وشرفه قيامه في الليل. وقال من هوان الدنيا على الله عز وجل أن جعل بيته وعرا. وقال الصدقة أفضل من الحج والعمرة والجهاد ذاك يركب ويرجع ويراه الناس وهذا يعطي سرا لا يراه الا الله عز وجل. وقال ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه وإذا رأى الشر اجتنبه. وقال له رجل عظني قال انظر خبزك من أين هو ولا تعرض للنار. وسأله رجل عن النبيذ فقال قد ضاق علي الماء فكيف أتكلم في النبيذ. وذكر العلم وطلبه فقال إذا لم يعمل به فتركه أفضل والعلم هو العمل وقد صار إلى قوم يأكلون به. وقال ما خلف رجل في بيته خيرا من ركعتين يصليهما. وقال الصبر هو الصمت والصمت من الصبر ولا يكون المتكلم أورع من الصامت الا رجل عالم يتكلم في موضعه ويسكت في موضعه. وقال حب لقاء الناس حب الدنيا وترك لقاء الناس ترك الدنيا. وقال لا اعلم رجلا أحب ان يعرف الا ذهب دينه وافتضح. وقال لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب ان يعرفه الناس.
وسئل عمن يغتاب الناس أ يكون عدلا؟ قال لا إذا كان مشهورا بذلك فهو الوضيع. وقال لا تعط شيئا لمخافة ملامة الناس. وقال من جلس والأقداح تدور لا تقبل شهادته. وقال، اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك. وقال في جنازة أخته ان العبد إذا قصر في طاعة الله سلبه من يؤنسه. وقال ما اتقى الله من أحب الشهرة. وقال لقي حكيم حكيما فقال أحدهما لصاحبه لا يراك الله عندما نهاك ولا يفقدك عندما أمرك.
وقال لا تعمل لتذكر ورد لله ما يريد. وقال إذا أعجبك الكلام فاصمت وإذا أعجبك الصمت فتكلم. وقال إذا ذكرت الموت ذهب عنك صفوة الدنيا وشهواتها. وقال انما يراد من العلم العمل استمع وتعلم واعمل وعلم وعلم واهرب. وقال إن لم تعمل فلا تعص. وقال من عامل الله بالصدق استوحش من الناس. وسأله رجل ان يدعو لابنه فقال دعاؤك له أبلغ دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته. وقال ليس أحد يحب الدنيا الا لم يحب الموت وليس أحد يزهد في الدنيا الا أحب الموت حتى يلقى مولاه. وقال العجب ان تستكثر عملك وتستقل عمل الناس أو عمل غيرك. وكان بباب حرب في بغداد وأود الدخول إلى المقبرة فقال الموتى داخل السور أكثر منهم خارج السور. وقال لا تسال عن مسائل تعرف بها عيوب الناس لا تقع في ألسنة الناس إذا سالت عن مسالة فاعمل فإن لم تطق فاستعن بالله. وقال النظر إلى من تكره حمى باطنة. وقال النظر إلى الأحمق سخنة عين والنظر إلى البخيل يقسي القلب ومن لم يحتمل الغم والأذى لم يقدر ان يدخل فيما بحب. وقال خصلتان تقسيان القلب وكثرة الأكل. وقال قل لمن طلب الدنيا يتهيأ للذل. وقال لا تكون كاملا حتى يأمنك عدوك وكيف تكون خيرا وصديقك لا يأمنك. وقال لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطا من حديد. وقال الدعاء كفارة الذنوب. وقال لو سقطت قلنسوة من السماء ما سقطت إلا على رأس من لا يريدها انتهى. قال ابن خلكان ومن دعائه اللهم ان كنت شهرتني في الدنيا لتفضحني في الآخرة فاسلبه عني. ومن كلامه عقوبة العالم في الدنيا ان يعمى بصر قلبه.
