخلوصه وكراماته.
سيرته وأحواله وأطواره كان يضرب به المثل من عصره إلى اليوم في الزهد والورع والتقوى واشتهر بين العلماء بالمقدس الأردبيلي وفي لؤلؤتي البحراني: كان في عام الغلاء يقاسم الفقراء ما عنده من الأطعمة ويبقي لنفسه كسهم واحد منهم. وعن الأنوار النعماية للسيد نعمة الله الجزائري انه اتفق انه فعل ذلك في بعض سنين الغلاء فغضبت زوجته وقالت تركت أولادنا في مثل هذه السنة يتففكون الناس فتركها ومضى للاعتكاف في مسجد الكوفة فجاء في اليوم الثاني رجل معه دواب محملة حنطة ودقيقا فقال هذا بعثه إليكم صاحب المنزل وهو معتكف في مسجد الكوفة، فلما رجع من الاعتكاف قالت له زوجته: الذي أرسلته لنا من الحنطة والدقيق كان جيدا جدا وأخبرته الخبر، فحمد الله على ذلك وأخبرها انه لم يرسل شيئا وعن حدائق المقربين للأمير محمد صالح الخاتون آبادي: ان الأردبيلي اكترى دابة من الكاظمية إلى النجف فخرج ولم يتبعه المكاري فأعطاه رجل كتابا كتبه إلى النجف فوضعه في جيبه ثم لم يركب الدابة حتى ورد النجف وقال إن المكاري لم يأذن لي في حمل هذه الرسالة على دابته، وفي مستدركات الوسائل: قلت اخذ هذه السنة من الشيخ الأقدم صفوان بن يحيى قال النجاشي: حكى أصحابنا ان انسانا حمله دينارين إلى أهله بالكوفة فقال إن جمالي مكرية واستأذن الأجراء، وفي فهرست الشيخ قال له بعض جيرانه من أهل الكوفة و هو بمكة: يا أبا محمد احمل لي إلى المنزل دينارين فقال له ان جمالي بكراء فقف حتى استأذن من جمالي اه قلت: ان صح ذلك في حق صفوان فلا يكاد يصح في حق الأردبيلي مع فقاهته وعندي ان هذه الحكاية من المبالغات الفاسدة وحاشا الأردبيلي ان يصدر منه مثلها والا كانت إلى القدح أقرب منها إلى المدح لأن ذلك نوع من البلاهة. قال صاحب حدائق المقربين: ويحكى انه كان إذا أراد زيارة كربلاء يحتاط بالجمع بين القصر والتمام ويقول طلب العلم فريضة والزيارة سنة فبناء على أن الأمر بالشئ يقتضي النهي عن ضده يحتمل ان يكون سفر الزيارة سفر معصية لاحتمال كون طلب العلم واجبا عينيا مع أنه كان لا يدع الاشتغال بالعلم في سفره مهما أمكن، وفي روضات الجنات: يحكى ان بعض الزوار رآه في النجف فحسبه لرثة ثيابه بعض الفقراء المتكسبين فسأله هل تغسل هذه الثياب بالأجرة قال نعم! وواعده مكانا في الصحن ليأتي بها اليه في الغد فاخذها وغسلها بنفسه وأتى إلى الصحن في الوقت المضروب فوجد صاحبها هناك فدفعها اليه وأراد ان يعطيه الأجرة فامتنع فأخبره بعض المارة ان هذا هو المقدس الأردبيلي العالم الشهير فوقع على اقدامه معتذرا بأنه لم يعرفه فقال لا باس عليك! ان حقوق اخواننا المؤمنين أعظم من هذا، قال وكان يأكل ويلبس ما يصل اليه بطريق الحلال رديا أم جيدا ويقول:
المستفاد من الأحاديث الكثيرة وطريقة الجمع بين الاخبار: ان الله يحب ان يرى أثر نعمته على عبده عند السعة كما يحب الصبر على القناعة عند الضيق فكان لا يرد من أحد شيئا ومتى أهدي اليه شئ من الثياب النفيسة لبسه فكانت تهدى اليه العمامة الغالية الثمن فيلبسها ويخرج بها إلى الزيارة فإذا سأله أحد شيئا قطع له منها قطعة وأعطاه إياها إلى أن يبقى على رأسه يسير منها فيعود إلى بيته ويلبس غيرها اه وكان معاصرا للشيخ البهائي وبينهما مكاتبات. وفي روضات الجنات عن حدائق المقربين ما ملخصه: نقل ان منزله كان بجنب منزل المولى ميرزا جان الباغندي شريكه في الدرس، فكان الباغندي يسهر أكثر الليل في المطالعة والأردبيلي ينام من أول الليل ثم ينهض في السحر لصلاة الليل وبعد الفراع يفكر فيما فكر فيه الباغندي من أول الليل إلى آخره فيفهم في هذا التفكير القصير ما لم يكن يفهمه الباغندي في التفكير الطويل، وكان في عصر الشاه عباس الأول الصفوي وكان الشاه يبالغ في تعظيمه في الغياب ويتعاهده بالصلة ويكتب اليه بالتوجه إلى بلاد إيران فيجيبه بالامتناع من ذلك والرضا بما من الله عليه به من جوار قبور الأئمة الطاهرين ع، وكان الشاه عباس قد غضب على بعض اتباعه لتقصيره في الخدمة فالتجأ إلى مشهد أمير المؤمنين ع و طلب من الأردبيلي كتاب شفاعة إلى الشاه فكتب له هذه الكلمات بالفارسية باني ملك عارية عباس بداند اكر جه اين مرد أول ظالم بود اكنون مظلوم ميبايد جنانجه از تقصير أو بكذري شايد كه حق سبحانه وتعالى ازباره أو تقصيرات تو بكذرت كتبه بنده شاه ولاية احمد الأردبيلي وتعريبه: يا باني الملك العارية عباس وان يكن هذا الرجل كان ظالما أولا فاليوم هو مظلوم كما انك إذا تجاوزت عن ذنبه فلعل الله يتجاوز عن ذنوبك بسببه، كتبه عبد ملك الإمامة احمد الأردبيلي فاجابه الشاه بما صورته:
بعرض ميرساند عباس كه خدماتي كه فرموده بوديد بجان منت داشته بتقديم رسانيد اميد كه اين محب از دعاي فراموش نكند كتبه كلب آستانة علي عباس وتعريبه: يعرض عباس ان الخدمات التي أمرت بها صارت قرينة الاذعان والمنة يأمل هذا المحب ان لا تنساه من الدعاء كلب باب علي عباس. وعن السيد نعمة الله الجزائري في بعض كتبه ان الأردبيلي كتب إلى الشاه طهماسب على يد رجل سيد لإعانته وكتب له أخي، فقام تعظيما للكتاب ولما رأى أنه كتب اليه أخي دعا بكفنه ووضع الكتاب فيه وأوصى ان يدفن معه تحت رأسه وقال احتج به على منكر ونكير بان المولى احمد الأردبيلي سماني أخا له.
مشايخه عن حدائق المقربين: انه قرأ في المنقول والمعقول على بعض تلاميذ الشهيد الثاني وفضلاء العراقين المشاهد المشرفة ويروي عن السيد علي الصائغ المدفون بقرية صديق شرقي تبنين من جبل عامل الذي هو من كبار تلامذة الشهيد الثاني ومن مشايخه المولى جمال الدين محمود تلميذ جلال الدين الدواني وكان شريكا في الدرس عنده مع المولى عبد الله اليزدي صاحب حاشية تهذيب المنطق للتفتازاني والمولى ميرزا جان الباغندي.
تلاميذه قرأ عليه جملة من الاجلاء كصاحبي المعالم والمدارك ويقال: انهما لما