وفي تاريخ بغداد كتب اليه رجل يطلب منه حديث أم زرع فكتب اليه هل عملت بما عندك حتى تطلب ما ليس عندك. وفي الشذرات عن ابن الجوزي قال لابن أخته عمر يا بني اعمل فان أثره في الكفين أحسن من أثر السجدة بين العينين وقال ليس شئ من اعمال البر أحب إلي من السخاء ولا أبغض إلي من الضيق وسوء الخلق وقال إذا قل عمل العبد ابتلي بالهم. وقال ما من أحد خالط لحمه ودمه ومشاشه حب النبي ص فيرى النار وقال كانوا لا يأكلون تلذذا ولا يلبسون تنعما وهذا طريق الآخرة والأنبياء والصالحين فمن زعم أن الأمر غير هذا فهو مفتون. وقال الفكرة في أمر الآخرة تقطع حب الدنيا وتذهب شهواتها انتهى.
كراهته التحديث في تاريخ بغداد كان كثير الحديث الا انه لم ينصب نفسه للرواية وكان يكرهها ودفن كتبه لأجل ذلك وكل ما سمع منه فإنما هو على سبيل المذاكرة. وبسنده أخذ بشر بيد عبيد الوراق وقد قال عبيد حدثنا فقال يا عبيد احذر حدثنا فان لحدثنا حلاوة وقد قلت حدثنا وكتب عنك فكان ماذا. وبسنده قيل لبشر لم لا تحدث قال انا أشتهي ان احدث وإذا اشتهيت شيئا تركته. وبسنده سمع بشر يقول ليس الحديث من عدة الموت فقيل قد خرجت إلى أبي نعيم فقال أتوب إلى الله من ذهابي وقال بشر لو أن رجلا كان عندي في مثال سفيان ومعافى ثم جلس اليوم يحدث ونصب نفسه لانتقص عندي نقصانا شديدا وقال إني وان أذنت للرجل وهو يحدث فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيرا من كائن من الناس وانما الحديث اليوم طرق من طلب الدنيا ولذة وما أدري كيف يسلم صاحبه وكيف يسلم من يحفظه لأي شئ يحفظه وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي ويذهب وإن لي كتبا كثيرة قد ذهبت، وما هو من سلاح الآخرة ولا من عدد الموت وقال إبراهيم بن هاشم دفنا لبشر بن الحارث ثمانية عشر ما بين قمطر وقوصرة يعني حديثا وسئل عن حديث فقال اتق الله فان كنت تريده للدنيا فلا ترده وان كنت تريده للآخرة فقد سمعت. وقال ربما وقع في يدي الشئ أريد أن أخرجه فلا يصح لي يعني من الحديث وقال ليس ينبغي لأحد أن يحدث حتى يصح له فمن زعم أنه قد صحح قلنا أنت ضعيف وقال لا اعلم شيئا أفضل منه إذا أريد به الله يعني طلب العلم انتهى ويفهم من ذلك ان كراهته التحديث لأن طالبي الحديث لا يقصدون به وجه الله بل يقصدون به الدنيا والرياسة والتصدر في المجالس والا فهو من نشر العلم الذي اعترف بأنه لا شئ أفضل منه ولأن المحدثين يحدثون بما صح وبما لم يصح ودفنه كتبه يحمل على أنه لم يعلم صحة ما فيها أو علم بطلانه ويدل على ما قلنا إن أهل الحديث قالوا له حدثنا فأنشأ يقول صار أهل الحديث فيهم حديثا * إن شين الحديث أهل الحديث ما أنشده بشر من الأشعار أنشد بشر وليس من برق لي دينه * يغرني يا صاح تبريقه من حقق الايمان في قلبه * يوشك ان يظهر تحقيقه وأنشد بشر أيضا اقسم بالله لرضخ النوى * وشرب ماء القلب المالحه أعز للانسان من حرصه * ومن سؤال الأوجه الكالحه فاستغن باليأس تكن ذا غنى * مغتبطا بالصفقة الرابحه